سياسيون إسرائيليون: الرهانات على انتصار الجيش "أكاذيب".. وصور "استسلام" مقاتلي حماس مفبركة

حذّر ساسة ومعلقون إسرائيليون، اليوم الأحد، من أنّ الحرب التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة تتجه إلى الفشل، مشيرين إلى نقص الحلول السياسية، ومعتبرين أنّ الأهداف تبدو بعيدة التحقيق، كما اتهموا الناطق باسم جيس الاحتلال بتضليل الراي العام بفبركة الصور.
 
وقال النائب السابق رومان بروفمان، إنّ "إدارة الحرب محكوم عليها بالفشل، لأنه لا يوجد في الأفق حل سياسي ومفاوضات جادة لتبادل الأسرى".
 
وكتب برفمان على حسابه في منصة إكس، إنّ ما يعزز فرص فشل الحرب على غزة، حقيقة أنّ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يديرها من منطلق افتراضات "سبق أن تحطمت"، وبسبب طغيان حساباته الشخصية.
 
من جهته، قال كبير المعلقين في صحيفة يديعوت أحرونوت، ناحوم برنيع، إنّ "إسرائيل مطالبة بتخفيض سقف توقعاتها من الحرب على غزة التي تبدو بعيدة عن النهاية ولا تحقق أهدافها".
 
وفي تقرير نشرته الصحيفة في عددها، الصادر اليوم الأحد، سخر برنيع من الصحافيين الإسرائيليين الذين يحاولون رفع معنويات الجمهور الداخلي عبر وصف مقاتلي حركة حماس بـ"الجبناء"، قائلاً: "ليتهم كانوا جبناء. لو كانوا جبناء لخرجوا من فوهات الأنفاق بجموعهم، رافعين الأيادي والأعلام البيضاء".
 
وأشار إلى أنّ الحرب على غزة تتأثر بالصراع الدائر بين نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت، مشيراً إلى أنّ كليهما يحرصان على "أن يعرف الجمهور بأنه هو فقط يدير الحرب. والنتيجة هي أنهما يكثران من الظهور، أكثر من كل منْ تبوأ منصبيهما في كل الحروب السابقة، ويكثران من التورط في أقوال تتطلب المزيد من الشروحات، والمزيد من المؤتمرات الصحافية".
 
"أكاذيب"
 
أما الكاتب نير كيبنيس فقد حذر الرأي العام الإسرائيلي من الانطلاق من افتراض مفاده بأنه "بوسع الجيش أن يحقق انتصاراً في الحرب على غزة".
 
وفي مقال نشرته صحيفة معاريف، اليوم الأحد، أضاف كيبنيس أنّ "الجيش غير قادر على الانتصار"، واصفاً الرهانات على قدرته على تحقيق ذلك بـ"الأكاذيب".
 
وبحسب كيبنيس، فإنّ "ما يثير الإحباط حقيقة أنّ الحرب تبدو بعيدة عن النهاية حتى بعد مضي شهرين على شنّها"، متهماً في الوقت ذاته الناطق بلسان جيش الاحتلال دانيال هاغاري بـ"الكذب"، من خلال بياناته التي تتحدث عن "إنجازات" في الحرب.
 
وأشار إلى أنّ "المعارك والمواجهات العسكرية التي خاضها الجيش في العقدين الماضيين دللت على أنه غير قادر على تحقيق الانتصار، فضلاً عن عجزه عن مراكمة الردع في مواجهة الأعداء"، على حد تعبيره.
 
قدرات لا تمتلكها حماس
 
وأشار إلى أنه ضمن الأكاذيب التي يروّجها جيش الاحتلال، حديثه عن "فقدان" حماس السيطرة على قطاع غزة، وأنّ الغزيين ينتفضون ضدها، وأنّ زعيم الحركة في القطاع يحيى السنوار "تحت الضغط مما سيجعله يسارع إلى إطلاق سراح الرهائن".
 
وجزم كيبنيس بأنّ جيش الاحتلال يفشل في مواجهة تنظيم "لا يملك قوة جوية ولا دبابات ولا يملك سفناً ولا أسلحة غربية دقيقة أو قبة حديدية لحماية مواطنيه".
 
وأضاف: "لقد مر شهران والجيش الإسرائيلي لا يسحق غزة، رغم أنه لم تفرض عليه قيود دولية ولا تعوقه معارضة داخلية".
 
صور "استسلام" مقاتلي حماس مفبركة
 
كما اتهم باحثون وصحافيون إسرائيليون الناطق باسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري بتضليل الرأي العام والكذب عليه، عبر فبركة صور وفيديوهات للتدليل على استسلام عناصر من وحدة "النخبة"، الوحدة المختارة في "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس.
 
وأكثر ما أثار استهجان الباحثين والصحافيين من الصور التي عرضها الناطق بلسان الجيش الاحتلال، أمس السبت، لتوثيق ما زعم أنه "استسلام" عناصر "النخبة" القسامية، حقيقة أنها تضمنت أشخاصاً تبلغ أعمارهم حوالي 60 عاماً، من منطلق أنّ عناصر "النخبة" يكونون عادة من الشباب في مقتبل العمر.
 
وفي سلسلة تغريدات كتبها اليوم الأحد على حسابه في منصة إكس، قال أوري غولدبرغ، الباحث في "مركز هرتسليا متعدد الاتجاهات"، إنّ "الأشخاص الذين عرض هاغاري صورهم وهم يلقون السلاح وهم عراة، هم فلسطينيون لجأوا إلى مراكز إيواء" هرباً من قصف جيش الاحتلال.
 
وبحسب غولدبرغ، فإنّ إصرار إسرائيل على سياساتها الحالية تجاه قطاع غزة يعني أن "تتواصل الحرب 18 عاماً، تماماً كما حدث في حرب لبنان الأولى"، مشيراً إلى أنّ جيش الاحتلال يواصل الحرب من دون تحديد أهداف لتحقيقها.
 
وحول صورة الرجل الستيني الذين ظهر في الصورة، التي عرضها الناطق باسم جيش الاحتلال بوصفه عنصراً، تساءل الصحافي إسلان كليل على حسابه في منصة إكس: "هل يعقل أن يكون هذا الرجل الذي تجاوز ستين عاماً مقاتلاً في النخبة؟".
 
أما الصحافي شاي ليفي فعلّق على صورة الرجل الستيني: "يمكنكم اعتبار هذا مقاتلاً في النخبة إن كنت أنا ضفدعاً".
 
من ناحيته، تطرّق الكاتب يوآف غروفايس إلى مظاهر "السلوك الاستعراضي" التي يقدم عليها جيش الاحتلال في قطاع غزة، من أجل رفع معنويات الجمهور؛ مثل رفع العلم الإسرائيلي وإشعال الشمعدان اليهودي في قلب مدينة غزة، وعرضها على أنها شكل من أشكال مرض "الذهان" الذي أصاب المجتمع الإسرائيلي بعد عملية "طوفان الأقصى".
 
وكتب غروفايس على حسابه في منصة إكس: "هذا عرض وثني لغريزة التبول في منطقة ما لتمييزها"، على حد تعبيره.

المصدر: العربي الجديد

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر