هنري كيسنجر.. رحيل "الثعلب العجوز" مهندس الإستراتيجيات الأميركية

[ ساهم كيسنجر في انفتاح بلاده على الصين وخروجها من فيتنام (الفرنسية) ]

سياسي أميركي من مواليد عام 1923، عمل مستشارا للأمن القومي ووزيرا للخارجية. في عهده انسحبت أميركا من فيتنام، وزار الرئيس الأميركي الـ37 ريتشارد نيكسون الصين، وعُقدت معاهدة الحد من التسلح "سالت" مع الاتحاد السوفياتي.
 
المولد والنشأة

ولد كيسنجر يوم 27 مايو/أيار 1923 في منطقة بافاريا بمدينة فورت بألمانيا لأسرة يهودية، وكان اسمه حينها هاينتس.
 
هاجرت أسرته عام 1938 إلى الولايات المتحدة، حيث خدم خلال فترة الحرب العالمية الثانية (1939-1945) في الجيش الأميركي، ونال عام 1943 الجنسية الأميركية.
 
الدراسة والتكوين
 
حصل على منحة دراسية في جامعة هارفرد عام 1946، ودرس العلاقات الدولية، وحصل على الدكتوراه في العلوم السياسية.
 
الوظائف والمسؤوليات
 
شغل منصب مستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي في الفترة من 1969 إلى 1973، كما شغل في الفترة من 1973 إلى 1977 منصب وزير الخارجية واحتفظ بمنصبه السابق، وكان بذلك الوحيد الذي شغل المنصبين في الوقت نفسه.
 
منحه المنصبان سيطرة على السياسية الخارجية لأميركا نادرا ما تتاح لأي شخص ومنصب آخر إلى جانب رئيس الدولة حسب صحيفة واشنطن بوست.
 
عينه الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان عام 1983 رئيسا للهيئة الفدرالية التي تمَّ تشكيلها لتطوير السياسة الأميركية تجاه أميركا الوسطى، كما عينه الرئيس جورج بوش (الابن) رئيسا للجنة المسؤولة عن التحقيق في أسباب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
 
التجربة السياسية
 
خلال شغله منصب مستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي (1969-1973) أجرى مفاوضات مع الدبلوماسيين الفيتناميين الشماليين أفضت إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانبين، الأمر الذي مُنح بناء عليه هو والمفاوض الرئيسي عن الجانب الفيتنامي الشمالي "لي دك ثو" جائزة نوبل للسلام عام 1973، لكنَّ "لي دك ثو" رفض استلامها بسبب الحرب وأوضاع بلاده آنذاك.
 
وساهم كيسنجر في انفتاح بلاده على الصين، وخروجها من فيتنام، واستطاع إعادة علاقات أميركا مع الاتحاد السوفياتي في أعقاب الحرب الباردة، كم وطد العلاقات بين أميركا وروسيا والصين في سبعينيات القرن الماضي.
 
وتحت مبدأ "الدبلوماسية السرية" ساعد بلاده في عهد نيكسون على الانفتاح على "الصين الحمراء"، وساهم في زيارة الرئيس الأميركي إلى بكين عام 1972، فعدّ الإنجاز الأشهر له في تاريخ السياسات الخارجية الأميركية، إذ عزل الاتحاد السوفياتي واندمجت الصين في الاقتصاد الدولي، مما قلب موازين القوى العالمية.
 
كانت هذه العلاقات الدبلوماسية نتاج سفر وتنقل سري من كيسنجر "المعارض للشيوعية"، الذي زار الصين بنفسه سرا قبل الزيارة الرسمية لبلاده، التي أسفرت بدورها عن "بيان شنغهاي"، وفيه اعترفت أميركا بأن "تايوان جزء من الصين".
 
كما عرف كيسنجر بدوره المؤثر على صعيد الصراع العربي الإسرائيلي، من خلال جولاته المكوكية في المنطقة في أعقاب حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 بين العرب وإسرائيل، في إطار سياسته المعروفة بسياسة "الخطوة خطوة".
 
وأفضت هذه الجولات والدور المحوري الذي قام به إلى التوصل إلى اتفاقيات الفصل بين القوات الإسرائيلية من جهة والسورية والمصرية من جهة أخرى، وقادت إلى "استقرار" العلاقات بين إسرائيل والدول المجاورة.
 
المؤلفات- الجوائز والأوسمة
 
أصدر كيسنجر عدّة كتب، من أهمهما: "رجل من البيت الأبيض"، و"الدبلوماسية من الحرب الباردة حتى يومنا هذا".
 
نال كيسنجر جائزة نوبل للسلام عام 1973 -مع المفاوض الفيتنامي- لجهوده في وقف إطلاق النار بين بلاده وفيتنام.
 
ومنحه الرئيس الأميركي الأسبق جيرالد فورد وسام الحرية الرئاسي.
 
الوفاة

توفي هنري كيسنجر يوم الأربعاء 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 عن عمر ناهز 100 عام في منزله بولاية كونيتيكت. وأعلنت مؤسسة كيسنجر الاستشارية في بيان وفاته دون الإشارة إلى أسبابها وظروفها.
 
المصدر : الجزيرة
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر