وزير صهيوني متطرف يهاجم مصر والقاهرة ترد: تصريحات تحريضية تكشف عن نهم للقتل والتدمير

[ وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش (يمين) ووزير الخارجية المصري سامح شكري (الفرنسية) ]

"مصر مسؤولة بشكل كبير عما حصل في السابع من أكتوبر".. "معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل وجدت لتبقى".. عبارتان تلخصان جدلا تصاعد اليوم الاثنين بشكل مفاجئ بين إسرائيل ومصر على خلفية ما يجري في قطاع غزة وبالتحديد في مدينة رفح القريبة من الحدود مع مصر.
 
وكانت البداية مع وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش الذي انتقد الموقف المصري المعارض بشدة لنية إسرائيل شن عملية برية واسعة النطاق في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
 
وقال سموتريتش الذي كان يتحدث في اجتماع للكتلة البرلمانية لحزب الصهيونية الدينية برئاسته، وفق ما أوردت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، إن مصر مسؤولة بشكل كبير عن ما حصل في السابع من أكتوبر، في إشارة إلى عملية طوفان الأقصى، وأن حماس تسلحت عن طريقهم.
 
وطالب سموتريتش رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتجاهل الضغوط الأميركية وعدم إرسال وفد إسرائيلي غدا إلى القاهرة من أجل استكمال المحادثات التي تشارك فيها مصر وقطر والولايات المتحدة بشأن التوصل إلى صفقة تبادل للأسرى، وأضاف أن الحل الأنسب لإعادة الأسرى الإسرائيليين هو مواصلة العملية العسكرية.

تصريحات غير مقبولة
 
وردا على ذلك قال المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبوزيد عبر منصة "إكس"، إنه "من المؤسف والمشين أن يستمر وزير المالية الإسرائيلي "سموتريتش" في إطلاق تصريحات غير مسئولة وتحريضية ولا تكشف إلا عن نهم للقتل والتدمير، وتخريب لأية محاولة لاحتواء الأزمة في قطاع غزة".
 
وأضاف أن "تلك التصريحات غير مقبولة جملةً وتفصيلاً"، مؤكدا أن "مصر بشكل كامل على أراضيها، ولا تسمح لأي طرف بأن يقحم اسم مصر في أية محاولة فاشلة لتبرير قصور أدائه".
 
علاقات طبيعية
 
في السياق قال وزير خارجية مصر سامح شكري، خلال مؤتمر صحفي مع نظيرته السلوفينية تانيا فايون، بالعاصمة لوبليانا مساء الاثنين، إن بلاده مستمرة في العمل بـ "اتفاقية السلام" وعلاقات طبيعية مع إسرائيل.
 
وكانت القاهرة حذرت في اليومين الماضيين من تصاعد الأحداث في رفح مؤكدة أنها تنذر بتدهور الأوضاع في قطاع غزة، وبتداعيات وخيمة، مع تهديد إسرائيل بشن عملية عسكرية بالمدينة المتاخمة للحدود المصرية.

ونشرت وسائل إعلام أميركية بينها وكالة أنباء أسوشيتد برس وصحيفتا وول ستريت جورنال ونيويورك تايمز السبت أن القاهرة حذرت من إمكانية تعليق معاهدة السلام، إذا أرسلت إسرائيل قوات إلى رفح الفلسطينية، المتاخمة للحدود المصرية، ونقلت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية عن وول ستريت جورنال التحذير ذاته.
 
لكن وزير الخارجية المصري رد على سؤال لأحد الصحفيين بهذا الخصوص، قائلا: "دعني أكون واضحا، ليس لدي تعليقات كثيرة بشأن تلك المصادر التي تتحدث في الإعلام حيال هذا الأمر… على مدار الـ40 عاما السابقة كانت هناك علاقات طبيعية (مع إسرائيل)، وسوف نستمر في فعل المزيد، كنوع من طرق المعالجة لهذا الأمر (حرب غزة)".
 
وتابع شكري: توجد اتفاقية سلام بين مصر وإسرائيل، وهي سارية على مدار الـ40 عاما السابقة، ونحن نتعامل بثقة وفاعلية وسوف نستمر في هذا الأمر في هذه الحقبة، وأي تعليقات قد نطق بها بعض الأفراد ربما تكون قد شوهت الأمر.
 
وبدورها، نقلت قناة "كان" الإسرائيلية عن وزير الخارجية المصري سامح شكري قوله إن معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل وجدت لتبقى.
 
يذكر أن مصر وإسرائيل وقعتا معاهدة سلام بواشنطن في 26 مارس/آذار 1979، وذلك عقب اتفاقية كامب ديفيد التي وقعت بين الجانبين في 1978، وأبرز بنودها وقف حالة الحرب، وتطبيع العلاقات، وسحب إسرائيل الكامل لقواتها المسلحة والمدنيين من شبه جزيرة سيناء، وإبقاء المنطقة منزوعة السلاح.
 
وتشهد رفح منذ أيام تصاعدا للاعتداءات من جانب جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي شن غارات عنيفة راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى، في تجاهل إسرائيلي واضح للتحذيرات الدولية من عواقب إنسانية للتحرك العسكري نحو المدينة المكتظة بالنازحين.
 
ومنذ 129 يوما، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت حتى الاثنين 28 ألفا و340 شهيدا و67 ألفا و984 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفق بيانات فلسطينية وأممية، مما أدى إلى محاكمة إسرائيل بتهمة جرائم إبادة جماعية لأول مرة منذ تأسيسها.

​​​​​​​
المصدر: يمن شباب نت+ الجزيرة+ وكالات

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر