قائد الجيش الأوكراني يجتمع سرا مع ضباط بالناتو وبريطانيا تحذر من هجمات روسية

أعلنت وزارة الدفاع الروسية -اليوم السبت- إحباط محاولة أوكرانية ثانية لتنفيذ هجوم باستخدام طائرة مسيرة فوق مقاطعة بيلغورود، في حين بحث قادة حلف الناتو مع قائد الجيش الأوكراني إعادة ضبط إستراتيجية كييف العسكرية وتقديم الدعم لهجومها المضاد.
 
يأتي هذا في وقت أكدت فيه أوكرانيا أنها نجحت في اختراق خطوط الدفاع الروسي الرئيسية في مقاطعة زاباروجيا، في حين قالت وزارة الدفاع البريطانية إن روسيا قد تكثف الهجمات شمال شرقي أوكرانيا.
 
وفي وقت سابق اليوم السبت، أعلنت روسيا أنها دمرت طائرة مسيرة فوق منطقة أسترا في بيلغورود المتاخمة لأوكرانيا، بينما أعلن حاكم المقاطعة أن مدنيين أصيبوا جراء قصف بالذخائر العنقودية.
 
بدوره، قال عمدة موسكو سيرغي سوبيانين إن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت طائرة مسيرة في منطقة إسترا بضواحي العاصمة فجر اليوم السبت.
 
وأفادت وسائل إعلام روسية بأن مطارات موسكو استأنفت حركة الملاحة بشكل طبيعي بعد تقييد الرحلات الجوية لمدة ساعة على خلفية إسقاط المسيرة في ضواحي موسكو.
 
في المقابل، أفادت قيادة القوات الجوية الأوكرانية بأنها دمرت مسيرتين إيرانيتين من نوع "شاهد" في مقاطعة خاركيف، شمال شرقي البلاد.
 
 
كذلك قُتل شخصان وأصيب آخر بعدما قصفت روسيا قرية بودولي قرب بلدة كوبيانسك (شمال شرق)، حسب ما أعلن حاكم المنطقة أوليغ سينيغوبوف اليوم السبت.
 
وأضاف أن "العدو ضرب هدفا مدنيا، وهو مقهى، حيث كان سكان محليون يمضون يومهم".
 
وأعلن الجيش الروسي الأيام الماضية أنه يتقدم بالقرب من المنطقة التي استعادتها القوات الأوكرانية العام الماضي، ولكنها تتعرض الآن لهجوم جديد.
 
 
اجتماع عسكري

وفي سياق متصل، نقلت صحيفة الغارديان البريطانية عن مصادر عسكرية أن بعض كبار الضباط في حلف الناتو سافروا قبل أيام إلى مكان سري على الحدود البولندية الأوكرانية للقاء القائد العسكري الأوكراني فاليري زالوجني.
 
وبحسب هذه المصادر فإن الهدف من الاجتماع الذي استمر 5 ساعات هو المساعدة في إعادة ضبط الإستراتيجية العسكرية لأوكرانيا، ومساعدتها لكي تتقدم في هجومها المضاد وبحث خطط معركة الشتاء القادم.
 
ونقلت الغارديان عن هذه المصادر أن نتائج هذا الاجتماع أفضت إلى تغيير الإستراتيجية المتبعة للقوات الأوكرانية في هجومها المضاد، حيث بات التركيز على جبهة زاباروجيا.
 
 
ويأتي الاجتماع على الحدود البولندية بعد لقاء غير معلن جمع الأدميرال البريطاني توني رادكين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف بهدف فهم أفضل لإستراتيجية أوكرانيا.
 
 
تطور الهجوم المضاد

ميدانيا، قال قائد عسكري أوكراني -لوكالة رويترز- إن القوات الأوكرانية تعتقد أنها اخترقت أصعب خطوط الدفاع الروسية في زاباروجيا (جنوب)، وستتمكن الآن من التقدم بسرعة أكبر.
 
وأضاف القائد -الذي يستخدم الاسم المستعار "سكالا"- أن القوات الأوكرانية دخلت الآن مناطق لا توجد فيها سوى مجموعات "لوجستية روسية"، وأوضح أنه لا يتوقع أن يكون اختراق الدفاعات الروسية صعبا هناك.
 
وشنت أوكرانيا هجوما مضادا يونيو/حزيران الماضي، ولكن خطوط الدفاع الروسية التي تتمتع بجاهزية عالية ومدعومة بحقول ألغام أبطأت تقدم القوات الأوكرانية جنوبا نحو بحر آزوف.
 
من جهتها، أفادت وزارة الدفاع البريطانية بأن روسيا يمكن أن تكثف هجماتها شرق بلدتي كوبيانسك وليمان (شمال شرق أوكرانيا)، بهدف التقدم غربًا إلى نهر أوسكيل، وإنشاء منطقة عازلة حول لوغانسك.
 
وأضافت -في تحديثها الاستخباراتي اليومي بشأن الحرب في أوكرانيا- أن الهجوم المضاد الأوكراني وضع القوات الروسية تحت الضغط في باخموت وجنوب أوكرانيا.
 
 
وتابعت "ورغم هذا، فإن مجموعة القوات الغربية الروسية واصلت هجماتها على نطاق صغير في الشمال الشرقي في قطاع كوبيانسك وليمان، وحققت تقدما محليا محدودا".
 
 
انتظار طائرات إف-16

في سياق مواز، حث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الحلفاء على الإسراع بتسليم الطائرات المقاتلة إف-16 للمساعدة في التصدي للقوات الروسية.
 
وقال زيلينسكي -في مقطع مصور منشور على وسائل التواصل الاجتماعي مساء أمس الجمعة- إن "هدفنا الاقتراب من الوقت الذي ستساعدنا فيه إف-16 في إبعاد الإرهابيين الروس بأسرع ما يمكن".
 
ووافقت الدانمارك وهولندا -مطلع هذا الأسبوع- على تزويد أوكرانيا بالطائرات المقاتلة، عقب زيارتين قام بهما زيلينسكي لهاتين الدولتين، وأصبحت النرويج ثالث دولة تتعهد بتسليم هذه الطائرات إلى كييف بعد أن زار رئيس الوزراء يوناس غار العاصمة الأوكرانية الخميس الماضي.
 
وتم التعهد بتسليم عشرات الطائرات في المجمل إلى أوكرانيا، لكن لم يتحدد موعد التسليم على وجه الدقة.
 
في المقابل، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن خطط الدول الأوروبية لتزويد كييف بمقاتلات من طراز إف-16 وبمروحيات مي-24 تؤكد اتباع هذه الدول نهجا عدائيا تجاه روسيا، وتورطها المتزايد في الصراع بأوكرانيا، حسب تعبيرها.
 
 
اتفاقية الحبوب

وبخصوص اتفاقية الحبوب، غادرت سفينة شحنٍ ميناء أوديسا الأوكراني بعد فتح السلطات الأوكرانية ممرا إنسانيا يتيح مغادرة السفن العالقة في الميناء.
 
وأظهرت بيانات ملاحية مغادرة سفينة الشحن بريموس -التي ترفع علم ليبيريا- متجهة إلى ميناء فارنا البلغاري الذي يُتوقع وصولها إليه غدا.
 
وأمس الجمعة، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن بلاده وتركيا تبذلان جهودا مشتركة من أجل إعادة إحياء اتفاقية نقل الحبوب عبر البحر الأسود.
 
وأضاف كوليبا، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي هاكان فيدان في كييف، أن إعادة إحياء اتفاقية الحبوب تعد في مقدمة المواضيع التي بحثها مع نظيره التركي.
 
من جانبه، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن إعادة إحياء اتفاقية ممر الحبوب عبر البحر الأسود تمثل أولوية لبلاده، موضحا أن الرئيس أردوغان يبذل جهودا منتظمة في هذا الشأن.
 

(الجزيرة)

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر