غزة.. أصحاب الأمراض المزمنة بين فكي الحرب ونقص الأدوية

[ مرضى الفشل الكلوي بغزة/ الأناضول ]

للشهر الثاني على التوالي، تعجز النازحة الفلسطينية رضا عوض، المصابة بمرض مزمن، عن تلقي علاجاتها، بسبب النقص الحاد في الأدوية بقطاع غزة جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
 
تعاني عوض من "اكتئاب نفسي" أصيبت به منذ حوالي 10 سنوات، وخلال الحرب مرت برحلتي نزوح من مخيم البريج للاجئين (وسط) وصولا إلى مخيم مستحدث بمدينة رفح (جنوب).
 
السيدة الفلسطينية تحاول التعايش مع مرضها المزمن ومضاعفاته الآخذة بالظهور والتطور، في ظل غياب العلاجات اللازمة.
 
هي أم لسبعة أطفال وتعيش داخل خيمة تؤوي 28 شخصا، وهي واحدة من مئات آلاف الفلسطينيين أصحاب الأمراض المزمنة الذين لا يتلقون أدويتهم منذ أشهر.
 
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة قالت الثلاثاء، إن "350 ألف مريض مزمن لا يتلقون أدويتهم جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة".
 
وحذرت الوزارة من مضاعفات صحية خطيرة يتعرض لها هؤلاء المرضى جراء عدم تلقيهم الأدوية، مطالبة المؤسسات الدولية بضرورة "توفير العلاج للمرضى المزمنين بشكل عاجل".
 
وكانت مؤسسات صحية وحقوقية فلسطينية ودولية حذرت من انهيار القطاع الصحي في قطاع غزة جراء استمرار الحرب.
 
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الخميس "24 ألفا و620 شهيدا و61 ألفا و 830 مصابا وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، وتسببت بنزوح أكثر من 85 بالمئة (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب السلطات الفلسطينية والأمم المتحدة.
 
مضاعفات شديدة
 
تقول عوض لوكالة الأناضول: "لم أتلق العلاج الخاص بمرض الاكتئاب النفسي الذي أصبت به من 10 سنوات، منذ أكثر من شهرين".
 
وتابعت: "هذا العلاج غير موجود حاليا ما سبب لي مضاعفات صحية كبيرة"، منها "دوار حاد، واستفراغ، وفقدان الشعور بالألم".
 
وتضيف: "في بعض الأوقات أضع يدي في مياه شديدة الحرارة ولا أشعر بأي ألم، كما أنني أتعرض لنسيان شديد حيث من الممكن أن أتوضأ في اليوم لأكثر من مرة دون أن أنتبه".
 
إلى جانب ذلك، فإنها تستيقظ في الكثير من الأحيان من نومها مفزوعة فضلا عن البكاء والصراخ الفجائي، كما قالت ضمن سردها لمضاعفات إصابتها بالاكتئاب.
 
وطالبت السيدة بضرورة توفير العلاجات الخاصة بها من أجل سلامة صحتها النفسية والجسدية.
 
واقع قاس
 
النازح الفلسطيني فايز عبده (67 عاما)، انقطع عن تناول علاجه الخاص بدائي السكري والضغط المزمنين، منذ نحو 4 شهور.
 
عبده مر بتجربتي نزوح من مخيم البريج إلى النصيرات (وسط) ومن ثم لرفح (جنوب) ويعيش حاليا داخل غرفة أسسها من ألواح الصفيح (الزينكو)، برفقة 5 عائلات.
 
ويوضح الرجل خلال حديثه للأناضول، أن الحرب حرمته أيضا من تلقي أدوية لأمراض جانبية نتجت بفعل إصابته بالسكري والضغط.
 
وذكر أن قصفا إسرائيليا استهدف منزلا مجاورا لمنزله قبل نزوحه، تسبب بإصابته في قدمه التي تدهور وضعها سريعا بسبب إصابته بالسكري وعدم تلقيه للعلاج.
 
وبيّن أنه كان يتلقى أدويته من عيادة طبية في مخيم البريج، إلا أنه اليوم يعيش بلا دواء ولا طعام يساهم في رفع مناعة جسده.
 
ويستكمل قائلا: "قدمي اليوم لا أستطيع المشي عليها، كلما حاولت أسقط أرضا لا أشعر بأي توازن خلال المشي".
 
وسبق وأن قال عدد من الفلسطينيين بغزة، في أوقات سابقة، إنهم لا يجدون أدويتهم داخل الصيدليات أو المستشفيات.
 
وفي أكثر من مرة، قالت وزارة الصحة إن القطاع يعاني من شح في الأدوية والمستلزمات الطبية جراء الإصابات الكثيرة التي تصل إلى المستشفيات.
 
ومنذ اندلاع الحرب المدمرة على القطاع قطعت إسرائيل إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن سكان غزة، وهم نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون بالأساس أوضاعا متدهورة للغاية.
 
الأناضول
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر