الاحتلال يحاصر آلاف الفلسطينيين بالقدس ومستوطنون يحرقون نسخا من القرآن الكريم

اندلعت مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الاثنين في مخيم شعفاط شمال شرقي القدس المحتلة، بينما أطلق مقاومون فلسطينيون النار باتجاه قوة إسرائيلية قرب مستوطنة "شافي شمرون" غربي مدينة نابلس شمال الضفة الغربية. 

واندلعت مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم شعفاط، وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال اقتحمت "ضاحية السلام" بالمخيم، ودهمت منازل مواطنين ومسجدا. 

واستخدم الجيش الإسرائيلي قنابل الغاز، والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الصوت، لتفريق الشبان الفلسطينيين؛ مما أسفر عن إصابة عدد منهم بحالات اختناق. 

وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي لليوم الثاني على التوالي حصار عشرات الآلاف من الفلسطينيين في عدد من البلدات في القدس الشرقية، مع إغلاق الحاجز المقام على مدخل مخيم شعفاط. 

وتقول شرطة الاحتلال إنها تواصل البحث عن فلسطيني تشتبه في أنه أطلق النار على عناصر من الجيش الإسرائيلي عند حاجز عسكري على مدخل المخيم. 

وأسفرت العملية عن مقتل مجندة في الشرطة العسكرية الإسرائيلية وإصابة عنصري أمن إسرائيليين. 

وأغلقت الشرطة الإسرائيلية الطرق المؤدية إلى مخيم شعفاط والأحياء الفلسطينية المجاورة، وهي عناتا وضاحية السلام ورأس خميس ورأس شحادة. 

وقال شهود عيان إن الشرطة الإسرائيلية تمنع الدخول أو الخروج من هذه المناطق، كما استنفرت قواتها بحثا عن منفذ العملية، إضافة إلى أن المدارس في الأحياء المذكورة أغلقت أبوابها. 

ويستخدم جيش الاحتلال الطائرات المروحية التي تحوم في أجواء الأحياء الفلسطينية، وأفادت تقارير بأن إسرائيل اعتقلت 15 فلسطينيا بالقدس عقب هجوم شعفاط. 

وشوهدت في مداخل الأحياء المغلقة عشرات السيارات لفلسطينيين لم يتمكنوا من العودة إلى منازلهم. 

وخلال اليومين الماضيين، قام متطوعون بتوزيع الطعام والمياه على العالقين. 

ومساء الأحد، أعلنت الشرطة الإسرائيلية -في تصريح مكتوب- "اعتقال 4 أشخاص مشتبه في ضلوعهم في عملية إطلاق النار، وتم تمديد اعتقالهم على ذمة التحقيق 8 أيام"، مضيفة أنها تواصل مطاردة منفذ عملية إطلاق النار بمشاركة قوات كبيرة من الشرطة وحرس الحدود وجهاز الأمن العام (شاباك) والجيش الإسرائيلي، وتساندهم مروحية وقوات خاصة. 
 

اشتباكات في نابلس

وفي الضفة الغربية، استهدف مقاومون فجر اليوم الاثنين قوة إسرائيلية قرب مستوطنة "شافي شمرون" غربي مدينة نابلس. 

وقال موقع كتائب عز الدين القسام التابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن المقاومين اشتبكوا بالسلاح مع قوات الاحتلال، قبل أن ينسحبوا بسلام من المكان (قرب المستوطنة). 

وذكرت مصادر محلية أن أصوات تبادل لإطلاق النيران سمعت فجراً قرب دوار دير شرف غربي نابلس. 

وفور الاشتباك، داهمت قوات الاحتلال المحلات التجارية بالمنطقة وصادرت تسجيلات كاميرات المراقبة، كما أغلقت حاجز "شافي شمرون" بالاتجاهين، وكذلك شارع دير شرف باتجاه طولكرم. 

وفي الخليل جنوب الضفة، شددت قوات الاحتلال إجراءاتها العسكرية في البلدة القديمة للمدينة، وأغلقت عددا من شوارعها. 

كما شددت إجراءاتها في محيط الحرم الإبراهيمي بالخليل، ونصبت الحواجز العسكرية المؤدية إلى أحياء البلدة القديمة. 

ومنعت قوات الاحتلال المواطنين ومركباتهم من المرور عبر الشوارع الرئيسية المؤدية إلى أحياء: واد النصارى، وواد الحصين، وحارة جابر. 
 

شهيد في جنين

وفي جنين شمال الضفة، قال مراسل الجزيرة نت عاطف دغلس إن الطفل محمود السمودي (12 عاما) من بلدة اليامون قرب المدينة، استشهد متأثرا بإصابته برصاص جيش الاحتلال خلال عمليته العسكرية في 28 سبتمبر/أيلول الماضي. 

وكانت مصادر مقربة من عائلة الشهيد السمودي قد أكدت للجزيرة نت خبر استشهاده، وقالت إنه كان يعاني من إصابة حرجة للغاية أدت لدخوله غرفة العناية المكثفة من اللحظات الأولى، حيث لم يستجب جسده للعلاج ليدخل بعد ذلك مرحلة "الموت السريري"، ويعلن عن استشهاده اليوم. 

وباستشهاده يحمل الطفل السمودي الرقم 41 من بين الأطفال الشهداء الفلسطينيين الذين وصل عددهم إلى 170 شهيدا منذ بداية العام الجاري، بينهم 51 في قطاع غزة و4 في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948.
 

إرهاب إسرائيلي

سياسيا، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية -اليوم الاثنين- إن ما يجرى في الأراضي الفلسطينية يمثل "إرهاب دولة منظما تتحمل إسرائيل وحدها مسؤوليته". 

وأضاف اشتية -خلال افتتاح الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء في مدينة رام الله- أنه يجب على المجتمع الدولي "تجريم اعتداءات الاحتلال، ومساءلة إسرائيل على جرائمها، ووضع عصابات المستوطنين على قوائم الإرهاب". 

وأشار اشتية إلى أن حوادث القتل بحق الفلسطينيين ترتفع وتيرتها وتتسع مساحتها مع اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية المقررة الشهر المقبل. 

واستشهد 4 فلسطينيين بينهم طفل برصاص الجيش الإسرائيلي يومي الجمعة والسبت الماضيين، خلال مواجهات ومداهمات في الضفة الغربية. 

وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية إن تعدد جرائم الاحتلال ومستوطنيه تفند مزاعمه بشأن أسباب التصعيد في الأوضاع، وتفضح زيف الحملات التضليلية والمواقف الإسرائيلية الرسمية التي تحاول تحميل الجانب الفلسطيني المسؤولية. 

واعتبرت الوزارة -في بيان- أن "ما يجري يعكس توزيعا واضحا للأدوار بين جيش الاحتلال والمستوطنين وعناصرهم الإرهابية، لفرض المزيد من عمليات الخنق والتنغيص على حياة الفلسطينيين". 
 

تمزيق نسخ من القران

مزّق مستوطنون إسرائيليون عددا من نسخ القرآن الكريم، وأضرموا النار فيها قبل أن يلقوها في حاويات قمامة، وفق ما نشرت مديرية أوقاف الخليل بالضفة الغربية. 

ونشرت المديرية في حسابها على فيسبوك، صورا لنسخة من القرآن الكريم، وقالت إن مستوطنين أحرقوها، مشيرة إلى أنها عثرت على نسخة المصحف خلال جولة قام بها مدير عام الأوقاف نضال الجعبري وعدد من المسؤولين على المساجد والأماكن الدينية التي تعرضت لاعتداءات المستوطنين. 

وقالت المديرية، إنها ستتخذ كافة الإجراءات اللازمة لفضح الممارسات التي وصفتها بـ"الإجرامية الاحتلالية، والتي تعبر عن الانحطاط الأخلاقي والقيمي لقطعان المستوطنين والاحتلال". 

بدوره، قال مدير أوقاف الخليل، نضال الجعبري، في تصريح صحفي لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن مستوطنين مزقوا وأحرقوا عددا من المصاحف وألقوها في القمامة بمحاذاة مسجد قيطون، قرب الحرم الإبراهيمي الشريف في البلدة القديمة وسط الخليل. 

وأوضح الجعبري، أنه جرى العثور على 7 نسخ من القرآن الكريم ممزقة وملقاة في القمامة وإحداها محروقة بشكل جزئي، مشيرا إلى أن الاعتداء على المساجد يأتي بعد سلسلة من الاعتداءات التي نفذها المستوطنون بحق الحرم الإبراهيمي والمنازل المحيطة به. 
 

اعتداءات وانتهاكات

ووفق مديرية الأوقاف الفلسطينية، فإن المستوطنين نفذوا اعتداءاتهم بحماية من قوات الاحتلال، على زاوية الشيخ كنفوش وعدد من الأملاك الوقفية، وسرقوا محتوياتها قبل إغلاقها أمام المسلمين. 

وتمنع قوات الاحتلال الفلسطينيين من الدخول إلى الساحات المحيطة بالحرم الإبراهيمي في الخليل، باستثناء أيام قليلة خلال السنة، في حين يسمح للمستوطنين بدخولها كافة أيام السنة. 

وأثارت هذه الممارسات موجة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث استنكرت كل التعليقات "الأفعال الدنيئة تجاه المسلمين" وفق وصفها، ورأى عدد من أصحاب تلك التعليقات أن المحتل انتهك كل الحرمات. 
 

ردود واستنكار

وقال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني ياسر الزعاترة "المستوطنون يمزقون ويحرقون نسخا من القرآن الكريم، قرب المسجد الإبراهيمي في الخليل. هم يدركون أن معضلتهم الكبرى، تكمن في هذا القرآن العظيم. ما دامت آياته تتلى، فلن يقر لهم هنا في هذه الأرض قرار. هزيمتهم هي وعد الله، وهي منطق التاريخ والواقع في آن". 

وغرّد الكاتب الفلسطيني إبراهيم المدهون قائلا "إحراق المستوطنين نسخا من القرآن الكريم قرب مسجد في البلدة القديمة بالخليل يكشف وجههم الحاقد الذي لا يراعي إلا ولا ذمة، وأن عداءهم ليس مع فلسطين فقط وإنما مع كل المسلمين في العالم. هذا الانتهاك يتطلب رد فعل واسع من الأمة العربية وعلمائها والدول الإسلامية. إلا كتاب الله". 

وقبل 10 أيام أثارت إقامة مستوطنين حفلات راقصة داخل المسجد الإبراهيمي في الخليل، غضبا واسعا عبر الفضاء الرقمي بين النشطاء الفلسطينيين والعرب. 

وانتشر فيديو لمستوطنين يتراقصون ويتمايلون داخل المسجد الإبراهيمي، بشكل واسع على شبكات التواصل، مما أدى إلى إثارة حفيظة النشطاء، واصفين المشاهد بـ "المخزية". 
 

المصدر: الجزيرة + وكالات 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر