"أونروا" تكشف: إسرائيل تأمر سكان غزة بالانتقال إلى مناطق تشهد غارات جوية مستمرة

كشفت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، اليوم السبت، أنّ "الجيش الإسرائيلي يطلب من سكان غزة الانتقال إلى أماكن تشهد غارات جوية مستمرّة".
 
جاء ذلك في سلسلة تدوينات نشرها مدير شؤون وكالة أونروا في قطاع غزة توماس وايت على منصة "إكس".
 
وشدّد وايت على أنّ "سكان غزة بشر، وليسوا قطعاً على رقعة شطرنج، وتمّ بالفعل تهجير كثيرين منهم مرّات عدّة"، مؤكدا أنّ "لا مكان يقصده الناس، لا مكان آمناً".
 
وأوضح وايت أنّ "السلطات الإسرائيلية أصدرت مزيداً من أوامر الإخلاء إلى سكان غزة في المنطقة الوسطى للانتقال إلى مدينة دير البلح الواقعة وسط القطاع بهدف توسيع العملية العسكرية المستمرّة". أضاف أنّ "أكثر من 150 ألف شخص تأثّروا بهذا الأمر، وكانت المنطقة مكتظة بالفعل بالنازحين، بما في ذلك ملاجئ أونروا".
 
وفي تدوينة منفصلة، أشارت وكالة أونروا إلى أنّ "السلطات الإسرائيلية، وبهدف توسيع العمليات العسكرية المستمرة، أصدرت مزيداً من الأوامر" التي أشار إليها وايت.
 
وأمس الجمعة، طلب جيش الاحتلال الإسرائيلي من سكان مخيّم البريج ومناطق أخرى وسط قطاع غزة إخلاء منازلهم فوراً والتوجّه إلى مدينة دير البلح. وبذلك وجد آلاف الفلسطينيين أنفسهم مضطرين إلى النزوح مجدّداً، وسط الحرب المتواصلة، حاملين أمتعة بسيطة.
 
وتوجّه متحدّث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، عبر حسابه على منصة "إكس"، بطلبه هذا إلى سكان مخيم البريج وأحياء بدر والساحل الشمالي والنزهة والزهراء والبراق والروضة والصفاء في المناطق الواقعة جنوب وادي غزة، من أجل الانتقال بشكل فوري إلى دير البلح.
 
يُذكر أنّ لا ملاجئ متوفّرة في مدينة دير البلح التي تتعرّض يومياً لقصف عنيف من المدفعية والطائرات الحربية الإسرائيلية.
 
كذلك تعاني دير البلح من اكتظاظ سكاني شديد بفعل نزوح مئات الآلاف إليها من مناطقها الشرقية القريبة من الحدود، بالإضافة إلى سكان مدينة غزة ومحافظة الشمال الذين نزحوا إليها منذ بداية الأسبوع الثاني للحرب الإسرائيلية على القطاع.
 
سكان غزة في حاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار
 
من جهة أخرى، شدّدت وكالة أونروا، اليوم السبت، على أنّ "ثمّة حاجة إلى وقف فوري وإنساني لإطلاق النار في قطاع غزة وتدفّق المساعدات، من دون وضع شروط للمفاوضات السياسية".
 
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقدته المتحدثة باسم وكالة أونروا تمارا الرفاعي، ونشرت فحواه الوكالة الأممية على حسابها على منصّة "إكس". أضافت المسؤولة الأممية أنّ "من المفجع جداً أن تقف السياسة في طريق بقاء 2.2 مليون شخص على قيد الحياة في غزة".
 
وكان مجلس الأمن الدولي قد اعتمد، أمس الجمعة، قراراً يدعو إلى اتّخاذ خطوات عاجلة للسماح فوراً بإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وتهيئة الظروف لوقف إطلاق النار.
 
وضع سكان غزة "تقشعرّ له الأبدان"
 
وكانت مديرة الإعلام والتواصل لدى وكالة أونروا جولييت توما قد صرّحت في حديث إعلامي، أمس الجمعة، بأنّه "لإعطاء فكرة عمّا يحدث في غزة الآن، فإنّ الوضع يقشعر له الأبدان".
 
وشدّدت توما: "لقد وصلنا إلى النقطة التي يقال إنّ ربع السكان فيها يتضوّرون جوعاً". وبيّنت أنّ هذا الوضع هو "نتيجة مباشرة للحصار وعدم توفّر الإمدادات الأساسية بما في ذلك الغذاء".
 
ولفتت توما إلى أنّه "عندما كنت هناك أخيراً، رأيت سكان غزة مرعوبين ومرهقين ويعيشون في خوف، فيما القصف مستمرّ من دون توقف". وشدّدت على أنّ "ما نحتاج إليه الآن هو وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية وزيادة المساعدات إلى القطاع".
 
تزايد الرعب
 
في الأثناء كشف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، السبت، أن كل "4 من كل 5 أشخاص الأكثر جوعا في العالم موجودون بقطاع غزة".
 
وقال غوتيريش في تدوينة على منصة "إكس": مع اشتداد الصراع وتزايد الرعب في غزة، سنواصل القيام بدورنا"، مضيفا إننا "لن نستسلم".
 
واعتمد مجلس الأمن الدولي، الجمعة، قرارا يدعو إلى اتخاذ خطوات عاجلة للسماح فورا بإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وتهيئة الظروف لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والمقاتلين الفلسطينيين.
 
وقالت منظمة الأمم المتحدة عبر موقعها الإلكتروني: "بتأييد 13 عضوا، وامتناع الولايات المتحدة وروسيا عن التصويت، اعتمد مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2720 حول غزة وإسرائيل".
 
وعقب اعتماد القرار، أكد غوتيريش، دعم الأمم المتحدة لكل ما يؤدي إلى تحسين إيصال المساعدات إلى غزة، وقال إن "الأمم المتحدة تعتقد أن السلطة الفلسطينية هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، وأنه ينبغي تهيئة الظروف التي تسمح لها بتحمل المسؤولية في غزة، وأن هذا سيمكّن من تحقيق حل الدولتين".
 
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت حتى مساء السبت 20 ألفا و258 شهيدا و53 ألفا و688 جريحا معظمهم أطفال ونساء"، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
 
 المصدر: العربي الجديد + الأناضول

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر