تصاعد التوتر بين البرازيل واسرائيل على خلفية تصريحات بشأن جرائم الاحتلال في غزة 

[ جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني - وكالات ]

استدعى الرئيس البرازيلي، مساء اليوم الاثنين، سفير بلاده في تل أبيب رداً على قيام حكومة الاحتلال الإسرائيلي بتوبيخه على خلفية تصريحات أدلى بها لولا دا سيلفا بشأن الحرب على غزة وفقا لما أوردته صحيفة العربي الجديد الصادرة من لندن.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن البرازيل قررت إعادة سفيرها من تل أبيب، وكذلك استدعاء السفير الإسرائيلي لديها للتوبيخ، في خطوات تأتي بعد ساعات من إعلان وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الاثنين، أن الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، شخص غير مرغوب فيه، ما لم يتراجع ويعتذر عن تصريحاته التي شبّه ما تقوم به إسرائيل في غزة بما قام به الزعيم الألماني النازي أدولف هتلر في المحرقة اليهودية (الهولوكوست). 

وجاء إعلان كاتس خلال استدعائه السفير البرازيلي لدى تل أبيب فيدريكو مير، لإجراء "محادثة توبيخية له". والتقى كاتس السفير البرازيلي في متحف "ياد فاشيم" في القدس المحتلة، وهو متحف خاص بإحياء ذكرى ضحايا "الهولوكوست".

وكان الرئيس البرازيلي قد قال، الأحد، إن "إسرائيل تقوم بإبادة جماعية بحق الفلسطينيين مثل هتلر".

وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان لها إن "الوزير كاتس استدعى السفير على خلفية التصريحات المروعة للرئيس البرازيلي، وسيوضح له أنه في الواقع منظمة حماس الإرهابية هي التي ارتكبت جريمة الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر عندما ألحقت الأذى بالناس لأنهم يهود وإسرائيليون فحسب"، وفق ما جاء في بيان الوزارة.
 
وأدلى كاتس بتصريح قبل "محادثة التوبيخ" التي أجراها في "ياد فاشيم" مع السفير البرازيلي لدى إسرائيل، قال فيه: "لقد أحضرتك إلى مكان يشهد أكثر من أي شيء على ما فعله النازيون الذين قتلوا 6 ملايين من شعبنا اليهودي. إن المقارنة التي أجراها رئيس البرازيل بين حرب إسرائيل العادلة ضد حماس وبين أعمال الإبادة التي قام بها النازيون وهتلر ضد اليهود هي وصمة عار وهجوم خطير معاد للسامية".
 
وأضاف الوزير كاتس: "أود أن أبلغ الرئيس أننا لن نسامحه، وهو شخصية غير مرغوب فيها في إسرائيل طالما لم يتراجع ويعتذر".

من جهته، عقّب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، في بيان صادر عن مكتبه، بأن التصريحات التي أدلى بها الرئيس البرازيلي مخزية وخطيرة، إذ إنها تشكل تحقيراَ لذكرى المحرقة النازية ومحاولة للمساس بالشعب اليهودي وحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".

 أضاف البيان: "تشكّل المقارنة بين إسرائيل والمحرقة النازية وهتلر تجاوز خط أحمر، إذ تحارب إسرائيل في سبيل الدفاع عن نفسها وضمان مستقبلها حتى تحقيق الانتصار المطلق وهي تقوم بذلك متقيدةً بأحكام القانون الدولي. لقد قررت مع وزير الخارجية يسرائيل كاتس استدعاء السفير البرازيلي لدى إسرائيل لعقد جلسة معه فوراً لتوبيخه بشدّة".

وكان لولا دا سيلفا قد اتّهم، الأحد، إسرائيل بارتكاب إبادة بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، مشبّهاً ما تقوم به دولة الاحتلال بـ"محرقة اليهود" إبّان الحرب العالمية الثانية.

وقال لولا دا سيلفا لصحافيين، في أديس أبابا، حيث حضر قمة للاتحاد الأفريقي: "ما يحدث في قطاع غزة ليس حرباً، إنه إبادة"، مضيفاً: "ليست حرب جنود ضد جنود، إنها حرب بين جيش على درجة عالية من الاستعداد، ونساء وأطفال"، وتابع: "ما يحدث في قطاع غزة مع الشعب الفلسطيني لم يحدث في أي مرحلة أخرى في التاريخ. في الواقع، سبق أن حدث بالفعل حين قرر هتلر أن يقتل اليهود".

وهذه من أشدّ التصريحات التي أدلى بها الرئيس اليساري لولا دا سيلفا بشأن الحرب على غزة منذ اندلاعها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وكان لولا قد وصف عملية "طوفان الأقصى"، التي نفّذتها "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بأنها "عمل إرهابي"، لكن منذ ذلك الحين، ينتقد بشدّة الحملة العسكرية الانتقامية التي تشنها إسرائيل.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر