قصف روسي يخلف عشرات القتلى والجرحى بأوكرانيا و"فاغنر" تقاتل في جبهة جديدة

قتل شخصان وأصيب 30 آخرون في هجوم روسي على مستشفى في مدينة دنيبرو بشرقي أوكرانيا اليوم الجمعة، بحسب ما أعلنت خدمة الطوارئ الأوكرانية، ومن جهتهم اتهم مسؤولون روس أوكرانيا باستهداف ماريوبول بصاروخين بعيدي المدى وبقصف أهداف مدنية في منطقتين جنوبي روسيا، في الأثناء أعلن مؤسس شركة فاغنر العسكرية الروسية أنه تم تكليف مجموعته بالقتال على جبهة جديدة.
 
وأظهرت لقطات فيديو مبنى مدمرا يتصاعد منه الدخان في حين يقوم عمال إنقاذ بالبحث. وتضرر جزء كبير من الطابق العلوي لما بدا أنه مبنى من 3 طوابق. وشوهدت جثة مغطاة على طريق قريب.
 
ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الهجوم بأنه جريمة ضد الإنسانية، وكتب على تويتر "هجوم صاروخي (روسي) آخر، جريمة أخرى ضد الإنسانية".
 
وقال إن أضرارا لحقت بعيادة للصحة النفسية وأخرى بيطرية في دنيبرو، وأضاف "دولة شريرة وحيدة يمكنها ضرب العيادات. لا يمكن أن يكون هناك غرض عسكري وراء هذا. إنه إرهاب روسي خالص".
 
وقال حاكم منطقة دنيبرو سيرهي ليساك إن من بين المصابين طفليْن، في وقت لم يتسن فيه التواصل بعد مع 3 أشخاص يُعتقد أنهم كانوا في المبنى حينما ضربه الصاروخ.
 
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها نفذت غارة خلال الليل على مستودعات الذخيرة الأوكرانية، وأكدت -بحسب ما نقلت عنها وكالة الإعلام الروسية- أن القصف طال جميع المنشآت المحددة.
 
بدورها دانت الخارجية الفرنسية ما وصفتها بالضربات الروسية التي استهدفت عمدا أهدافا مدنية بما في ذلك مستشفى في دنيبرو، واعتبرت أن تلك الأعمال تمثل "انتهاكا صارخا للقانون الإنساني الدولي"، كما أنها تشكل "جرائم حرب".
 
في الأثناء، صرح مؤسس شركة "فاغنر" العسكرية الروسية يفغيني بريغوجين بأن قواته كُلفت بالقتال على جبهة جديدة، وقال "الوطن يحتاج للدفاع عنه، لذلك تم تكليفنا بالقتال على جبهة جديدة"، دون مزيد من التفاصيل.
 

هجمات أوكرانية

في المقابل، قالت السلطات المحلية الموالية لروسيا في مقاطعة دونيتسك إن القوات الأوكرانية استهدفت محيط مصنع آزوفستال في مدينة ماريوبول بصاروخين بعيدي المدى. ولم يسفر القصف، وفق السلطات، عن أي أضرار.
 
ونشرت قناة مجلس مدينة ماريوبول الأوكراني في حسابها على تلغرام، مقاطع فيديو لدخان كثيف متصاعد من المصنع الذي تقول سلطات دونيتسك إن أوكرانيا استهدفته.
 
من جانبه، أعلن حاكم منطقة بيلغورود الروسية فياتشيسلاف غلادكوف، إن عددا من المناطق الحدودية في المقاطعة تعرضت من جديد لقصف أوكراني، حسب وصفه.
 
وأشار المسؤول الروسي إلى محاولات لتنفيذ هجمات بمسيرات على عدد من المناطق.
 
ويتزامن ذلك مع إعلان السلطات المحلية في بيلغورود أنها تدرس الخيارات القانونية لتسليح مواطني المقاطعة ضمن وحدات الدفاع الإقليمي لحماية السكان.
 
وبهذا الصدد، أعلنت وزارة الخارجية الروسية استدعاء دبلوماسيين أميركيين كبار، احتجاجا على تصريحات أميركية بشأن الهجمات داخل روسيا.
 
ونقلت شبكة "سي إن إن" (CNN) عن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي أن إدارة بايدن أكدت في محادثاتها مع أوكرانيا أنها لا تدعم الهجمات على الأراضي الروسية، مشيرا إلى أنها حصلت على تأكيدات من الأوكرانيين بأنهم سيحترمون الرغبة الأميركية.
 
وأكد كيربي أن إدارة بايدن لا تريد استخدام أي معدات أميركية الصنع لمهاجمة الأراضي الروسية.
 

لافروف ونظيره الصيني

من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الولايات المتحدة مخطئة في اعتقادها أن وجودها في المحيط الأطلسي سيساعدها في الحفاظ على وجودها أمام خطر نشوب حرب عالمية ثالثة.
 
كما بحث لافروف مع المبعوث الصيني للشؤون الأوراسية لي هوي آفاق تسوية النزاع في أوكرانيا. وقالت الخارجية الروسية في بيان لها إن لافروف ثمّن عاليا، خلال الاجتماع مع لي هوي الذي يزور العاصمة الروسية، استعداد بكين للقيام بدور إيجابي في حل الصراع الأوكراني.
 
وشدد لافروف على التزام روسيا بالحل الدبلوماسي والسياسي للنزاع الأوكراني، لكنه أشار للمبعوث الصيني إلى ما سماها العقبات الخطيرة التي وضعها الجانب الأوكراني ورعاته من الدول الغربية أمام استئناف محادثات السلام.
 
من جهة أخرى، قال لافروف إن الولايات المتحدة مخطئة في اعتقادها أن وجودها في المحيط الأطلسي سيساعدها في الحفاظ على وجودها أمام خطر نشوب حرب عالمية ثالثة.
 

تحذير من تجميد الحرب

في إطار آخر، حذر المستشار الألماني أولاف شولتز روسيا من الاعتماد على تجميد الحرب على أوكرانيا على طول الأراضي التي احتلتها هناك.
 
وقال في تصريحات لصحيفة "كولنر شتات أنتسايجر" الألمانية الصادرة اليوم الجمعة، "يجب على روسيا أن تفهم أنه لا يمكن أن يكون الأمر متعلقا بصنع نوع من السلام البارد، على سبيل المثال عن طريق تحويل خط الجبهة الحالي إلى "حدود" جديدة بين روسيا وأوكرانيا".
 
وأكد أن "ذلك لن يؤدي إلى إضفاء الشرعية على حملة سرقة الأرض التي قام بها بوتين"، مضيفا أن "الأمر يتعلق أكثر بسلام عادل، والشرط المسبق لذلك هو انسحاب القوات الروسية".
 

مقاتلات "إف-16"

وفيما يتعلق بقاتلات "إف-16" (F-16)، قالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن أوكرانيا تحتاج نحو 48 مقاتلة من طراز إف-16 لاستعادة الأراضي التي تحتلها روسيا.
 
وبهذا الصدد، رجح مصدران مطلعان أن ترسل هولندا مقاتلات إف-16 إلى أوكرانيا بعد الانتهاء من تدريب الطيارين الأوكرانيين على هذه الطائرات.
 
وذكر المصدران، اللذان اشترطا عدم الكشف عن هويتيهما، أن الحكومة الهولندية قادت مناقشات مع المسؤولين الأميركيين خلال الأسابيع الماضية لدفع الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الموافقة على تسليم الطائرات لأوكرانيا.
 
ونقلت وكالة بلومبيرغ للأنباء عن أحد المصادر قوله إن هولندا والدانمارك تقودان الدول المتحالفة لإعداد الطيارين بدعم من بريطانيا وبلجيكا، وإن الحكومة الهولندية تبحث بالفعل، وتتباحث مع حلفائها، بشأن خطط النشر المحتملة للطائرات.
 
وتمتلك هولندا حاليا 42 طائرة مقاتلة من طراز إف-16، من بينها 24 طائرة يستخدمها الجيش الهولندي حاليا، ولا يمكن إرسالها إلى أوكرانيا حتى منتصف 2024، كما أن المقاتلات المتبقية من المقرر بيعها إلى شركة "دراكن إنترناشونال" الأميركية للخدمات الجوية.
 

رؤوس نووية في بلاروسيا

على صعيد آخر، ندد الاتحاد الأوروبي اليوم الجمعة باتفاق روسيا وبيلاروسيا على نشر رؤوس حربية نووية في الأراضي البيلاروسية، واعتبر أن هذه الخطة ستؤدي إلى مزيد من التصعيد وأنها في غاية الخطورة وتتعارض مع الالتزامات التي تعهدت بها روسيا في مذكرة بودابست.
 
ومضت روسيا أمس الخميس قدما في خطتها لنشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا التي قال رئيسها إن الرؤوس الحربية في طريقها بالفعل. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن عن الخطة في مارس/آذار.
 
وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إن القرار ينتهك العديد من الاتفاقيات الدولية. ودعا روسيا إلى احترام تلك الالتزامات، ومضى يقول إن "النظام في بيلاروسيا متواطئ في حرب العدوان الروسية غير القانونية ولا المبررة على أوكرانيا".
 
وطالب بوريل بيلاروسيا بالتوقف عن دعم الحرب الروسية والعدول عن القرارات لتي لن تؤدي إلا إلى تصعيد التوترات في المنطقة وتقويض سيادة بيلاروسيا". وقال إن أي محاولة "لتصعيد الموقف بدرجة أكبر سيقابلها رد فعل قوي ومنسق".
 

(الجزيرة نت)

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر