العدوان على غزة.. عدد الشهداء يتجاوز 28 ألفا وتحذيرات من كارثة ومجازر في مدينة رفح

يواصل طيران الاحتلال في اليوم الـ127 للحرب شنّ غارات متفرقة على مناطق القطاع المدمر، موقعاً عشرات الشهداء والجرحى، في حصيلة مأساوية باتت تتكرر يومياً.
 
وشنّ طيران الاحتلال الإسرائيلي غارات عنيفة على رفح في ساعة مبكرة من ليل السبت، وسط مؤشرات على اقتراب عملية برية تدميرية يُعدّ جيش الاحتلال لإطلاقها في المدينة المكتظة بالنازحين قرب الحدود المصرية مع قطاع غزة.

يأتي ذلك في وقت توالت التحذيرات من كارثة إنسانية هائلة إذا اجتاحت إسرائيل مدينة رفح التي تعد آخر ملاذ للنازحين في القطاع المحاصر، ويعيش فيها حاليا حوالي مليون و400 ألف فلسطيني، وذلك بعد تصديق جيش الاحتلال أمس على عملية عسكرية فيها.
 
وانتقلت أزمة المجاعة في شمال القطاع إلى مستويات خطيرة بانعدام شبه تام للمواد الغذائية، وسط استهداف إسرائيلي لأية شحنات مساعدات في طريقها إلى المنطقة التي عاشت ويلات حملة الإبادة في المراحل الأولى من الحرب.
 
28 ألف و64 شهيداً منذ السابع من أكتوبر

كشفت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن حصيلة جديدة للشهداء والجرحى جراء العدوان الإسرائيلي المستمر للوم الـ127 على القطاع، مشيرة إلى ارتفاع عدد الشهداء إلى 28 ألف و64، والجرحى إلى 67 ألف و611 وذلك من بدء الحرب في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
 
وأضافت أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 16 مجزرة جديدة ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 117 شهيد و152 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية، موضحة أن عدداً من الضحايا مازالوا تحت الركام وفي الطرقات ويمنع الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم.
 
استشهاد 3 مسؤولين في رفح
 
أفادت وسائل إعلام فلسطينية باستشهاد مدير مباحث رفح أحمد اليعقوبي، ونائبه أيمن الرنتيسي، ورئيس قسم مباحث التموين إبراهيم شتات، جراء قصف جيش الاحتلال لمركبتهم في حي تل السلطان غربي رفح.

الصحة: إطلاق نار كثيف داخل مستشفى ناصر الطبي

أفادت وزارة الصحة في غزة بسقوط شهيد وعدد من الإصابات برصاص قوات الاحتلال داخل مستشفى ناصر الطبي في مدينة خانيونس جنوبيّ قطاع غزة، مشيرة إلى إطلاق نار كثيف استهدف بوابات المستشفى ومبانيه وساحاته.
 
وأضافت الوزارة أن الطواقم الطبية لا تستطيع التحرك بين المباني، معربة عن خشيتها على حياة 300 كادر صحي و450 جريحاً ومريضاً و10 آلاف نازح داخل المستشفى.
 
وقالت وسائل إعلام فلسطينية إن آليات الاحتلال تواصل حصارها لمجمع ناصر الطبي في خانيونس، مشيرة إلى أنها وصلت إلى بوابته الشمالية، وأغلقت الطريق الجنوبية المؤدية إليه.
 
تحذيرات من مجزرة وكارثة في رفح

حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من كارثة ومجزرة عالمية قد تُخلّف عشرات آلاف الشهداء والجرحى في حال تم اجتياح محافظة رفح، محمّلاً الإدارة الأميركية، والمجتمع الدولي، والاحتلال الإسرائيلي المسئولية الكاملة.
 
وقال في بيان صحافي: "تناولت وسائل الإعلام التابعة للاحتلال الإسرائيلي نية وتهديدات جيش الاحتلال بمهاجمة واجتياح محافظة رفح (جنوب قطاع غزة)، والتي تضم أكثر من 1,400,000 مواطن فلسطيني بينهم 1,300,000 نازح من محافظات أخرى، مما ينذر بوقوع كارثة ومجزرة عالمية قد تُخلِّف عشرات آلاف الشهداء والجرحى".
 
وطالب المكتب الإعلامي، مجلس الأمن الدولي بالانعقاد الفوري والعاجل، واتخاذ قرار يضمن إلزام الاحتلال الإسرائيلي بوقف حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها ضد المدنيين والأطفال والنساء في قطاع غزة، وكذلك وقف القتل المتعمد ضد عشرات آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة، ووقف تهديدات الاحتلال المستمرة ضد محافظة رفح وغيرها من المحافظات.

 كما حذرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من ارتكاب الاحتلال مجازر برفح المكتظة بالنازحين الذين يعيشون في ظروف إنسانية قاسية.
 
وقالت حركة حماس إن موقف الإدارة الأميركية بعدم دعمها الهجوم على رفح لا يعفيها من المسؤولية الكاملة عن تبعاته، داعية، جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومجلس الأمن الدولي، إلى التحرك العاجل والجاد للحيلولة دون ارتكاب إبادة جماعية في مدينة رفح.
 
وأشارت الرئاسة الفلسطينية -في بيان- إلى أن الخطط الإسرائيلية باجتياح رفح يراد بها تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، مؤكدة أن شن عملية عسكرية في المدينة المكتظة سيكون تجاوزا لكل الخطوط الحمراء، وفق تعبيرها.
 
وكانت الأمم المتحدة حذرت من أي عملية عسكرية في مدينة رفح، وقالت إن أي تهجير قسري جماعي يفرض على سكانها والنازحين فيها سيكون مخالفة للقانون الدولي.
 
وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن التهجير القسري المتكرر هو ما دفع سكان غزة إلى رفح، حيث أصبحوا محاصرين من دون خيارات، ويعيشون في خيام مؤقتة.

من جانبه قال المفوض العام لوكالة "أونروا" فيليب لازاريني على حساب الوكالة عبر منصة "إكس" إن "الكثيرون من أهالي رفح، البالغ عددهم 1.4 مليون شخص، يعيشون في ملاجئ بلاستيكية مؤقتة بالشوارع".
 
وأضاف أن "الهجوم (الإسرائيلي) العسكري المحتمل على رفح وسط هؤلاء الضعفاء المكشوفين تمامًا، وصفة لكارثة"، واختتم حديثه بالقول إنني "لم أعد أجد الكلمات لأصف الوضع".​​​​​​​

تحذيرات ودعوات عربية لمجلس الأمن للتحرك العاجل

حذرت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنيين، من خطورة إقدام جيش الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ عملية عسكرية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
 
وجدد الناطق الرسمي باسم الوزارة سفيان القضاة في بيان اليوم السبت، رفض المملكة المطلق لتهجير الفلسطينيين داخل أرضهم أو إلى خارجها، مشدداً على ضرورة إنهاء الحرب على القطاع والتوصل لوقف فوري لإطلاق النار يضمن حماية المدنيين وعودتهم إلى أماكن سكناهم ووصول المساعدات إلى كل أنحاء القطاع.
 
كما دعا القضاة المجتمع الدولي إلى ضرورة الاضطلاع بمسؤولياته، والتحرك الفوري والفاعل لمنع إسرائيل من الاستمرار بحربها المستعرة، والتي تسبب كارثة إنسانية غير مسبوقة، مشددا على ضرورة اضطلاع مجلس الأمن الدولي بمسؤولياته ودون إبطاء لمنع التدهور الخطير، وفرض وقف فوري لإطلاق النار.

وأدانت وزارة الخارجية القطرية "بأشد العبارات التهديدات الإسرائيلية باقتحام رفح جنوبي قطاع غزة"، محذرة من "وقوع كارثة إنسانية في المدينة التي أصبحت ملاذا أخيرا لمئات آلاف النازحين داخل القطاع المحاصر".
 
ودعت الدوحة في بيان، "مجلس الأمن الدولي إلى تحرك عاجل يحول دون اجتياح قوات الاحتلال الإسرائيلي لرفح، وارتكاب إبادة جماعية في المدينة"، مؤكدة "الرفض القاطع لمحاولات التهجير القسري للشعب الفلسطيني من غزة".

وحذّرت السعودية من التداعيات بالغة الخطورة لاقتحام واستهداف مدينة رفح في قطاع غزة"، مؤكدة أن رفح "الملاذ الأخير لمئات الألوف من المدنيين الذين أجبرهم العدوان الإسرائيلي الوحشي على النزوح".
 
وأكدت الرياض في بيانها، على "رفضها القاطع وإدانتها الشديدة لترحيلهم قسرياً"، مجددة "مطالبتها بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار".
 
وقالت إن "هذا الإمعان في انتهاك القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي يؤكد ضرورة انعقاد مجلس الأمن الدولي عاجلاً لمنع إسرائيل من التسبب بكارثة إنسانية وشيكة يتحمل مسؤوليتها كل من يدعم العدوان".
 
من جانبه حذر وزير الخارجية المصري سامح شكري، خلال مؤتمر صحفي بالقاهرة، مع نظيرته البلغارية ماريا غابرييل من أن "اتساع رقعة العمليات العسكرية له في غزة تداعيات وخيمة"، وقال إن "التطورات في رفح تنذر بمزيد من التدهور في غزة".
 
كما أعربت دولة الكويت، عن قلقها الشديد إزاء مخططات قوات الاحتلال الإسرائيلي لمهاجمة مدينة رفح بقطاع غزة بعد ترحيل السكان المدنيين قسرا منها"، مجددة موقفها"الرافض للممارسات العدوانية ومخططات التهجير ضد الشعب الفلسطيني الشقيق".

وأكدت الخارجية الكويتية،موقفها "الداعي إلى ضرورة تحمل المجتمع الدولي ومجلس الأمن مسؤولياتهم في حماية المدنيين الفلسطينيين العزل، مطالبة بـ"تفعيل آليات المحاسبة الدولية لوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وقرارات الشرعية الدولية".

بدروها قالت وزارة الخارجية اليمنية، إن استعدادات جيش الاحتلال الإسرائيلي لاقتحام مدينة رفح في قطاع غزة يستهدف الإمعان في القتل والتنكيل بحق الشعب الفلسطيني وتهجيره قسرا و دليل واضح على ارتكاب قوات الاحتلال الاسرائيلي لجريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي".
 
وحذرت الخارجية في بيان من أن هذا "الإجرام الهمجي ستكون له تداعيات امنية خطيرة على الأمن والسلم في المنطقة تتحمل مسؤوليته قوات الاحتلال الاسرائيلي".
 
ودعت في البيان المجتمع الدولي ومجلس الامن إلى القيام بواجبه لوقف هذا العدوان البربري وحماية الشعب الفلسطيني الأعزل من جرائم الاحتلال الاسرائيلي.


المصدر: وكالات

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر