"لن نتركها مهما كان الثمن".. أهالي "مَسافِر يطا" الفلسطينية يتمسكون بأرضهم ويواجهون خطر التهجير

[ خربة جنبا جنوب غربي مسافر يطا الفلسطينية ]

"لن نتركها مهما كان الثمن"، هكذا ردّ 1200 فلسطيني من منطقة مَسافِر يطا جنوبي مدينة الخليل (أقصى جنوبي الضفة الغربية المحتلة) على اعتزام سلطات الاحتلال الإسرائيلي ترحيلهم وهدم منازلهم.
 
وفي مواجهة آلة القمع الإسرائيلي، يتشبث فلسطينيو "مسافر يطا" ببيوتهم المصنوعة من صفيح وبالكهوف التي اتخذوها مأوى لهم؛ وبصبر وعزيمة، يؤكدون أن أي قوة لن تجعلهم يبتعدون عن أراضيهم.
 
وتقع هذه المنطقة، التي تضم تجمعا من 12 قرية فلسطينية، في مدينة "يطا" جنوبي الضفة الغربية، حيث يعاني سكانها من خطر التهجير القسري الدائم منذ عقود بسبب إقامة سلطة الاحتلال 10 مستوطنات وبؤر ومناطق "إطلاق نار (918)" للتدريب العسكري.
 

إخلاء وهدم

وفي تصريحات له اليوم الاثنين، قال رئيس المجلس المحلي لـ"مَسافِر يطا"، لوكالة الأناضول، إن الجيش الإسرائيلي أبلغ السكان المحليين باعتزامه هدم تجمعات فلسطينية مهددة بالإخلاء من دون تحديد وقت لذلك.
 
وأضاف يونس أن السكان تقدموا بطلب للإدارة المدنية (ذراع الحكومة الإسرائيلية في الأراضي المحتلة) لحراثة الأرض، وجاء في الرد أنه لا داعي للحراثة، لأنه سيتم خلال الأيام القادمة تنفيذ عملية إخلاء واسعة في المنطقة.
 
وفي الرابع من مايو/أيار الماضي، قضت المحكمة العليا الإسرائيلية بأنه ليست ثمّة عقبات قانونية تحول دون تنفيذ الخطط الرامية إلى طرد السكان الفلسطينيين من "مسافر يطا" لإتاحة المجال أمام إجراء التدريبات العسكرية.
 
وحيناه، أفاد المجلس النرويجي للاجئين بأن المحكمة العليا الإسرائيلية رفضت كل الالتماسات لمنع الترحيل القسري لنحو 1200 فلسطيني من "مَسافر يطا" التي أعلنتها إسرائيل منطقة عسكرية مغلقة.
 
 
العودة لحياة الكهوف

وحسب سكان "مسافر يطا"، فإنه لا يوجد لديهم مكان بديل، فقد ولدوا وترعرعوا في هذه المنطقة، وحلموا بمستقبل أفضل، فيه بيوت ومقومات عيش أساسية، لكن السلطات الإسرائيلية حولت حياتهم إلى جحيم، وجعلتهم يعيشون حتى اليوم حياة بدائية تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة.
 
وتقع منطقة "مسافر يطا" في مدينة يطا بين 14 و24 كيلومترا جنوب شرقي محافظة الخليل، وتعد ثاني أكبر مدنها سكانا ومساحة، ضمن مساحة 35 ألف كيلومتر مربع. وتقع التجمعات المهددة بالتهجير القسري جنوب شرقي "المسافر" على مساحة 32 ألف كيلومتر مربع.
 
وحسب فؤاد العمور، منسق لجنة الحماية والصمود، جنوبي الخليل (غير حكومية)، فإن السكان يعيشون حالة من الترقب والخوف على مصيرهم بعد القرار الإسرائيلي الأخير، وخاصة بعد تولي حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة الحكم في إسرائيل.
 
وبينّ، أن السكان لا يفكرون بالرحيل، وأملهم ألا يكونوا لاجئين في وطنهم، وتابع قائلا: "بدأنا نرى عددا كبيرا منهم أعاد تأهيل الكهوف للجوء إليها في حال هدم المساكن".
 
ووصف العمور القرار الإسرائيلي بأنه غير قانوني ويمثل جريمة حرب بحق السكان المدنيين عبر حرمانهم من العيش على أراضيهم.
 

انتهاكات وصمود

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، تفاعل الناشطون مع أهالي المنطقة ونشروا مقاطع فيديو تبيّن الانتهاكات الإسرائيلية بحقهم.
 
وقد نشر الفلسطيني محمود جمال مخامرة مقطع فيديو يوثّق ما عاناه خالد الجبارين، وهو من سكان خربة جنبا بمنطقة "مسافر يطا"، الذي أكد أنه من المستحيل مغادرة هذه المنطقة.
 
كما نشر الناشط نفسه قصصا أخرى من المنطقة ذاتها، وعلى موقع توتير شارك عدد من الناشطين تغريداتهم مرفقة بوسم #أنقذوا_مسافر_يطا.
 
 
(الجزيرة نت)

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر