كييف وموسكو تتبادلان التهديد بقصف السفن التجارية وواشنطن تؤكد استخدام الجيش الأوكراني الذخائر العنقودية

 
تحدثت الولايات المتحدة اليوم الخميس عن مؤشرات على أن روسيا تستعد لمهاجمة سفن تحمل الحبوب في البحر الأسود بعد انسحابها من اتفاق الحبوب، وهو ما نفاه سفير موسكو بواشنطن، وفي حين واصل الجيش الروسي هجماته الانتقامية على موانئ جنوب أوكرانيا، أعلن البيت الأبيض أن الجيش الأوكراني بدأ استخدام الذخائر العنقودية التي زودته بها واشنطن مؤخرا.
 
فقد قال البيت الأبيض إن روسيا قد توسع استهدافها لمنشآت تصدير الحبوب الأوكرانية لتشمل هجمات على حركة الملاحة المدنية في البحر الأسود.
 
كما حذرت واشنطن من أن روسيا وضعت ألغاما في موانئ الحبوب الأوكرانية، وجاء التحذيير بناء على معلومات استخبارية، بعد أن قالت روسيا أمس الأربعاء إن جميع السفن المبحرة إلى تلك الموانئ ستعتبر سفنا عسكرية.
 
بيد أن السفير الروسي في واشنطن أناتولي أنتونوف نفى أن تكون بلاده تخطط لمهاجمة سفن مدنية في البحر الأسود، قائلا إن ذلك يتعارض تماما مع النهج الروسي.
 
وفي وقت سابق اليوم، قالت السلطات الأوكرانية إنها ستعتبر السفن المتجهة إلى روسيا في البحر الأسود سفنا عسكرية محتملة.
 
ويأتي الإعلان الأوكراني بعد يوم من إعلان وزارة الدفاع الروسية أن المياه الواقعة جنوب شرقي وجنوب غربي البحر الأسود باتت مؤقتا مناطقَ خطيرة للملاحة، وأنه سيتم التعامل مع جميع السفن المبحرة إلى موانئ أوكرانيا على البحر الأسود باعتبارها تحمل شحنات عسكرية.
 
 
وكانت موسكو رفضت تمديد الاتفاق الذي انتهى الاثنين الماضي، وحذرت كييف من الاستمرار في تنفيذه بشكل منفرد، في حين نددت الدول الغربية بالقرار الروسي.
 
وفي بداية الحرب التي اندلعت أواخر فبراير/شباط 2022، تعرض الأسطول الأوكراني لتدمير شبه كلي، لكن كييف هاجمت مرارا سفنا روسية في البحر الأسود باستخدام صواريخ مضادة للسفن أو مسيّرات بحرية.
 
تصعيد بالبحر الأسود
في غضون ذلك، اتهمت كييف موسكو باستهداف بنية موانئها التحتية لمنع أي إعادة تصدير للحبوب، وذلك بعد تعرض الموانئ في جنوب أوكرانيا لضربات روسية "انتقامية" لليلة الثالثة على التوالى.
 
وأسفرت أحدث الهجمات الروسية على أوديسا وميكولاييف عن مقتل 3 أشخاص وإصابة أكثر من 20 آخرين، بحسب السلطات الأوكرانية.
 
وأكدت كييف حدوث أضرار في بعض منشآت البنية التحتية لتصدير الحبوب في المقاطعتين، في حين قالت وزارة الدفاع الروسية إن الضربات الصاروخية الجديدة دمرت مستودعات للقوارب المسيّرة ومخازن للذخيرة والوقود، مشيرة إلى أنها استمرار للردود الانتقامية على تفجير قاربين ملغمين مسيّرين في الجسر الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم.
 
وقد عبر البيت الأبيض عن قلقه مما يحصل في البحر الأسود بعد 3 أيام من الهجمات الروسية على موانئ جنوب أوكرانيا.
 
من جهته، ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشدة الهجمات الروسية على مدينة أوديسا وموانىء أوكرانية أخرى على البحر الأسود، مشيرا إلى أن تدمير البنى التحتية المدنية يمكن أن يشكل انتهاكا للقانون الإنساني الدولي.
 
ونقل عنه المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك قوله إن تلك الهجمات يتجاوز تأثيرها أوكرانيا في ظل التأثير السلبي على الأسعار العالمية للقمح والذرة.
 
من جهته، حمل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل روسيا مسؤولية التسبب في أزمة إمدادات غذاء عالمية كبرى، وقال إن الاتحاد الأوروبي سيوفر دعما ماليا يقدر بنحو 5.5 مليارات دولار سنويا لأوكرانيا على مدى أربع سنوات.
 
وفي نيويورك، أعلنت البعثة البريطانية لدى الأمم المتحدة أن مجلس الأمن الدولي سيعقد غدا الجمعة جلسة مفتوحة لبحث وقف روسيا العمل باتفاق الحبوب.
 
 
الذخائر العنقودية
في موضوع آخر، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي اليوم الخميس إن الذخائر العنقودية التي قدمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا يجري نشرها في ساحة القتال.
 
وأضاف كيربي أن الأوكرانيين يستخدمون الذخائر العنقودية على نحو سليم وفعال، مشيرا إلى أنها أصبحت مؤثرة على التشكيلات الدفاعية الروسية.
 
وقبل أسبوع أكد الجيش الأوكراني تسلمه ذخائر عنقودية من الولايات المتحدة، وقال إنها "ستغير من شكل المعركة"، في حين أعلنت موسكو أنها سترد باستخدام ذخائر عنقودية أكثر فاعلية.
 
وعادة ما تنثر هذه الذخائر- التي تمنع استخدامها أكثر من 120 دولة- عددا كبيرا من القنابل الصغيرة على مساحة كبيرة، ويمكن أن تقتل أو تشوه مدنيين لا يعلمون عنها شيئا بعد شهور أو سنوات، ورفضت روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة التوقيع على المعاهدة.
 
معارك الشرق والجنوب
في ما يتعلق بسير المعارك، قال المتحدث باسم هيئة الأركان الأوكرانية أندريه كوفاليف اليوم الخميس إن قوات بلاده تواصل هجومها في مناطق باخموت بدونيتسك (شرق) وميليتوبول وبيرديانسك بزاباروجيا (جنوب شرق).
 
ونفى كوفاليف تقدم القوات الروسية في اتجاه كوبيانسك بخاركيف (شمال شرق) وليمان في دونيتسك، مشيرا إلى أن القوات الأوكرانية صدت جميع الهجمات الروسية هناك.
 
 
وكانت موسكو أعلنت أمس أن قواتها سيطرت على محطة السكك الحديد في كوبيانسك، وهي مركز مهم للمواصلات بشرق أوكرانيا.
 
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها صدت 16 هجوما للقوات الأوكرانية في دونيتسك.
 
وفي وقت سابق، أكد الجيش الأوكراني أن موسكو حشدت 100 ألف جندي سعيا لاختراق دفاعاته في أجزاء من دونيتسك وخاركيف.
 
ومنذ 4 يونيو/حزيران الماضي، يشن الجيش الأوكراني هجوما مضادا في مقاطعتي دونيتسك وزاباروجيا، وقد حقق حتى الآن مكاسب محدودة إذ لم يستعِدْ خلال هذه الفترة سوى 210 كيلومترات مربعة، ويقر مسؤولون أوكرانيون بصعوبة الوضع بسبب المقاومة العنيفة التي يبديها الروس والتحصينات الشديدة التي أقاموها خلال الأشهر الماضية.
 
(الجزيرة)
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر