"رجل الظل" يخرج إلى النور.. من هو عبد الرحمن تياني قائد انقلاب النيجر؟

بعد إعلانه إطاحة الرئيس المنتخب محمد بازوم، أصبح قائد الحرس الرئاسي في النيجر الجنرال عبد الرحمن تياني رجل الظل الذي بات يتولى الآن قيادة بلاد يجتاحها العنف الإرهابي ويقوضها الفقر.

وتولى هذا الضابط الرفيع والمتكتم قيادة الحرس الرئاسي منذ تعيينه في منصبه في عام 2011 من قبل محمدويوسفو، سلف محمد بازوم.

وبرّر الجنرال تياني الانقلاب بـ"تدهور الوضع الأمني" في البلاد، التي تواجه أعمال عنف تقف وراءها جماعات متشددة. وقال إنّه في عهد الرئيس بازوم كان هناك "خطاب سياسي" أراد أن يجعل الناس يعتقدون أنّ "كلّ شيء على ما يرام"، بينما هناك "الواقع القاسي مع ما يحمله من موت ونازحين وإذلال وإحباط".

ويقول الباحث في مجموعة الأزمات الدولية إبراهيم يحيى إبراهيم: "لا نعرفه كثيراً خارج الأوساط العسكرية، ولا يملك حضوراً علنياً. إنه رجل في الظل، قوي ولكنه ليس شخصية توافقية للغاية".

وكان تياني وفياً للرئيس السابق محمدو يوسفو، الذي عينه قائداً للحرس الرئاسي خلال ولايتيه الرئاسيتين من 2011-2021.

وبحسب مقربين من الرئيس بازوم تحدثوا لـ"فرانس برس"، فإن العلاقات تدهورت بين الجنرال تياني وبازوم منذ أشهر. وكان بازوم قد أعرب مؤخراً عن رغبته في استبداله على رأس حرسه.

وقال مقرب من الرئيس المخلوع، اشترط عدم الكشف عن اسمه، إنّ الجنرال "كان يحضر الاحتفالات الرسمية وأنشطة الرئيس بشكل نادر"، وكان يمثله في الغالب نائبه إبرو أمادو باشارو، العضو في المجلس العسكري الجديد.

ويؤكد مقرب آخر من محمد بازوم أنه "كان من المقرر اختيار بديله وإجراء إصلاح كبير للحرس الرئاسي يوم الخميس (27 يوليو/تموز) خلال اجتماع مجلس الوزراء".

ينحدر الجنرال تياني من فيلينجوي، وهي منطقة قاحلة للغاية تبعد نحو 200 كيلومتر شمال شرق نيامي، في منطقة تيلابيري التي شهدت سلسلة هجمات شنتها جماعات متشددة لسنوات.

ويؤكد منتقدوه أنه "مثير للجدل" داخل الجيش، لكن مقربين منه يصفونه بأنه "رجل قوي" وشجاع" وقبل كل شيء لديه "شعبية" وسط قرابة 700 عنصر من وحدته.

وتساءل عيسى عبده، من المجتمع المدني: "كيف تمكن من جر عناصره إلى انقلاب من دون أن يثقوا فيه؟".

وأكد مسؤول أنه "وفقاً لتوجيهات محمدو يوسفو، قام (تياني) بتحويل الحرس الرئاسي إلى ماكينة قوية مزودة بأسلحة متطورة".
وبحسب السلطات، فإن تياني أحبط عدة محاولات للانقلاب، خصوصاً في عامي 2021 و2022.

وعلق أمادو باونتي ديالو، وهو عسكري سابق، قائلاً إنّ "الجنرال تياني ضابط أثبت نفسه في الميدان".

ويتألف المجلس العسكري الجديد من عدد من الضباط الرفيعين، تمكنت "فرانس برس" من تحديد بعضهم كشخصيات هامة في إطار جيش النيجر، من بينهم الجنرال ساليفو مودي، وهو رئيس أركان الجيوش السابق الذي أُقيل في إبريل/نيسان الماضي.

وشارك بعضهم في انقلابات سابقة في بلد له تاريخ من الانقلابات ومحاولات الانقلاب منذ حصوله على استقلاله من فرنسا في عام 1960.


(فرانس برس، العربي الجديد)

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر