السودان.. الجيش يعلن تدمير أرتال للدعم السريع و"الاحتياطي المركزي" ينتشر تدريجيا في الخرطوم

تجددت اشتباكات متقطعة في أحياء بالعاصمة السودانية الخرطوم، الأحد، فيما شهدت مناطق أخرى هدوءا نسبيا مع دخول القتال بين الجيش وقوات "الدعم السريع" أسبوعه الثالث، وفي ظل اتهامات متبادلة بخرق الهدنة.
 
وعلى الرغم من توافق الجيش و"الدعم السريع" ليلة 24 أبريل/ نيسان الجاري، على هدنة إنسانية بوساطة أمريكية جرى تمديدها ليلة الخميس لمدة 72 ساعة، إلا أن اشتباكات اندلعت بين الطرفين خلال أيام الهدنة.
 
ونقلا عن شهود عيان، أفاد مراسل الأناضول بأن أصوات إطلاق النار تجددت بشكل متقطع صباح الأحد في أنحاء مدينتي بحري شمالي الخرطوم وأم درمان غربي العاصمة.
 
وقال آخرون إن أعمدة دخان تتصاعد وسط الخرطوم، دون أن يتمكنوا من تحديد مصدره في منطقة تتواجد فيها مقار المؤسسات الحكومية وقيادة الجيش والقصر الرئاسي.
 
فيما يشهد جنوبي الخرطوم هدوءا نسبيا حذرا بعد أيام من اشتباكات متواصلة، بحسب الشهود.
 
وقال الجيش، في بيان الأحد: "يستمر رصد تحركات أرتال العدو (يقصد الدعم السريع) المتحركة من الغرب إلى العاصمة، مما يؤكد استمرار العدو في انتهاك الهدنة المعلنة".
 
الجيش تابع أنه "تم تدمير هذه الأرتال فجر اليوم في مناطق جنوب الزريبة والمويلح (غربي العاصمة) كما تم تدمير رتل في منطقة فتاشه كان بصدد إسناد قوة المتمردين المتحركة بشارع الصادرات الرابط بين أم درمان وولاية شمال كردفان".
 
واتهم أفراد "الدعم السريع" بأنهم "حولوا مستشفى شرق النيل إلى ثكنة عسكرية مدججة بالسلاح ومركز قيادة للعمليات والاستمرار في العمل العدائي بعد إخلائه من المرضى بما فيهم الحالات الحرجة بالعناية المكثفة".
 
وذكر البيان أن الجيش مستمر في تهيئة الظروف المناسبة لنزول الشرطة تدريجيا إلى الشوارع بالتزامن مع عمليات التمشيط.
 
وكان الجيش أعلن مساء أمس السبت أن وحدات من شرطة الاحتياطي المركزي بدأت العمل تدريجيا بمناطق جنوب الخرطوم، وأن نزولها سيتوالى تباعا في مناطق العاصمة.
 
وبالنسبة لعمليات إجلاء رعايا الدول من السودان، قال الجيش إنها "ستتواصل من قاعدة وادي سيدنا (في أم درمان) التي لا تواجهها أي مهددات حاليا ولا يتوقع أن تتأثر بأي مهددات".
 
بدورها، قالت قوات "الدعم السريع"، في بيان الأحد: "استمرت انتهاكات القيادات الانقلابية بالقوات المسلحة وفلول النظام البائد المتطرفة للهدنة الإنسانية المعلنة".
 
وأضافت: "هاجم الانقلابيون بالمدافع والطائرات مواقع تمركز قواتنا في عدد من المناطق بولاية الخرطوم إلى جانب القصف العشوائي للمدافع، ولا تزال الطائرات تحلق في سماء الخرطوم".
 
واتهمت قوات الحيش بأنها "تستعد للهجوم على قواتنا في بحري الحلفايا (شمالي الخرطوم) وأم درمان وجنوبي الخرطوم، بعد انضمام شرطة الاحتياطي المركزي (تابعة لوزارة الداخلية) لقوات الانقلابيين".
 
من جانب آخر، دانت وزارة الخارجية السودانية ما وصفتها بالاعتداءات السافرة على مقرات البعثات الدبلوماسية من قبل قوات الدعم السريع "المتمردة"، حسب قولها.
 
وطالبت الوزارة المجتمع الدولي بإدانة "السلوك الإجرامي"، مؤكدة حرصها على سلامة المقرات الدبلوماسية وأمنها.
 
وبين 15 و27 أبريل/ نيسان الجاري، خلفت الاشتباكات 528 قتيلا و4 آلاف و599 جريحا، معظمهم مدنيون، بحسب وزارة الصحة السبت.
 
وفي إطار المساعي الإقليمية والدولية لوقف الاقتتال في السودان، قالت وزارة الخارجية السعودية إن وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان استقبل في الرياض اليوم الأحد السفير دفع الله الحاج علي المبعوث الخاص لرئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان.

وأكد وزير الخارجية السعودي دعوة الرياض إلى التهدئة ووقف كل أشكال التصعيد العسكري، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء السعودية.
 
من جهة أخرى، قال وزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف إن هناك مقترحا لعقد اجتماع لوزراء خارجية جنوب السودان وكينيا وجيبوتي مع مبعوثين من طرفي النزاع خارج السودان.
 
ورأى يوسف أن إخفاق الهدن في السودان يرجع إلى غياب التواصل بين طرفي النزاع، مشددا على ضرورة إيجاد تواصل حقيقي.
وأعرب عن قلقه من اتساع دائرة النزاع في السودان، مؤكدا أن انهيار الدولة ستكون له نتائج كارثية على القارة الأفريقية.
 
وأشار وزير خارجية جيبوتي إلى أن زيارة رؤساء جنوب السودان وجيبوتي وكينيا إلى الخرطوم ما زالت احتمالا قائما، لكن في انتظار تحسن الوضع الأمني هناك.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر