أوكرانيا تقول إنه "لا مفر" من الصراع في البحر الأسود حتى خروج روسيا من القرم

[ الطائرات المسيّرة MQ-9 هي طائرات مراقبة كاملة الحجم ]

قال وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، لبي بي سي إن حوادث مثل إسقاط طائرة مسيّرة أمريكية فوق البحر الأسود "لا مفر منها" إلى أن تغادر روسيا شبه جزيرة القرم.
 
وكانت طائرة مسيّرة من طراز MQ-9 قد سقطت في المياه يوم الثلاثاء، وقدمت الولايات المتحدة وروسيا تفسيرات متضاربة.
 
وقالت الولايات المتحدة إنها أسقطت الطائرة المسيّرة المدمرة بعد أن أصبحت "غير قادرة على الطيران" عندما أتلفت طائرة روسية مروحتها.
 
لكن كوليبا قال إنه لا يتوقع أي تصعيد دبلوماسي.
 
ووصف الحادث بأنه "روتيني"، وقال لبي بي سي: "طالما أن روسيا تسيطر على شبه جزيرة القرم، فإن مثل هذه النوعية من الحوادث ستكون حتمية ولن يكون البحر الأسود مكانا آمنا".
 
وأضاف: "لذا فإن الطريقة الوحيدة لمنع مثل هذه الحوادث في حقيقة الأمر هي طرد روسيا من شبه جزيرة القرم".
 
والسؤال الرئيسي ما إذا كانت المواجهة مجرد محاولة من جانب روسيا لتعطيل الطائرة الأمريكية المسيّرة ومهمتها، أم أنها كانت محاولة متعمدة لإسقاطها.
 
ويسلط الحادث الضوء على الخطر المتزايد للمواجهة المباشرة بين روسيا والولايات المتحدة بشأن حرب أوكرانيا.
 
وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون إن الحادث وقع صباح يوم الثلاثاء، واستمرت المواجهة بين 30 و40 دقيقة.
 
وقالت الولايات المتحدة في بيان يوم الثلاثاء، إنه قبل عدة مرات من وقوع الاصطدام، ألقت طائرات روسية وقودا على الطائرة المسيّرة "بطريقة متهورة وغير سليمة بيئيا وغير احترافية".
 
وقال المتحدث باسم البنتاغون، البريغادير جنرال بات رايدر، خلال مؤتمر صحافي إن الطائرة المسيّرة أصبحت "غير قابلة للتحليق ولا يمكن السيطرة عليها، لذا قمنا بإسقاطها"، مضيفاً أن الاصطدام أدى على إلحاق ضرر بطائرة روسية.
 
ونفت روسيا قيام طائرتين مقاتلتين من طراز سو-27 بأي تلامس مع الطائرة المسيّرة الأمريكية.
 
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الطائرة المسيّرة تحطمت بعد "مناورة حادة"، كانت تحلق مع إيقاف تشغيل أجهزة الإرسال والاستقبال الخاصة بها. أجهزة الإرسال والاستقبال هي أجهزة اتصالات تسمح بتعقب الطائرة.
 
وتصاعدت حدة التوترات في منطقة البحر الأسود منذ ضم روسيا لشبه جزيرة القرم المجاورة في عام 2014.
 
قال البريغادير جنرال بات رايدر، الطائرة المسيّرة أصبحت "غير قابلة للتحليق ولا يمكن السيطرة عليها، لذا قمنا بإسقاطها"
 
ومنذ الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا، كثفت الولايات المتحدة وبريطانيا رحلات الاستطلاع والمراقبة، على الرغم من أنها تعمل دائماً في المجال الجوي الدولي.
 
وسألت بي بي سي كوليبا إذا كانت الولايات المتحدة وحلفاء آخرون قد يصبحون أكثر حذرا بعد حادثة الطائرة الطائرة المسيّرة، فأجاب: "إذا أراد الغرب أن يظهر ضعفه، فعليه بالتأكيد أن يظهر حذره بعد حادثة كهذه، لكن ليس لدي شعور بأن هذا هو المزاج العام السائد في العواصم (الأوروبية)".
 
وأضاف: "الحالة المزاجية ليست التصعيد، ولكنها ليست الانحناء تحت ضغط، ضغط مادي أو خطابي، من روسيا."
 
وتعهد وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، بأن الجيش "سيواصل الطيران والعمل" بمقتضى ما يسمح به القانون الدولي.
 
وقال لمجموعة اتصال الأوكرانية: "يتحتم على روسيا تشغيل طائراتها بطريقة آمنة واحترافية".
 
وكان السفير الروسي لدى الولايات المتحدة، أناتولي أنتونوف، قد صرح، عقب استدعائه لمحادثات مع مسؤولين في واشنطن، إن موسكو تعتبر حادث الطائرة المسيّرة "استفزازا".
 
وأضاف أنه، من وجهة نظر الكرملين، يعتبر "النشاط غير المقبول للجيش الأمريكي على مقربة شديدة من حدودنا مدعاة للقلق".
 
وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، خلال مؤتمر صحافي يوم الأربعاء، إنه لم يحدث أي اتصال رفيع المستوى بين موسكو وواشنطن بشأن الحادث.
 
بيد أنه قال إن روسيا لن ترفض أبدا المشاركة في حوار بناء.
 
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد اتهمت روسيا بممارسة سلوك متهور، بعد سقوط طائرة استطلاع مسيّرة أمريكية في البحر الأسود من جرّاء مواجهة مقاتلات روسية.
 
وقالت واشنطن في وقت سابق إن الطائرة كانت في مهمة روتينية في المجال الجوي الدولي عندما حاولت طائرتان روسيتان اعتراضها، في حادثة تسلط الضوء على الخطر المتزايد من جرّاء المواجهة المباشرة بين روسيا والولايات المتحدة حول حرب أوكرانيا.
 
وقال البروفيسور مايكل كلارك، الأستاذ الزائر في دراسات الحرب في كينجز كوليدج، لبي بي سي إن الاصطدام كان "حادثاً شبه مؤكد".
 
وأضاف كلارك، المدير العام السابق لمعهد "رويال يونايتد سيرفيس" للدفاع والأمن: "لا أعتقد أن أي طيار يمكن أن يفعل ذلك عن عمد (فقط الاصطدام بمروحة طائرة أخرى) دون تعريض طائرته وحياته لخطر جسيم".
 
وكانت القيادة الأمريكية في أوروبا قد ذكرت في وقت سابق أن الحادث جاء نتيجة "تصرف غير احترافي من قبل الروس".


ماذا قالت روسيا؟

بحسب بيان سابق صادر عن الجيش الأمريكي في وقت سابق فإن الطائرة المسيّرة كانت تقوم بعملية روتينية في المجال الجوي الدولي، حين حاولت طائرتان روسيتان اعتراضها.
 
وقالت وزارة الدفاع الروسية "نتيجة لمناورات حادة في حوالي الساعة 9.30 بتوقيت موسكو، دخلت الطائرة المسيّرة من طراز MQ-9 في رحلة غير خاضعة لرقابة وفقدت الارتفاع واصطدمت بالمياه".
 
وأضافت روسيا أن أجهزة الإرسال والاستقبال الخاصة بالطائرة توقفت، وسارع المقاتلون إلى تحديد هويتها.
 
وقالت: "المقاتلون الروس لم يستخدموا أسلحة محمولة ولم يلمسوا الطائرة المسيّرة وعادوا بسلام".
 
وقال سفير روسيا في الولايات المتحدة، أناتولي أنتونوف: "إذا ظهرت، على سبيل المثال، طائرة مسيّرة روسية بالقرب من نيويورك أو سان فرانسيسكو، فكيف سيكون رد فعل القوات الجوية والبحرية الأمريكية؟"
 
وأضاف أنتونوف أنه يتعين على الولايات المتحدة أن تكف عن إطلاق طائرات مسيّرة على مقربة شديدة من "الحدود الروسية".
 
حقائق عن الطائرة المسيّرة MQ-9

وفقاً لسلاح الجو الأمريكي تستخدم الطائرة في:

- جمع المعلومات الاستخبارية وتنفيذ عمليات ديناميكية ضد أهداف متحركة.

- نظرا لتحليقها لفترة طويلة، ووجود أجهزة استشعار واسعة النطاق، فضلا عن مجموعة اتصالات متعددة الأوضاع، وأسلحة دقيقة، فإنها توفر قدرة فريدة على تنفيذ ضربات وأعمال تنسيق واستطلاع ضد أهداف عالية القيمة.

- قادرة على أداء المهام التالية: الاستخبارات، والمراقبة والاستطلاع، والدعم الجوي القريب، وعمليات البحث والإنقاذ القتالية، والضربات الدقيقة، التوجيه بالليزر، مرافقة ومراقبة/ الغارة، التطوير المستهدف، والإرشاد الجوي النهائي.

- قدراتها تجعلها مؤهلة بشكل فريد للقيام بعمليات حربية غير نظامية لدعم أهداف التوجيه الجوي".
 
ويذكر أن الطائرات المسيّرة MQ-9 هي طائرات مراقبة كاملة الحجم، يبلغ طول جناحيها 20 متراً.
 
(بي بي سي)

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر