أول مسلم رئيس للحكومة.. البرلمان الاسكتلندي يصادق على تعيين حمزة يوسف رئيساً للوزراء

[ حمزة يوسف رئيس وزراء اسكتلندا ]

أصبح الزعيم الجديد للحزب الوطني الاسكتلندي، حمزة يوسف، أول رئيس وزراء مسلم في البلاد، بعد تصويت البرلمان، وقد فاز يوسف خلال عملية التصويت التي جرت في البرلمان، الثلاثاء 28 مارس/آذار 2023 بأغلبية 71 صوتاً، وذلك بعد انتخابه بيوم رئيساً للحزب الوطني الاسكتلندي الحاكم، خلفاً لنيكولا ستارجون التي استقالت من منصب رئاسة الوزراء وكذلك قيادة الحزب.
 
بوصول يوسف إلى منصب رئيس وزراء اسكتلندا، بات أول شخص من أقلية عرقية يتولى هذا المنصب في إحدى الحكومات المفوضة التابعة للمملكة المتحدة، وأول مسلم يقود أيضاً حزباً كبيراً في البلاد. وانضم يوسف إلى الحزب الوطني الاسكتلندي في عام 2005، و كان أيضاً أول وزير من جنوب آسيا، وأول وزير مسلم في مجلس الوزراء يخدم في الحكومة الاسكتلندية.


انتخاب حمزة يوسف لعضوية البرلمان في اسكتلندا

في مايو/أيار 2011، تم انتخاب يوسف لعضوية البرلمان الاسكتلندي كعضو إضافي لمنطقة غلاسكو عندما كان عمره 26 عاماً، ليصبح آنذاك أصغر نائب ينتخب لعضوية البرلمان الاسكتلندي.
 
بعدها اختاره القوميون في اسكتلندا ليصبح رئيس الحكومة الجديد بعد منافسة محتدمة كشفت عن انقسامات عميقة في حزبه بشأن السياسة ومساعي الاستقلال المتوقفة.
 
حيث يخلف المسلم يوسف (37 عاماً) زعيمة الحزب الوطني الاسكتلندي الحاكم نيكولا ستيرجن وسيتولى رئاسة الحكومة التي تتمتع بسلطة شبه مستقلة بمجرد الموافقة على ذلك في تصويت في البرلمان الاسكتلندي.
 

معالجة أزمة تكاليف المعيشة

قال يوسف، الذي سيكون أول مسلم يقود دولة في غرب أوروبا غربية، إنه سيركز على معالجة أزمة تكلفة المعيشة وإنهاء الانقسامات داخل الحزب والسعي من جديد نحو الاستقلال.
 
تم تأكيد فوز يوسف على ملعب الرجبي الوطني، بعد حملة استمرت ستة أسابيع، عمد المرشحون الثلاثة في معظمها إلى انتقاد سجل بعضهم بعضاً في سلسلة من الهجمات الشخصية.
 
فيما صوتت اسكتلندا لصالح رفض الاستقلال عن بريطانيا بأغلبية 55% في عام 2014. وجاء تصويت بريطانيا بالموافقة على مغادرة الاتحاد الأوروبي بعد ذلك بعامين، عندما قدمت إرادة معظم الاسكتلنديين البقاء داخل التكتل إلى جانب تعامل اسكتلندا مع جائحة كورونا المزيد من التأييد للاستقلال.
 
مع ذلك، أظهر استطلاع للرأي أن التأييد للاستقلال انخفض إلى 39%، أو 46% إذا تم استبعاد من ردوا بالقول "لا أعلم". ويأتي ذلك مقارنة بنسبة بلغت 58% في عام 2020.
 
رداً على سؤال عما إذا كانت الحكومة البريطانية ستسمح ليوسف بإجراء استفتاء على الاستقلال، قال المتحدث باسم رئيس الوزراء ريشي سوناك إن موقف الحكومة لم يتغير وإن أولويات الناس هي الرعاية الصحية والاقتصاد وليس تصويتاً جديداً على الانفصال.
 

من هو حمزة يوسف؟

بدأ حمزة يوسف رحلته مع السياسة في اسكتلندا من عمر صغير، حيث لم يكن قد تجاوز عشرين عاماً عندما قرر الانضمام إلى الحزب الوطني (القومي) الاسكتلندي، ليبدأ مسيرة توجت باختياره، الإثنين، زعيماً للحزب.
 
أصبح يوسف أول مسلم يقود حزباً كبيراً في اسكتلندا، وأول مسلم ومهاجر من أقلية عرقية يقود حكومة مفوضة في المملكة المتحدة.
 
وصف يوسف نفسه عقب اختياره في منصب زعيم الحزب الوطني الاسكتلندي، الذي يؤهله تلقائياً لرئاسة الحكومة بأنه "أسعد شخص في العالم"، وأن هذا النجاح بمثابة "تتويج" لقرار أجداده الذين جاءوا إلى المملكة المتحدة في رحلة طويلة من إقليم البنجاب الباكستاني، وهم يعرفون القليل عن اللغة الإنجليزية.
 
بينما يرى يوسف أن عائلته ربما لم تتوقع أن يصل أحد أبنائها إلى هذا المنصب، يستعد هذا الشاب ذو الأصول الباكستانية والبالغ من العمر 37 عاماً إلى تأدية اليمين ليكون رئيساً للوزراء، الأربعاء.
 
حصل يوسف على أغلبية أصوات الحزب متفوقاً على وزيرة المالية كيت فوربس، ووزيرة سلامة المجتمع السابق آش ريغان. وحصل يوسف في الجولة الأولى من التصويت على 48.2% من الأصوات، تليه فوربس التي حصلت على 40.7%، وآش ريغان بنحو 11.1%، بحسب الحزب الوطني الاسكتلندي.
 
فيما حسم يوسف الجولة الثانية بفوزه بنسبة 52.1%، بينما حصلت فوربس على 47.9% من الأصوات. وقال يوسف بعد فوزه في التصويت: "كمهاجرين، لم يكونوا (عائلته) بإمكانهم أن يتخيلوا في أبعد أحلامهم أن حفيدهم سيكون يوماً ما على أعتاب أن يصبح الوزير الأول القادم في اسكتلندا".
 

قائد بارز

كانت رئيسة وزراء اسكتلندا السابقة والزعيمة السابقة للحزب الوطني، نيكولا ستورجون، أكدت أن يوسف سيكون "قائداً بارزاً" وأنه "لا يمكن أن تكون أكثر فخراً" بما حققه من نجاح.
 
كما أشاد زعيم حزب العمل الاسكتلندي أنس سروار، بانتخاب يوسف واعتبره دليلاً على "تنوع" السياسة الاسكتلندية. وأكد في تصريحات صحفية أنها "لحظة مهمة" بالنسبة لاسكتلندا.
 

نشاط حمزة يوسف الحزبي

انضم يوسف إلى الحزب الوطني الاسكتلندي في عام 2005. وفي مايو/أيار 2011 ، تم انتخابه لعضوية البرلمان الاسكتلندي كعضو إضافي لمنطقة غلاسكو عندما كان عمره 26 عاماً، ليصبح آنذاك أصغر نائب ينتخب لعضوية البرلمان الاسكتلندي. ومنذ ذلك الحين، تسلق السلم السياسي واكتسب سمعة طيبة.
 
ولد يوسف في غلاسكو باسكتلندا في عام 1985، لكن أجداده انتقلوا إلى البلاد في عام 1962 من إقليم البنجاب الباكستاني، أما والدته ورغم كونها من جنوب آسيا، إلا أنها هاجرت إلى اسكتلندا من كينيا.
 
تلقى يوسف تعليمه الخاص في مدرسة "Hutchesons" في غلاسكو، كما درس السياسة في جامعة غلاسكو. بعد دراسته، عمل يوسف لفترة وجيزة في مركز اتصال قبل أن يصبح مساعداً للبرلماني بشير أحمد، ثم مساعداً للسياسي البارز أليكس سالموند الذي أصبح فيما بعد رئيساً لوزراء اسكتلندا بين 2007 و2014.
 

تعيين حمزة يوسف وزيراً للشؤون الخارجية

في حين أنه في عام 2012 عين أليكس سالموند يوسف وزيراً للشؤون الخارجية والتنمية الدولية، ومسؤولاً عن الشؤون الخارجية وسياسة التجارة العادلة والشتات، ولم يتوقف يوسف عن خدماته في الوزارة حتى بعد تولي ستورجون رئاسة الوزراء.
 
أصبح يوسف وزيراً للعدل في 2018، وقدم مشروع قانون تجريم ممارسات الكراهية، وجعل "إثارة الكراهية" ضد الدين أو التوجه الجنسي والعمر والإعاقة وهويات المتحولين جنسياً جريمة.
 
شغل يوسف أيضاً منصب وزير النقل ووزير التنمية الدولية قبل أن يصبح وزيراً للصحة في عام 2021. ومع ذلك، لم تمر مراحل حياته وعمله بسهولة وسلاسة مطلقة. ففي عام 2016 وعندما كان وزيراً للنقل، تم تغريمه 300 جنيه إسترليني لقيادته سيارة صديقه بدون تأمين.
 

انقسامات سياسية

من أبرز التحديات المنتظر أن يواجهها يوسف، وفقاً لتقارير إعلامية، هي المهمة الضخمة المتمثلة في تحقيق التوافق بين منتمي الحزب الوطني بعدما شهد انقسامات بسبب التنافس الشديد على القيادة.
 
كما سيواجه يوسف مخاوف عدد من أعضاء الحزب الذين يتساءلون عن مدى مستواه الوظيفي، مما سيتطلب منه إثبات نفسه بسرعة. وجاء يوسف بعد أن كانت ستورجون تتمتع بتوافق تام بين أفراد الحزب، رغم تخاذل حكومتها في بعض الملفات، بينها الرعاية الصحية، والتعليم، ومستوى المعيشة، وفق إعلام بريطاني.
 
لكن في الوقت الحالي من المثير للاهتمام أن نرى أن القادة الثلاثة لبريطانيا، واسكتلندا، وأيرلندا جميعهم لديهم أصول جنوب آسيوية، وهم رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك، ورئيس وزراء اسكتلندا حمزة يوسف، ورئيس وزراء أيرلندا ليو فارادكار.
 
يُنظر إلى يوسف – على نطاق واسع- على أنه المرشح المفضل لقيادة الحزب الوطني الاسكتلندي، من أجل الحفاظ على استمراريته وتوافق أعضائه. وفي السياق، يتعهد يوسف بالحفاظ على القيم التقدمية للحزب، عملاً بكونه مثالاً للتعددية الثقافية.
 

(الاناضول)

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر