بعد "مجزرة" جنين.. الرئاسة الفلسطينية توقف التنسيق الأمني مع إسرائيل وتدعو الفصائل لاجتماع طارئ

 
أعلن المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن الرئيس محمود عباس دعا الفصائل الفلسطينية اليوم الخميس لاجتماع طارئ للاتفاق على رؤية شاملة لمواجهة "العدوان الإسرائيلي" على مدينة جنين ومخيمها، والذي خلف استشهاد 10 فلسطينيين.
 
وقد اعتبرت الخارجية الأميركية أن قرار تعليق التنسيق الأمني مع إسرائيل ليس في محله، مؤكدة أن الحاجة حاليا هي للمزيد من التنسيق والتواصل بين الفلسطينيين والإسرائيليين لخفض حدة التوتر.
 
وطالب أبو ردينة لجنة التحقيق الدولية بمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بالتحقيق في ما وصفها بـ"مجزرة جنين" وإحالة النتائج على مجلس الأمن، مؤكدا أنه سيتم أيضا التوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية لإضافة ملف مجزرة جنين إلى الملفات السابقة التي تورط فيها الاحتلال.
 
وأكد المسؤول الفلسطيني أن التعاون الأمني مع إسرائيل "لم يعد قائما" بعد ما حدث في جنين.
 
وقد توالت ردود الفعل المنددة داخليا وخارجيا بعد أحداث جنين، كما شهدت عدة مدن بالضفة الغربية وقفات ومسيرات احتجاجية تنديدا بالعملية الإسرائيلية، وأعلن جيش الاحتلال رفع حالة التأهب على الحدود مع قطاع غزة.
 
ودانت الرئاسة الفلسطينية اقتحام المخيم، ووصفت ما وقع هناك "بالمجزرة"، مطالبة المجتمع الدولي بحماية الشعب الفلسطيني.
 
وأفادت الخارجية الفلسطينية بأنها استنفرت جميع سفاراتها في العالم لفضح جرائم الاحتلال، والمطالبة بتدخل دولي عاجل لوقف هذا العدوان.
 
كما توعدت الفصائل الفلسطينية الجيش الإسرائيلي عقب عملية جنين، وقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن جيش الاحتلال "لن يفلح في كسر إرادة الشعب الفلسطيني".
 
وقال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحماس إن الاحتلال سيدفع ثمن المجزرة التي نفذها في جنين ومخيمها، وإن رد المقاومة لن يتأخر.
 
من ناحيتها، أعلنت حركة الجهاد الإسلامي أن المقاومة مستعدة وجاهزة لمواجهة قادمة إذا استمر العدوان على الشعب الفلسطيني.
 
أما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فقالت إن جرائم الاحتلال لن تمر من دون عقاب، داعية قوى المقاومة لضرب مواقع الجيش الإسرائيلي.
 

ردود خارجية

وأعرب منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية سلام الشرق الأوسط تور وينسلاند عن "الانزعاج والقلق" لاستمرار "دوامة العنف" في الضفة المحتلة.
 
وقال -في تصريح مكتوب- "إنني منزعج وحزين بشدة لاستمرار دوامة العنف في الضفة الغربية المحتلة. إن مقتل 10 فلسطينيين اليوم -بينهم مسلحون وامرأة خلال عملية اعتقال إسرائيلية في جنين- مثال صارخ آخر".
 
وأضاف "منذ بداية هذا العام، ما زلنا نشهد مستويات عالية من العنف وغيرها من الاتجاهات السلبية التي ميزت عام 2022. من الأهمية بمكان الحد من التوترات على الفور ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح".
 
ونقل موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي عن دبلوماسي غربي أن المبعوث الأممي طالب المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين بتهدئة الوضع بالضفة الغربية.
 
كما دانت دولة قطر بأشد العبارات "العدوان الإسرائيلي الوحشي على مخيم جنين"، وعدّته "امتدادا لجرائم الاحتلال الشنيعة والمروعة بحق الشعب الفلسطيني الأعزل".
 
وأكدت الخارجية القطرية -في بيان صحفي- أن "الاحتلال الإسرائيلي أصبح مطمئنا أكثر من أي وقت مضى لعدم المساءلة والإفلات من العقاب، مما شجعه على ارتكاب مزيد من الجرائم والانتهاكات بحق أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق، وقتل المدنيين، ومن ضمنهم الأطفال والنساء والمسنّون، واستباحة المستشفيات والمرافق المدنية الحيوية".
 
كما حذرت الخارجية الأردنية من عواقب التصعيد الإسرائيلي الذي ينذر بدوامة عنف سيدفع ثمنها الجميع، وفق ما جاء في بيان الوزارة.
 
وأعربت الخارجية السعودية -في بيان لها- عن "إدانتها واستنكارها الشديدين" لاقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لمدينة جنين ومخيمها.
 
من جانبها، دعت مصر إلى الوقف الفوري لمثل "هذه الاعتداءات" الإسرائيلية على المدن الفلسطينية.
 
كما أعربت الخارجية التركية عن "قلقها العميق" إزاء التوتر المتصاعد، ووقوع خسائر في الأرواح بالضفة.
 

جولة بلينكن

وذكرت الخارجية الأميركية أن الوزير أنتوني بلينكن سيبدأ الأحد المقبل جولة تشمل إسرائيل والضفة الغربية ومصر.
 
وأضافت أن الوزير الأميركي سيؤكد في لقاءاته مع القادة الفلسطينيين والإسرائيليين الحاجة الملحة لتهدئة التوترات لوضع حد لدائرة العنف التي أودت بحياة العديد من الأبرياء، وفق تعبيرها.
 
وأضافت الوزارة أن بلينكن سيناقش أهمية الحفاظ على الوضع التاريخي القائم للأقصى.
 

وقفات ومسيرات

من ناحية أخرى، شهدت عدة مدن بالضفة وقفات ومسيرات احتجاجية، تنديدا بقتل جيش الاحتلال 10 فلسطينيين بمخيم جنين. ورفع المشاركون في وقفة نُظمت وسط مدينة نابلس (شمالي الضفة) الأعلام الفلسطينية، وهتفوا منددين بـ"جرائم" الاحتلال.
 
كما نظمت مسيرات ووقفات مماثلة في طوباس (شمال) وبيت لحم والخليل (جنوب).
 
وقد عمّ الإضراب العام مدن الضفة كافة، وأفاد شهود باندلاع مواجهات بين عشرات الفلسطينيين وقوات الاحتلال في مواقع متفرقة منها.
 
وكانت الصحة الفلسطينية قد أعلنت في وقت سابق اليوم استشهاد 10 فلسطينيين -بينهم سيدة مسنة- وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال عقب اقتحامها مدينة جنين ومخيمها.
 
وقال مدير مستشفى جنين الحكومي للجزيرة إن الوضع في المخيم سيئ للغاية، وإنه إذا ما استمر على ما هو عليه فستكون هناك كارثة.
 
ونقلت إذاعة جيش الاحتلال عن مصدر أمني أن الهدف من العملية في جنين اعتقال من وصفته بأنه "مطلوب كبير" ينتمي لحركة الجهاد الإسلامي.
 

تشييع وتنكيس للأعلام

ذكرت كتيبة جنين وكتائب شهداء الأقصى وكتائب القسام أن مقاتليها خاضوا اشتباكات مع قوات الاحتلال بالمخيم، كما نقلت مصادر خاصة للجزيرة أن حركة الجهاد أبلغت وسطاء بأن العدوان على جنين إذا لم يتوقف فإن الأوضاع مرشحة لكل الاحتمالات.
 
ومن ناحيته، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الحداد 3 أيام وتنكيس الأعلام على أرواح الشهداء الذين سقطوا في جنين. وبدأت القيادة الفلسطينية اجتماعا طارئا في رام الله لدراسة الوضع وكيفية التعامل معه.
 
وقد شيع سكان مخيم جنين القتلى الذي استشهدوا برصاص الاحتلال، وانطلق الأهالي في مسيرات غاضبة من مستشفى جنين إلى مقبرة المخيم يرددون هتافات منددة بالمجزرة الإسرائيلية.
 

(الجزيرة)

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر