السودان.. غوتيريش يتحدث عن وضع "غير مسبوق" والبرهان وحميدتي يوافقان على تمديد الهدنة

[ دمار في إحدى البنوك السودانية بالعاصمة الخرطوم جراء الاشتباكات ]

تجددت المعارك بالأسلحة الثقيلة والخفيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في محيط القصر الرئاسي ووسط العاصمة الخرطوم، في وقت تحدث فيه طرفا الصراع عن موافقتهما على تمديد الهدنة لـ3 أيام.
 
وقال الجيش السوداني في بيان، اليوم الأحد، إنه وافق على تمديد الهدنة مع قوات الدعم السريع لمدة 72 ساعة، بدءا من موعد انتهاء سريان اتفاق وقف إطلاق النار الحالي في منتصف هذه الليلة، وذلك بناء على وساطة أميركية سعودية.
 
وأضاف الجيش "على الرغم من رصدنا لنوايا المتمردين بمحاولة الهجوم على بعض المواقع، فإننا نأمل أن يلتزم المتمردون بمتطلبات تنفيذ الهدنة".
 
وأفادت نقابة أطباء السودان بارتفاع عدد القتلى من المدنيين إلى 425 والمصابين إلى 2091 منذ بداية المواجهات.
 
في سياق مواز، قرر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأحد، أن يوفد "فورا" إلى المنطقة المسؤول عن الشؤون الإنسانية في المنظمة مارتن غريفيث، في ضوء وضع "غير مسبوق" في السودان حيث تستمر المواجهات، وفق ما أعلن المتحدث باسمه.
 
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين للأمم المتحدة، في بيان، إن "الأحداث في السودان تحصل بنطاق وسرعة غير مسبوقين"، مبديا "قلقه الكبير" وداعيا "جميع الأطراف" إلى حماية المدنيين والسماح لهم بمغادرة مناطق المعارك.
 
ميدانيا، قال مراسل الجزيرة إن الطيران الحربي قصف رتلا للدعم السريع عند مدخل مدينة أم درمان غربي الخرطوم، كما قصف مواقع للدعم السريع في منطقة "أبو سعد" جنوبي أم درمان.
 
وكان مراسل الجزيرة قال إن طائرات سلاح الجو حلقت صباح اليوم الأحد في شَمْبات شمالي الخرطوم بحري، وإن قوات الدعم السريع تصدت لها بأسلحة مضادة للطائرات، بينما شهد محيط القصر الجمهوري، في اليوم الثاني للهدنة الخامسة، مواجهات متفرقة وتبادلا لإطلاق.
 
وقال الجيش السوداني إنه دمر أرتالا للدعم السريع قرب منطقة الزريبة بولاية شمال كردفان، وفي منطقتي المويلح وفَتّاشة غربي أم درمان.
 
وأضاف الجيش أن قواته تواصل رصد أرتال متحركة من الغرب إلى العاصمة، مما يؤكد استمرار من وصفه بـ"العدو" في انتهاك الهدنة.
 
وكشف الجيش أن من سماهم المتمردين حوّلوا "مستشفى شرق النيل" إلى ثكنة عسكرية مدججة بالسلاح ومركز قيادة للعمليات.
 
 
واتهم الجيش، في بيان أصدره، قوات الدعم السريع بمواصلة القصف العشوائي، والاستمرار في نهب الممتلكات العامة والخاصة بما فيها البنوك.
 
وبشأن عمليات الإجلاء، قال الجيش السوداني إن العمليات ستتواصل من قاعدة "وادي سيّدنا"، نافيا وجود أي مهددات تعوقها.
 
تمديد الهدنة
وفي السياق ذاته، مددت سلطات الطيران المدني في السودان إغلاق المجال الجوي للبلاد حتى 13 مايو/أيار، باستثناء رحلات المساعدات الإنسانية وإجلاء الرعايا الأجانب.
 
من جانبها، أعلنت قوات الدعم السريع، في بيان، تمديد الهدنة الإنسانية 72 ساعة اعتبارا من منتصف هذه الليلة، استجابة لما وصفتها بنداءات دولية وإقليمية ومحلية بهدف فتح الممرات الإنسانية، وتسهيل حركة المواطنين والمقيمين، وتمكينهم من قضاء احتياجاتهم والوصول إلى مناطق آمنة.
 
وقال البيان إن قوات الدعم السريع تجدد التزامها الصارم بالهدنة الإنسانية المعلنة، والوقف الكامل لإطلاق النار، رغم الخروق المستمرة من قبل من وصفتها بـ"القوات الانقلابية" التي ظلت تهاجم مواقعها ومعسكراتها.
 
ودعت الآلية الثلاثية في السودان كلا من رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" إلى تمديد آخر لوقف إطلاق النار 3 أيام.
 
وتتكوّن الآلية الثلاثية من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية لتنمية وسط وشرق أفريقيا (إيغاد).
 
في سياق مواز، قالت وزارة الداخلية السودانية إن "قوات الاحتياطي المركزي" فصيل يتبع للشرطة، وإنها خرجت إلى الميدان أمس السبت لتأمين الأسواق وممتلكات المواطنين التي تعرضت للنهب والسلب والتخريب.
 
وأكدت الوزارة أن من يقودون هذه القوات ضباط من خريجي كلية علوم الشرطة والقانون، نافية ما تناولته وسائل التواصل الاجتماعي عن أن قوات الاحتياط المركزي التي نشرت أمس تتبع للأمن الشعبي، وأن من يقودونها ضباط أمن.
 
من جانبه، أوضح بنك السودان المركزي أنه يبذل جهودا مستمرة لعودة جميع الخدمات المصرفية بشكل طبيعي في جميع أرجاء البلاد، موضحا أن عمليات النهب والسرقة لبعض أفرع المصارف التجارية لا تؤثر على الودائع.
 
 
وأعلن بنك السودان المركزي عن استئناف العمل بمعظم فروعه في الولايات والمدن السودانية.
 
عمليات الإجلاء
في موضوع الإجلاء، قالت الحكومة البريطانية اليوم الأحد إنها رتبت رحلة إجلاء إضافية من بورتسودان من المقرر أن تغادر غدا، الأول من مايو/أيار، مضيفة أنها أجلت 2122 شخصا حتى الآن من السودان.
 
وأكدت الحكومة أنها لم تعد تسيّر رحلات إجلاء من قاعدة وادي سيّدنا الجوية بالقرب من الخرطوم بسبب تراجع الطلب من المواطنين البريطانيين واستمرار عدم الاستقرار ميدانيا.
 
وقال وزير الخارجية جيمس كليفرلي في بيان "جهودنا للإنقاذ مستمرة من بورتسودان. نواصل بذل كل ما في وسعنا لتأمين وقف طويل الأمد لإطلاق النار وانتقال مستقر إلى الحكم المدني وإنهاء العنف في السودان".
 
وقالت الحكومة البريطانية -التي قدرت الأسبوع الماضي أن عدد العالقين في السودان يبلغ نحو 4 آلاف بريطاني- اليوم الأحد إن رحلة الإجلاء الأحدث من قاعدة وادي سيدنا الجوية غادرت مساء أمس السبت.
 
وذكر البيان أن الرحلة الإضافية المقررة من بورتسودان، والتي وصفتها الحكومة بأنها "استثنائية"، ستسهّل إجلاء عدد محدود من المواطنين البريطانيين المتبقين في السودان ويرغبون في المغادرة.
 
في السياق ذاته، قال مسؤولان أميركيان لرويترز إن الولايات المتحدة أرسلت سفينة تابعة للبحرية إلى السودان للمساعدة في إجلاء المواطنين الأميركيين الذين تقطعت بهم السبل في هذا البلد.
 
وقال المسؤولان، اللذان تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما، إن السفينة "يو إس إن إس برونزويك"، وهي سفينة نقل سريع، توجد في بورتسودان بصفة مؤقتة.
 
وأضاف أحدهما أنه من المرجح أن يتم إجلاء مئات المواطنين على متن هذه السفينة.
 
وذكرت الخارجية الأميركية أن واشنطن ساعدت نحو ألف مواطن أميركي على مغادرة السودان منذ بدء العنف.
 
 
(الجزيرة)

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر