قوات الاحتلال تهدم مبنى سكني بالقدس وتشرد العشرات والفصائل الفلسطينية تحذر

[ الإحتلال يهدم منزل عائلة الرجبي المؤلف من عدة طوابق في القدس المحتلة ]

هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلية اليوم الثلاثاء عمارة سكنية لعائلة الرجبي في بلدة سلوان جنوب القدس المحتلة بدعوى البناء من دون ترخيص، مما تسبب في تشريد أكثر من 30 فردا، في وقت طالبت فيه السلطة الفلسطينية بفرض عقوبات على إسرائيل. 

وحاصرت فرق البلدية وقوات كبيرة من شرطة الاحتلال المبنى المكون من 3 طوابق والمملوك لعائلة الرجبي، قبل هدمه باستخدام جرافة كبيرة. 

وقال شهود عيان إن الشرطة الإسرائيلية أخلت عائلة الرجبي بالقوة من منزلها في حي عين اللوزة في سلوان والذي أقيم قبل نحو 8 سنوات، وإنها لم تُمكّن أفراد العائلة -وعددهم نحو 40 شخصا معظمهم نساء وأطفال- من إخراج الأثاث من المنزل. 

وذكروا أن عناصر شرطة الاحتلال اعتدوا بالضرب على أفراد العائلة لإجبارهم على الخروج من البناية. 
 

وتوقف أفراد العائلة على بعد مسافة قريبة وهم ينظرون إلى جرافة إسرائيلية تهدم المنزل، وهم يهتفون بالتكبير وبالشعارات المناهضة للاحتلال، في حين أجهشت نسوة بالبكاء. 
 

وكانت البناية تضم 5 شقق سكنية قبل هدمها، مما ترك أفراد العائلة من دون مأوى، في وقت لم تُعقّب فيه البلدية أو الشرطة الإسرائيلية رسميا على الهدم. 
 

إدانة ومطالبة بفرض عقوبات

من جهتها أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية عملية الهدم، وطالبت بفرض عقوبات على إسرائيل لإجبارها على وقف انتهاكاتها. وقالت الوزارة في بيان إنها تُدين بأشد العبارات الجريمة البشعة والنكراء التي ارتكبتها قوات الاحتلال، واعتبرتها جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية. 
 

وطالبت المجتمع الدولي بـ"فرض أشد العقوبات على دولة الاحتلال لإجبارها على وقف انتهاكها وعدوانها (..) والانصياع لإرادة السلام الدولية". 
 

وكانت البلدية الإسرائيلية قد فرضت غرامة مالية على العائلة، قبل أن تبلغها رسميا العام الماضي بقرار الهدم. 
 

وتقع البناية وسط عشرات من المساكن الفلسطينية الأخرى المهددة بالهدم في سلوان بداعي البناء غير المرخص. 
 

وتواجه عشرات العائلات في أحياء سلوان -بينها عين اللوزة والبستان ووادي ياصول- إنذارات إسرائيلية بهدم منازلها، في حين تواجه عشرات العائلات في حي بطن الهوى قرارات بإخلاء منازلها لصالح مستوطنين إسرائيليين. 
 

وكان عشرات من المستوطنين قد تمكنوا خلال السنوات الماضية من وضع اليد على العديد من العقارات الفلسطينية في بلدة سلوان الواقعة إلى الجنوب من المسجد الأقصى.
 

ويقول الفلسطينيون ومؤسسات حقوقية فلسطينية وإسرائيلية ودولية إن السلطات الإسرائيلية تُقيّد البناء الفلسطيني في مدينة القدس الشرقية، في وقت تُوسّع فيه المستوطنات على أراضي المدينة. 
 

اعتقالات وإصابات

وفي نابلس، أصيب عدد من الفلسطينيين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، كما أصيب عشرات آخرون بحالات اختناق بالغاز المدمع خلال مواجهات اندلعت في منطقة قبر يوسف شرقي المدينة. 
 

وكان عشرات الشبان قد خرجوا للتصدي لقوات الاحتلال التي اقتحمت المنطقة الشرقية من مدينة نابلس لحماية مستوطنين متطرفين توجهوا إلى منطقة قبر يوسف لأداء طقوس تلمودية.
 

وفي الأثناء اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الثلاثاء 8 فلسطينيين في أنحاء متفرقة من مدن الضفة الغربية. 
 

وطالت الاعتقالات مواطنين اثنين من بلدة رمانة غرب مدينة جنين، في حين توزعت باقي الاعتقالات على مدن رام الله وطولكرم وبيت لحم ونابلس. وجرى نقل المعتقلين إلى مراكز التحقيق بتهم ضلوعهم في أعمال مقاومة الاحتلال. 
 

وضع المسجد الأقصى 

من جهة أخرى، قال أوفير غندلمان المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه لم يطرأ أي تغيير على الوضع القائم في المسجد الأقصى، حيث يتم صون السيادة الإسرائيلية عليه. 
 

وأكد في تغريدة على تويتر أن إسرائيل تتخذ كل القرارات المتعلقة بالأقصى من دون الاهتمام بضغوط تمارسها عليها جهات أجنبية أو سياسية. 
 

وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية لم تستجب لطلب بزيادة ملاكات الأوقاف الإسلامية في المسجد الأقصى، قدمه الأردن قبل شهر ونصف الشهر. 
 

وأشار إلى أن السلطات أقصت 6 أشخاص من حراس الأوقاف المؤيدين لحركة المقاومة الفلسطينية (حماس)، وفي المقابل وافقت على تعيين 12 شخصا جديدا من موظفي الأوقاف، في إطار الأملاك القائمة من دون زيادة عددها. 
 

وأكد مصدر في وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية بالقدس أنّ مسؤولية وصلاحية تعيين الحراس والموظفين تعود للوزارة بالتنسيق مع دائرة الأوقاف الإسلامية، وأن الوزارة لا تقبل المشاركة أو الإملاء من أي جهة كانت، بما فيها حكومة الاحتلال الإسرائيلي. 
 

وقال إن الوزارة عينّت أكثر من 70 حارسا منذ عام 2016، إلا أنّ ما وصفها بإجراءات التعسف والغطرسة، وقيود الشرطة الإسرائيلية، تشكل حائلا دون التحاق الحراس والموظفين بأعمالهم. 
 

تحذير من الفصائل

من جانبها، حذرت فصائل المقاومة الفلسطينية الاحتلال الإسرائيلي من ارتكاب أي حماقة بحق المسجد الأقصى وقادة المقاومة الفلسطينية. 
 

وفي مؤتمر صحفي، قال القيادي في حركة حماس إسماعيل رضوان إن الإقدام على استهداف أي من قادة المقاومة سيفتح على الاحتلال أبواب جهنم، وتتعدى ارتداداته حدود فلسطين. 
 

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أمس الاثنين بدء مناورات شاملة تحت اسم "عربات النار"، تستمر شهرا، وتشارك فيها أذرع الجيش كافة، وتشمل الجنود النظاميين والاحتياط. وكانت المناورات قد أرجئت العام الماضي بسبب اندلاع الحرب على قطاع غزة.
 

وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إن هدف المناورات رفع جهوزية الجيش، وتأهيله لخوض معركة طويلة الأمد. وأضاف أن رئيس الأركان أفيف كوخافي حدّد الأهداف المطلوبة من المناورات، وهي تعزيز الجهوزية للحرب على الصعيدين الهجومي والدفاعي، واستخلاص العبر من الحرب الأخيرة على قطاع غزة في مايو/أيار الماضي. 
 

وبالتوازي مع المناورات، يتواصل الجدل في إسرائيل بشأن مسألة اغتيال رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار بوصفه المسؤول الأول والأخير عن التحريض على تنفيذ عمليات في قلب المدن الإسرائيلية، على حد تعبير وسائل الإعلام العبرية. 
 

وتستغل المعارضة الموقف لاتهام حكومة بينيت بالتقصير والشلل في التعامل مع ما تسميه إرهابا، في حين تنصح مؤسسة الجيش والأجهزة الأمنية الحكومة بعدم الانجرار وراء دعوات اغتيال السنوار؛ لأن ذلك من شأنه تقويته وجر إسرائيل إلى الحرب. 



(الجزيرة)

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر