"الناس إما في المستشفى أو ماتوا".. قصة القرية التي قتل زلزال المغرب نصف سكانها

[ امرأة فقدت طفلتها، خليفة، البالغة من العمر 10 سنوات ]

قدم أول من التقيناهم في تافجيغت تقييما صريحا للدمار الناجم عن زلزال المغرب. وقالوا" الناس في هذه القرية إما في المستشفى أو ماتوا".
 
عندما صعدنا فوق الأنقاض، فهمنا كيف لم يكن بإمكان أحد أن يسلم. لم يكن الطوب والحجارة في منازلهم التقليدية قادرة على مواجهة هذا الزلزال.
 
تم تأكيد موت تسعين من سكان هذه القرية من أصل مئتين، والعديد في عداد المفقودين.
 
"لم تتح لهم الفرصة للفرار. لم يكن لديهم الوقت لإنقاذ أنفسهم"، حسبما يقول حسن، الذي شق طريقه أيضا إلى الأنقاض.
 
ويضيف حسن بأن عمه لا يزال مدفونا تحت الأنقاض. ليس هناك أمل في أن يتم الوصول إليه.
 
لا أحد هنا يملك المعدات اللازمة للحفر، ولا يتوقع وصول مساعدات خارجية.
 
"الله جلب هذا ونشكر الله على كل شيء. ولكنا الآن بحاجة إلى مساعدة من حكومتنا. إنهم متأخرون ومتأخرون جدا في القدوم لمساعدة الناس".
 
ويضيف حسن أنه يجب على السلطات المغربية قبول جميع عروض المساعدة الدولية، لكنه يخشى أن يحول الكبرياء دون حدوث ذلك.
 
في الناحية الأخرى من هذه القرية الصغيرة من هذا المجتمع الصغير نرى أن الجميع يبدو أنه حاول أن يعزي رجلا واحدا على وجه الخصوص.
 
نكتشف أن اسمه عبد الرحمن. لقد فقد زوجته وأطفاله الثلاثة.
 
ويقول عبد الرحمن مشيرا إلى المنطقة التي كان المنزل فيها ذات يوم: " كان منزلنا هناك". هو الآن مجرد جزء من كومة من الحطام.
 
"يمكنك رؤية البطانيات البيضاء والأثاث أيضا. كل شيء آخر قد ذهب".
 
 
ويوضح عبد الرحمن قائلا إنه "ركض لمسافة 3 كيلومترات إلى المنزل من محطة الوقود التي كان يعمل فيها بعد وقوع الزلزال، وبدأ ينادي أطفاله بشكل غريزي، صيحاته تختلط بصيحات الآخرين الذين يفعلون الشيء نفسه. لم يكن هناك رد".
 
ويتحدث بحزن " لقد دفناهم بالأمس".
 
"عندما وجدناهم ، كانوا جميعا متجمعين معا. كان الأولاد الثلاثة نائمين. جرفهم الزلزال."
 
في خيمة كبيرة قبالة الطريق الجبلي المتعرج الذي يربط القرية بالعالم الخارجي، تجلس عشرات العائلات معا.
 
ويمكن سماع بكاء لا يطاق قادم من كل اتجاه.
 
هذه الموجة الأخيرة من الحزن سببها جثة فتاة تبلغ من العمر 10 سنوات، تدعى خليفة، تم سحبها من تحت الأنقاض.
 
هذا هو الحزن في شكله الخام. امرأة يغمى عليها، وأخرى تنهار في كرسيها وتنوح.
 
مأساة المغرب هي أن هذا المشهد يجري في قرية بعد قرية عبر جبال الأطلس.
 
ربما كانت المجتمعات التقليدية راضية عن الانفصال عن بعض ضغوط العالم الحديث، لكنها الآن، أكثر من أي وقت مضى، بحاجة إلى مساعدة خارجية، بشكل ملح وفي أسرع وقت ممكن.
 

(بي بي سي)

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر