"خان يونس" جنوب قطاع غزة.. العنوان الأبرز لهجمات الاحتلال الصهيوني بعد انتهاء الهدنة

[ طائرات الاحتلال الصهيوني تقصف مدينة حمد في خان يونس (مواقع التواصل) ]

لم تنتظر قوات الاحتلال الإسرائيلي كثيرا، عقب انتهاء هدنة إنسانية مؤقتة استمرت 7 أيام مع الفصائل الفلسطينية المسلحة، حيث شرعت مباشرة في استئناف هجومها على القطاع بشكل مكثف، مع استمرار تمركز قواتها البرية خلف الخط الحدودي إلى الشرق من مدينة خانيونس وسط القطاع.
 
وصباح الجمعة، انتهت هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة قطرية مصرية وأمريكية، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.
 
وعقب انتهاء الهدنة استأنفت إسرائيل حربها على القطاع، حيث هاجم الجيش ما يزيد على 400 هدف في جميع أنحاء قطاع غزة خلال الـ 24 ساعة الأخيرة، وفق بيان للجيش الإسرائيلي السبت، أسفرت عن سقوط 178 قتيلا و589 جريحا حتى مساء الجمعة، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
 
قصف جوي وبحري
 
وكان لافتا تكثيف الطائرات الإسرائيلية غاراتها على مناطق جنوب "وادي غزة"، التي حددتها تل أبيب قبل الهدنة "مناطق آمنة"، وطالبت سكان مدينة غزة والشمال بالنزوح إليها.
 
وبشكل خاص، تركزت الغارات الإسرائيلية على المناطق الشرقية لمدينة خانيونس (وسط)، تزامنا مع مطالبة الجيش سكان تلك المناطق عبر منشورات ألقتها طائرات، بـ"إخلائها إلى مدينة رفح (أقصى الجنوب)".
 
ورغم مطالبات الإخلاء، إلا أن الطائرات الإسرائيلية قصفت الطرق بين خانيونس ورفح، واستهدفت عدة منازل في مدينة رفح، ما أدى لسقوط عشرات القتلى والجرحى، حسب مراسل الأناضول ومصادر محلية.
 
كما فتحت بوارج حربية إسرائيلية نيران أسلحتها الرشاشة الثقيلة على المناطق الساحلية لمدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، وأسقطت عشرات القنابل المضيئة في سماء المدينة.
 
بدورها، أعلنت وزارة الداخلية الفلسطينية بغزة، صباح السبت، أن الزوارق الإسرائيلية الحربية تُكثف قصفها لساحل خان يونس (وسط).
 
وقالت "داخلية غزة"، في تدوينات على منصة "تلغرام": "منذ ساعات فجر اليوم (السبت)، يشن الاحتلال غارات عنيفة على المناطق الشرقية لمحافظة خان يونس".
 
وأضافت أن "مدفعية الاحتلال تقصف بشكل عنيف ومتواصل على القرارة، شمال شرق خان يونس"، الواقعة إلى الجنوب من مدينة غزة.
 
عمليات برية
 
وعلى الصعيد البري، أفاد مراسل الأناضول، نقلا عن شهود عيان ومصادر محلية، بأن الآليات العسكرية الإسرائيلية تتمركز بكثافة خلف الخط الحدودي إلى الشرق من مدينة خانيونس.
 
وذكرت المصادر أنه "بالتوازي مع التحشيد العسكري الإسرائيلي شرق خانيونس، تنفذ المدفعية الإسرائيلية قصفا عنيفا على المناطق الشرقية للمدينة، في محاولة لتأمين وصول الآليات العسكرية لتلك المناطق".
 
وجاء القصف الإسرائيلي بعد اشتباكات عنيفة اندلعت، الجمعة، مع عناصر الفصائل الفلسطينية المسلحة استهدفت فيها الأخيرة بقذائف الهاون، نقاط التحشيد العسكري الإسرائيلية بشكل كثيف.
 
وقبل التهدئة، كانت الآليات العسكرية الإسرائيلية توغلت لأمتار محدودة داخل بلدة "خزاعة" أقصى شرق خانيونس، لكنها انسحبت مع دخول الهدنة حيز التنفيذ في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
 
وفي 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، شنت إسرائيل حربا مدمرة على القطاع خلّفت دمارا هائلا في البنية التحتية وعشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.
 
مدينة غزة
 
وفي محاور التوغل بمدينة غزة، أفادت مصادر محلية للأناضول، باندلاع اشتباكات عنيفة الجمعة والسبت، بين عناصر من الفصائل الفلسطينية المسلحة والقوات الإسرائيلية، بعدة مناطق من حي الشيخ رضوان ومنطقة مفترق "الشهداء" جنوب المدينة، ومحيط مستشفى "القدس" بحي تل الهوى، جنوب غرب المدينة.
 
وحافظت الآليات العسكرية على نقاط تمركزها بمدينة غزة، حيث تراجعت مع بداية التهدئة الإنسانية لمسافة تزيد عن 5 كلم باتجاه الغرب من حي الصبرة والأطراف الغربية لحي الزيتون (شرق مدينة غزة) ومنطقة "مجمع الشفاء الطبي" وصولا إلى شارع "الرشيد" على شاطئ بحر غزة.
 
وتتمركز القوات الإسرائيلية بالمناطق الغربية والجنوبية في حي تل الهوى، وتحديدا بمنطقة شارع "الرشيد" من الغرب و"دوار الخور" من الجنوب، الذي يبعد مسافة 100 متر فقط عن مستشفى "القدس".
 
وبالمناطق الشمالية لمدينة غزة، تتواجد الدبابات الإسرائيلية في الأطراف الغربية لحي الشيخ رضوان، في منطقة مفترق "بهلول"، إضافة لتمركزها في قلب حي "النصر"، بالقرب من تجمع مستشفيات "النصر" للأطفال و"الرنتيسي" و"العيون" و"الصحة النفسية"، وفق تصريحات شهود عيان لمراسل الأناضول.
 
وخلال فترة التهدئة كانت القوات الإسرائيلية تطلق النار بشكل كثيف تجاه كل من يقترب من مناطق تمركزها، ومنعت آلاف الفلسطينيين من العودة إلى منازلهم أو تفقدها، حسب مصادر محلية.
 
وفي محور شمال القطاع، واصلت القوات الإسرائيلية تمركزها في المناطق المفتوحة ببلدتي بيت حانون (شمال شرق) وبيت لاهيا (شمال).ونفذت المقاتلات الإسرائيلية سلسلة أحزمة نارية مكثفة ببلدة ومخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمالي القطاع.
 
وكانت الدبابات الإسرائيلية سجلت تقدما في بلدة جباليا (شمال شرق) وصولا إلى المستشفى الإندونيسي، لكنها انسحبت مع دخول التهدئة من محيط المستشفى إلى المناطق الغربية لمحافظة الشمال.
 
تركيز على خان يونس
 
وأكد الخبير العسكري اللواء فايز الدويري أن طبيعة القصف الإسرائيلي لمناطق في قطاع غزة والطلب من السكان بالنزوح والتحرك إلى مناطق آمنة ينبئ بالخطوة التالية التي يخطط لها الاحتلال والمتعلقة بتوسيع الحرب.
 
وقال الدويري -في التحليل العسكري على قناة الجزيرة- إن العملية العسكرية الإسرائيلية خلال هذه المرحلة ستكون أوسع نطاقا من السابق وأعنف، وسيفرط جيش الاحتلال في استخدام القوة ضد قطاع غزة.
 
وأضاف أن قوات الاحتلال التي فصلت الجزء الشمالي من قطاع غزة عن الجزءين الأوسط والجنوبي، تسعى الآن إلى فصل الجزء الأوسط، مؤكدا أن منطقة الوسط بما فيها مخيم النصيرات والبريج ودير البلح ستفصلها، وهي تلقائيا فصلت عن الشمال.
 
كما أن خان يونس ستفصل عن رفح، وسيكون الهجوم الإسرائيلي -بحسب الدويري- من الشرق بـ3 اتجاهات رئيسية، اتجاه في المنطقة الشمالية واتجاه في دير البلح لفصل البريج والنصيرات، واتجاه آخر يفصل خان يونس عن رفح.
 
وكشف الخبير العسكري عن تفاصيل تتعلق بتحركات جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث قال إنه يركز في الوقت الحالي على منطقة خان يونس، وستأتي التحركات الأرضية من شرق منطقة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
 
وتوقع الدويري أن الاحتلال سيتجنب سيناريو مدينة غزة التي تكبد فيها خسائر، وستتحرك قواته في المسافات البينية ما بين المدن والبلدات لاختراق سريع، وستتجنب الدخول في المناطق المدنية ذات الكثافة العالية مثل خان يونس ودير البلح ومخيم البريج والنصيرات وستعمل على تطويقها ومنع الدخول والخروج مع الاستمرار في القصف وطلب المغادرة.
 
ومن جهة أخرى، أشار الدويري إلى أن هناك ضوءا أخضر أميركيا أعطى إسرائيل إطارا زمنيا محددا، وقد يكون منحه أسابيع أو أقل من شهر، حيث قال الأميركيون لحليفهم: "افعل ما تشاء لتصل إلى الهدف والغاية".
  
المصدر : الأناضول + الجزيرة

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر