روسيا: أجهزتنا الأمنية تبحث احتمال تورط الاستخبارات الغربية في تمرد فاغنر

قال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، اليوم الاثنين، إن الأجهزة الأمنية في بلاده تبحث احتمال ضلوع الاستخبارات الغربية في أحداث السبت الماضي، في إشارة إلى التمرد المسلح الذي قاده رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية يفغيني بريغوجين ضد قيادة الجيش الروسي.
 
وقال لافروف -في لقاء مع وسائل الإعلام في موسكو- إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "رأى في التمرد فرصة لهزيمةٍ إستراتيجيةٍ لروسيا".
 
غير أن الوزير الروسي قال إن السفيرة الأميركية لدى موسكو لين تريسي أبدت إشارات لروسيا بأن الولايات المتحدة لا صلة لها بما سماه التمرد، وأنها عبرت عن أملها في الحفاظ على سلامة الأسلحة النووية الروسية.
 
وشدد وزير الخارجية الروسية على أن "محاولة التمرد لن تؤثر على علاقاتنا بالدول الصديقة، وأما مع الغرب، فالأمر سيان بالنسبة لنا".
 
وذكر لافروف أن "العديد من الزملاء في الخارج (وزراء الخارجية) أعربوا عن دعمهم وثقتهم بقدرة موسكو على الحيلولة دون محاولات تجزئة البلاد".
 
وكان بريغوجين أعلن صباح السبت الماضي أن قواته سيطرت على المنشآت العسكرية في مقاطعة روستوف (جنوبي روسيا)، وهدد بالتوجه إلى العاصمة موسكو، وتحركت أرتال بالفعل تجاهها، رغم تحذيرات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
 
ومساء اليوم نفسه، أعلن بريغوجين قبوله وساطة الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، وأمر قواته بالعودة إلى معسكراتها، وبالفعل انتشرت صور من مدينة روستوف لبدء انسحاب مقاتلي فاغنر من المدينة.
 
من جهته، قال رئيس مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي لقناة "فوكس نيوز" (Fox News) إن الرئيس بوتين "أضعف بكثير، ويبدو وكأنه شخص مختلف، وكأنه زعيم مافيا، بغض النظر عما يحدث".
 
وأضاف مكارثي أن وصف بريغوجين الحرب في أوكرانيا بأنها مبنية على خدعة وأن الدعم الشعبي الذي تلقاه وهو يقترب من موسكو من دون أي مقاومة جوية أمر مخيف بالنسبة إلى بوتين.
 
ورأى رئيس مجلس النواب الأميركي أن الروس "يدفعون ثمن الفساد في جيشهم وغلطة شنهم الحرب وهم ليس لديهم ما يكفي من السلاح"، ودعا مكارثي الرئيس الصيني شي جين بيغ إلى التراجع عن دعمه موسكو.
 
بدوره، قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك -اليوم الاثنين- إن بريطانيا مستعدة لمجموعة من السيناريوهات في روسيا، مشيرا إلى التأثير المزعزع للاستقرار المحتمل للتوترات بين مجموعة فاغنر والرئيس الروسي.
 
 
في حين صرح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ بالقول إن الأحداث الأخيرة في روسيا شأن داخلي، لكنها تشكل -ما سماه- دليلا آخر على الخطأ الإستراتيجي الكبير الذي وقع فيه الرئيس الروسي، بضمه غير الشرعي لشبه جزيرة القرم وشنه الحرب على أوكرانيا.
 
وأضاف ستولتنبرغ -في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيسة ليتوانيا- أنه لا مؤشرات إلى أن روسيا تستعد لاستخدام أسلحة نووية، ولكن حلف الناتو سيبقى حذرا ويقظا.
 
ونقلت وكالة "تاس" عن مصدر في النيابة العامة الروسية قوله إن قائد فاغنر بريغوجين لا يزال تحت الملاحقة القانونية. وأفادت صحيفة "كوميرسانت" الروسية بأن القضية الجنائية بشأن ما سمته "تمرد قائد فاغنر" لم تنته بعد، وذكرت الصحيفة أن قسم التحقيق في جهاز الأمن الفدرالي الروسي مستمر في التحقيق بالقضية.
 
وكانت الدعوى القضائية التي رُفعت ضد بريغوجين أُسقطت عقب التوصل إلى اتفاق بوساطة الرئيس البيلاروسي.
 
وفي وقت سابق، دعا رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين إلى الوقوف وراء الرئيس بوتين بعدما وصفها بأخطر أزمة سياسية تشهدها البلاد منذ عقود.
 
وجاءت تصريحات ميشوستين خلال اجتماع مجلس الوزراء في موسكو، حيث أشاد بحكومته لتصرفها بحزم وتماسك تحت إشراف الرئيس خلال تمرد الجنود المرتزقة، حسب وصفه.
 
المصدر : الجزيرة
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر