روسيا تنسحب من اتفاق تصدير الحبوب وأوكرانيا تتوقع استمرار معركة خيرسون إلى نهاية نوفمبر

قالت روسيا -اليوم السبت- إنها أوقفت مشاركتها في اتفاق إسطنبول لتصدير الحبوب الأوكرانية بعد استهداف أسطولها في شبه جزيرة القرم بالمسيّرات، فيما قالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن استعادة مدينة خيرسون (جنوب) قد لا يتحقق قبل نهاية نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
 
ونقلت وكالة تاس للأنباء الروسية عن مصدر مطلع أن روسيا لم تبلغ تركيا بعد بتعليق مشاركتها في اتفاقية الحبوب التي وقّعتها روسيا وأوكرانيا في 22 يوليو/تموز الماضي، عقب وساطة من أنقرة والأمم المتحدة، وتنتهي صلاحيتها في 19 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
 
وجاء الموقف الروسي بعدما تصدت سفن حربية روسية اليوم لهجوم أوكراني بطائرات مسيّرة على خليج مدينة سيفاستوبول، كبرى مدن شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إليها عام 2014.
 
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن ما وصفته بالعمل الإرهابي الأوكراني ضد أسطول البحر الأسود تم الإعداد له بتوجيه من متخصصين بريطانيين، مشيرة إلى تعرّض كاسحة ألغام تابعة لأسطول البحر الأسود لأضرار طفيفة جراء هجوم بالمسيّرات في سيفاستوبول.
 
وأوضحت روسيا أن سفنها التي استُهدفت بمسيّرات في ميناء سيفاستوبول كانت مشاركة في تنفيذ اتفاق إسطنبول الخاص بتصدير الحبوب الأوكرانية، إذ كانت مهمة سفن أسطول البحر الأسود حماية أمن ممر الحبوب الأوكرانية.
 
وأفادت وزارة الدفاع الروسية بأن كاسحة الألغام "إيفان غولوبيتس" تعرضت لأضرار طفيفة جراء هجوم اليوم بطائرات مسيرة.
 

الأمم المتحدة

وعقب إعلان وقف مشاركتها في اتفاق إسطنبول، قالت الأمم المتحدة إن "من الضروري أن يمتنع الجميع عن أي إجراءات قد تهدد اتفاق الحبوب"، وأضاف متحدث باسم المنظمة "اتفاق الحبوب له تأثير إيجابي واضح على حصول الملايين في العالم على الغذاء".
 
وفي كييف، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن بلاده حذرت سابقا "من خطط روسيا لإفشال اتفاق تصدير الحبوب"، متهما موسكو باستخدام ذريعة كاذبة لإغلاق ممر الحبوب، ودعا جميع الدول لمطالبة روسيا بإعادة التزامها باتفاق تصدير الحبوب.
 
وفي سياق متصل، ذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن موسكو عازمة على طرح هجمات سيفاستوبول أمام مجلس الأمن الدولي، وقالت إنها تريد لفت انتباه المجتمع الدولي -وخصوصا مجلس الأمن- "إلى سلسلة الهجمات الإرهابية التي نفذت ضد روسيا في البحر الأسود، وفي بحر البلطيق، ويشمل ذلك ضلوع بريطانيا".
 
وتشكل شبه جزيرة القرم مقرا للأسطول الروسي في البحر الأسود، وقاعدة خلفية لوجستية للحرب الروسية على أوكرانيا، وقد استُهدفت منشآت عسكرية ومدنية في القرم مرات عدة في الأشهر الأخيرة.
 

نورد ستريم

وإلى جانب اتهامها لبريطانيا بالضلوع في هجمات سيفاستوبول، قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم أيضا إن لندن مسؤولة عن الانفجارات التي تسببت في تسرّبات في سبتمبر/ أيلول الماضي من خطي أنابيب الغاز نورد ستريم 1 و2 في بحر البلطيق اللذين بنيا لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا.
 
وقالت الوزارة إن الفريق نفسه من الخبراء العسكريين البريطانيين الذين خططوا وأداروا هجوم اليوم السبت بطائرات مسيرة أوكرانية على الأسطول الروسي في البحر الأسود، هو الذي شارك في التخطيط وتنفيذ التفجير على أنابيب نورد ستريم.
 
ولم يتأخر الرد البريطاني على الاتهام الروسي، إذ قالت وزارة الدفاع إن الأمر يتعلق بـ"ادعاءات خاطئة بهدف تحويل الانتباه عن التعامل الكارثي لروسيا مع الغزو غير القانوني لأوكرانيا"، وأضافت وزارة الدفاع البريطانية أن "القصة التي اختلقتها تكشف عن المزيد من البراهين التي تدين الحكومة الروسية وليس الغرب" في تفجيرات نورد ستريم.
 

معركة خيرسون

وقال رئيس المخابرات بوزارة الدفاع الأوكرانية كيريل بودانوف -اليوم السبت- إن قوات بلاده تحاول محاصرة خيرسون وعزل القوات الروسية، و"لكن تحرير المدينة قد لا يتحقق قبل نهاية نوفمبر/تشرين الثاني".
 
وأضاف بودانوف في حديث صحفي أن روسيا حشدت أكثر الوحدات تدريبا على القتال في خيرسون.
 
ومدينة خيرسون هي أول مدينة كبيرة سيطرت عليها القوات الروسية منذ بدء حربها على أوكرانيا، وهي مدينة إستراتيجية من الناحية العسكرية والاقتصادية، ومكنت موسكو من الربط بين شبه جزيرة القرم التي ضمتها وشواطئ بحر آزوف.
 
وأمام الأوكرانيين قرابة 6 أسابيع قبل أن يعوّق الصقيع أي تقدم إضافي، لكن الروس يتمسكون بمواقعهم.
 
وكان أوليكسي أريستوفيتش مستشار الرئيس الأوكراني، صرّح في وقت سابق هذا الأسبوع أن موسكو أرسلت تعزيزات جديدة، وتنشر حاليا 30 كتيبة تكتيكية حول خيرسون، تضم كل واحدة من هذه الوحدات المجهزة جيدا 800 جندي، وتسيطر على جزء معين من جبهة القتال.
 

تبادل أسرى

وقالت وزارة الدفاع الروسية -اليوم السبت- إن أوكرانيا سلّمت أكثر من 50 أسير حرب بعد محادثات.
 
وفي وقت سابق اليوم، قال دينيس بوشيلين رئيس جمهورية دونيتسك الانفصالية المدعومة من موسكو، إن هناك عملية جارية لتبادل الأسرى مع أوكرانيا.
 
 
كما نشر أندري يرماك رئيس مكتب الرئيس الأوكراني مقاطع فيديو لوصول جنود أوكرانيين إلى أراضيهم بعد عملية تبادل أسرى جرت اليوم مع القوات الروسية، وقال يرماك إنه خلال عملية تبادل للأسرى "تحرر 52 أوكرانيا، بينهم ضباط ومسعفون".
 
 
(وكالات)

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر