مع اقتراب نفاد وقود مولدات المستشفيات.. الأمم المتحدة تحذّر: كارثة وشيكة في الصحة العامة بقطاع غزة

[ الأضرار الناجمة عن العدوان الإسرائيلي تطاول كلّ مناحي الحياة في غزة (محمد عابد/ فرانس برس) ]

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الثلاثاء، من أنّ قطاع غزة يواجه "كارثة وشيكة في الصحة العامة" وسط الاكتظاظ والنزوح الجماعي والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للمياه والصرف الصحي، على خلفيّة العدوان الإسرائيلي الأخير.
 
وأشار المتحدّث باسم المنظمة كريستيان ليندماير إلى خطر تسجيل وفيات بين المدنيين في ما يُعَدّ نتيجة غير مباشرة للقصف الإسرائيلي الذي يستهدف قطاع غزة.
 
ويستمرّ العدوان الإسرائيلي على غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، وقد خلّف 8525 شهيداً، من بينهم 3542 طفلاً، بحسب آخر البيانات التي أعلن عنها المتحدّث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، اليوم الثلاثاء. وأضيف إليهم ضحايا آخرون اليوم، بحسب الإعلانات الأخيرة للوزارة، لا سيما في المجزرة التي ألمّت بجباليا.
 
وقال ليندماير أمام الصحافيين إنّ الناس "يموتون بالفعل"، وذلك في ردّ على سؤال عمّا إذا كان الناس يلقون حتفهم بسبب مضاعفات أخرى غير تلك الناجمة عن القصف.
 
تجدر الإشارة إلى أنّ مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أفاد، في بيان أصدره في وقت سابق اليوم الثلاثاء، بأنّ إمدادات المياه إلى جنوبي غزة توقّفت أمس الاثنين في 30 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري "لأسباب غير معروفة".
 
وفي هذا الإطار، دعا ليندماير إلى السماح بإدخال الوقود إلى قطاع غزة من أجل تشغيل محطة تحلية المياه.
 
استهداف المستشفيات انتهاك للقانون الإنساني الدولي
 
من جهة أخرى، أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أنّ استهداف المستشفيات يمثّل انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي. يأتي ذلك وسط استهداف الاحتلال الإسرائيلي عدداً من مستشفيات قطاع غزة عسكرياً، أو استهداف محيطها، أو توجيه أوامر إخلاء إلى إداراتها.

وقد أفادت منظمة الصحة العالمية، اليوم الثلاثاء، بأنّ الغارات الجوية الإسرائيلية التي تستهدف بصورة متكررة محيط مستشفى الصداقة التركي-الفلسطيني، الوحيد المتخصص في علاج مرضى السرطان في غزة، "مقلقة جداً".
 
وكتب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في منشور على منصة "إكس" اليوم الثلاثاء، أنّهم لا يستطيعون التشديد كفاية على أهمية حماية خدمات الرعاية الصحية في غزة.
 
وأضاف غيبريسوس أنّ وضع مرضى السرطان حسّاس في الأساس، وأنّه "من الضروري بذل كلّ الممكن لضمان حصولهم على الرعاية التي يحتاجون إليها"، مشدّداً على أنّ ذلك "في الحقيقة قضية حياة أو موت".
 
وكانت وزارة الصحة في غزة قد كشفت، اليوم الثلاثاء، أنّ جيش الاحتلال استهدف من جديد هذا المستشفى، الأمر الذي خلّف أضراراً مادية فيه، وذلك منذ أمس الاثنين.
 
وهذا المستشفى بحسب المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية طارق ياساريفيتش هو الوحيد لعلاج مرضى السرطان في غزة، علماً أنّ خدماته أوشكت على التوقّف بسبب أزمة نقص الوقود.
 
وأوضح ياساريفيتش أنّ مرضى السرطان يواجهون الحرمان من العلاج في حال لم يؤمّن الوقود للمستشفى الذي قد يضطر إلى التوقّف عن تقديم خدماته بسبب أزمة نقص الوقود في القطاع.
 
وفي ما يخصّ المطالب الإسرائيلية بإخلاء مستشفى الصداقة التركي-الفلسطيني، قال ياساريفيتش إنّ ذلك أمر غير ممكن في الوقت الحالي من دون تعريض حياة المرضى للخطر.

توقف المولدات
 
وفي وقت سابق اليوم أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة،  بدء العد التنازلي لتوقف المولد الكهربائي الرئيس في كل من مجمع الشفاء الطبي والمستشفى الإندونيسي مع نهاية يوم غد الأربعاء.
 
وأوضحت الوزارة في بيانها حول تداعيات العدوان الإسرائيلي في يومه الخامس والعشرين على التوالي، أن "الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 18 مجزرة خلال الساعات الماضية، راح ضحيتها 216 شهيدا معظمهم من النازحين إلى جنوب قطاع غزة الذي يزعم الاحتلال الإسرائيلي أن مناطقه آمنة".
 
وأشارت إلى ارتفاع عدد المجازر التي تعمد الاحتلال الإسرائيلي ارتكابها بحق عائلات قطاع غزة إلى 926 مجزرة، بينما تلقت الوزارة 2000 بلاغ عن مفقودين منهم  1100 طفل ما زالوا تحت الأنقاض.
 
ووفقا للبيان، أسفر العدوان الإسرائيلي على المنظومة الصحية في غزة عن استشهاد 130 كادراً صحياً وتدمير 25 سيارة إسعاف وخروجها عن الخدمة، كما تعمد الاحتلال استهداف 57 مؤسسة صحية وإخراج 15 مستشفى و32 مركز رعاية أولية عن الخدمة جراء الاستهداف أو عدم إدخال الوقود.
 
وأضافت الوزارة في بيانها: "من الواضح أن الاحتلال الإسرائيلي الذي ما زال يهدد مستشفى الصداقة التركي ولم يتم اتخاذ أي إجراءات رادعة بحقه أنه اعتبر ذلك ضوءاً أخضر وقام بالفعل بتدمير أجزاء من المستشفى نتيجة قصفه صباح اليوم"، مناشدة الرئيس التركي الطيب رجب أردوغان ألا يسمح بطمس المعلم الإنساني التركي في غزة.
 
واستهجنت تكرار استهداف الاحتلال الإسرائيلي لمحيط مستشفى القدس والمستشفى الإندونيسي، مما يعرض حياة الجرحى والمرضى والطواقم الطبية والنازحين للخطر.
 
وناشدت الوزارة المؤسسات الإنسانية تفعيل القانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة لحماية المنظومة الصحية وتحييدها عن الاستهداف والتهديد، مطالبة كافة الأطراف بإجراء تدخلات عاجلة لإسعاف المنظومة الصحية بالوقود والأدوية والمستهلكات الطبية لتمكينها من استعادة وظائفها في إنقاذ حياة آلاف الجرحى والمرضى.
 
وطالبت الوزارة الجانب المصري بفتح معبر رفح البري كالمعتاد وإدخال المساعدات الطبية والوقود والوفود الطبية وخروج الجرحى والمرضى بشكل عاجل، مؤكدة ضرورة تكاتف جميع الجهود للحد من تفاقم الكارثة الصحية بين مئات الآلاف من النازحين جراء انتشار الأوبئة والأمراض الجلدية والمعدية والجدري المائي.
 
كما ناشدت وزارة الصحة في بيانها كافة الطلبة والخريجين من كليات الطب والتمريض، وكذلك المتقاعدين من الأطباء والممرضين الالتحاق فورا بالعمل في المستشفيات.
 
ودعت الوزارة أهالي غزة للتوجه فورا للتبرع بالدم في كافة المستشفيات وفروع بنك الدم في القطاع، مطالبة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالعمل على توفير كميات كبيرة من وحدات الدم من خارج قطاع غزة لسد حاجة المستشفيات.
 
كما دعت الوزارة في ختام بيانها المواطنين الذين فقدوا أحدا من عائلاتهم ولم تظهر أسماؤهم في الكشوفات الصادرة عن وزارة الصحة وممن لا يزالون تحت الأنقاض، أو دفنوا دون عرض على المستشفيات، أو عرضوا على المستشفيات ولم يتم تسجيلهم لسبب أو لآخر، بالتواصل مع وزارة الصحة عبر الرقم المجاني (103) أو الاتصال على الرقم الخاص بذلك (0567250351) للإبلاغ عنهم وإتمام إجراءات تسجيلهم.
 
المصدر: وكالات
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر