بعد تهديد الفصائل الفلسطينية.. الإحتلال يقرر إغلاق الأقصى أمام اليهود حتى نهاية رمضان

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن القيادة السياسية والأمنية الإسرائيلية قررت إغلاق المسجد الأقصى أمام دخول اليهود اعتبارا من يوم الجمعة المقبل حتى نهاية شهر رمضان، في حين عقد مجلس الأمن جلسة مغلقة لبحث التطورات في القدس. 

وأفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن القرار جاء بعد مشاورات أجراها رئيس الحكومة نفتالي بينيت على خلفية احتدام التوتر وفي محاولة لنزع فتيل الانفجار.

وبحسب القرار، فلن يسمح بدخول اليهود في الفترات الزمنية التي خصصتها لهم السلطات الإسرائيلية على مدار أيام الأسبوع من الأحد حتى الخميس، علما أنه محظور عليهم دينيا الدخول في أيام الجمعة والسبت.
 

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن الشرطة الإسرائيلية استدعت مسؤولي مسيرة الأعلام وأبلغتهم رفضها تأمين المسيرة بعد تهديد حركة المقاومة الإسلامية (حماس).


الفصائل ترفع مستوى حالة الاستنفار

وبالمقابل، قالت مصادر مطلعة للجزيرة إن الفصائل الفلسطينية اتفقت خلال اجتماع لها في غزة مساء اليوم، على رفع مستوى حالة الاستنفار في اليومين القادمين فيما تبقى من أيام عيد الفصح اليهودي. 

وحذرت فصائل المقاومة من دعوات جماعات المستوطنين لمسيرة الأعلام، مؤكدة أن يدها على ستكون على الزناد. 

وقال المصدر للجزيرة إن أجواء الاجتماع كانت غاضبة بسبب إجراءات الاحتلال في المسجد الاقصى والمسجد الإبراهيمي. وأشار أن الفصائل يمكن أن تذهب نحو خطوات تصعيدية لإفشال مخطط التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الاقصى والمسجد الإبراهيمي. 

وقد نشرت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس مشاهد قالت أنها للتصدي للطيران الإسرائيلي بصواريخ أرض جو، خلال ما وصفته بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة فجر الثلاثاء. 

وفي وقت سابق هدد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، بتوجيه ضربات قوية لما وصفها بمنظمات الإرهاب في غزة إذا استمر إطلاق النار والتحريض، حسب تعبيره. 

وقال غانتس إن الجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية متأهبة للتعامل مع كل طارئ وكل سيناريو، والحفاظ على حرية العبادة في القدس، حسب تعبيره. 
 

جلسة مجلس الأمن

وفي الأثناء، عقد مجلس الأمن الدولي جلسة مشاورات مغلقة لبحث الوضع في القدس بطلب من دولة فلسطين العضو الدائم في الأمم المتحدة، في حين شهدت الضفة مواجهات مع قوات الاحتلال وسط استمرار التصعيد في القدس. 

وخلال الجلسة المغلقة لمجلس الأمن، دعا مندوب فلسطين السفير رياض منصور مجلس الأمن لتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني من العدوان الإسرائيلي، مؤكدا وجود موقف موحد خلال الجلسة المغلقة لمجلس الأمن إزاء العدوان الإسرائيلي. 

وفي وقت سابق، قال منصور إن فلسطين طلبت من الإمارات -الممثل العربي في مجلس الأمن- أن يتم بحث الاعتداءات والاقتحامات المستمرة للأقصى، إضافة إلى توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، خاصة في الأماكن المخصصة للعبادة، إضافة إلى احترام الوضع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى ولمدينة القدس. 

ودعت 5 دول أوروبية بمجلس الأمن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى وقف الاستفزازات بالأماكن المقدسة بالقدس وممارسة أقصى درجات ضبط النفس. 

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها المنسق السياسي للبعثة الدائمة لإيرلندا لدى الأمم المتحدة مارتن غالاغر، عقب انتهاء جلسة مشاورات مغلقة لمجلس الأمن حول التوترات الحالية في القدس، دعت إليها الصين وفرنسا وأيرلندا والنرويج والإمارات. 

وأوضح، غالاغر، للصحفيين أنه سيتحدث بالنيابة عن كل من فرنسا وإستونيا والنرويج وألبانيا، فضلا عن بلاده، وأن هذه الدول تعرب عن القلق العميق من تصاعد التوترات بالقدس وتدعو للتهدئة والوقف الفوري للاستفزازات بالأماكن المقدسة بالقدس وممارسة أقصى درجات ضبط النفس. 

وأضاف كما تدين جميع أعمال الإرهاب ونشدد على الحاجة إلى استعادة الأفق السياسي لعملية سلام ذات مصداقية (بين الفلسطينيين والإسرائيليين). 
 

اقتحامات

واقتحمت مجموعات من المستوطنين المتطرفين -صباح اليوم الثلاثاء- باحات المسجد الأقصى في القدس والمسجد الإبراهيمي في الخليل تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، كما أصيب 72 فلسطينيا في مواجهات مع قوات الاحتلال في قرية برقة (شمالي نابلس)، بينهم 35 إصابة على الأقل جراء الاختناق بقنابل الغاز، حسب الهلال الأحمر الفلسطيني. 

وكانت مجموعات يهودية متطرفة دعت للتوجه إلى جبل القبيبات حيث مستوطنة "حومش" التي تم اخلاؤها من المستوطنين بقرار قضائي عام 2005. 

وأظهرت صور لكاميرا الجزيرة حافلات وهي تنقل مستوطنين إلى المستوطنة، التي تسعى جماعات يهودية متطرفة لاستعادتها. 

وكان مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس -وهو من سكان قرية بُرقة- أكد تمركز قوات الاحتلال عند المدخل الرئيسي للقرية، وأنها أغلقت مداخلها بالسواتر الترابية تمهيدا للسماح للمستوطنين بالتوجه إلى مستوطنة "حومش". 

ودعت هيئة مقاومة الجدار ومؤسسات قرية برقة السكانَ للمشاركة اليوم في التصدي للمستوطنين وخططهم للعودة إلى المستوطنة المقامة على أراضي القرية. 

وفي بيت لحم، اقتحمت قوة تابعة للجيش الإسرائيلي مخيم الدهيشة وبلدة حوسان فجر اليوم، واعتقلت عددا من الفلسطينيين. 

واقتحمت مجموعات من المستوطنين باحات المسجد الأقصى صباح اليوم تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، وذلك لليوم الثالث على التوالي. 

ونقلت وسائل إعلام فلسطينية أن قوات الاحتلال أجبرت الفلسطينيين على إخلاء المسجد. ونددت الحكومة الفلسطينية وفصائل المقاومة ودول عربية وإسلامية بالاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى، كما بثت منصات فلسطينية مقاطع مصورة تظهر مرابطات فلسطينيات يواجهن في باحات المسجد الأقصى قوات الاحتلال والمستوطنين بالدعاء والتكبيرات خلال عملية الاقتحام صباح اليوم. 

ودعا رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني الشيخ رائد صلاح القائمة الموحدة (الذراع السياسية للحركة الإسلامية الجنوبية) إلى الانسحاب الفوري من الحكومة الإسرائيلية. 

وكان الشيخ رائد صلاح وصل إلى المسجد الأقصى عقب اقتحامات نفذها المستوطنون صباح اليوم بحماية مكثفة من شرطة الاحتلال. 

وقالت مراسلة الجزيرة إن مجلس الأوقاف الإسلامي اجتمع مع وفد من الداخل الفلسطيني بحضور الشيخ رائد صلاح ومحمد بركة رئيس لجنة المتابعة والنائب أحمد سعدي عن القائمة العربية المشتركة. 

إغلاق المسجد الإبراهيمي

وفي الخليل، تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي إغلاق المسجد الإبراهيمي في المدينة أمام الفلسطينيين لليوم الثاني على التوالي، والسماح لعشرات اليهود بأداء طقوسهم الدينية في ساحاته بحجة الأعياد اليهودية. 

وشددت قوات الاحتلال الإسرائيلية إجراءاتها العسكرية داخل البلدة القديمة في مدينة الخليل (جنوبي الضفة الغربية)، وأغلقت عددا من الشوارع والمداخل المؤدية إلى الحرم الإبراهيمي الشريف. 

وقالت وزارة الأوقاف الإسلامية في الخليل إن سلطات الاحتلال أغلقت الحرم نهائيا أمام الفلسطينيين يومي الاثنين والثلاثاء، ومنعت رفع الأذان عبر مكبراته، وسمحت للمستوطنين باستخدام الجزء الخاص بالمسلمين لأداء طقوس دينية والاحتفال داخله بالعيد. 

من جانبها، قالت حركة حماس -في بيان- إن إغلاق سلطات الاحتلال المسجد الإبراهيمي يعدّ انتهاكا خطيرا للمقدسات واستفزازا لمشاعر المسلمين. 

ودعت الحركة أهالي الضفة الغربية إلى الاستنفار والاحتشاد لوقف انتهاكات الاحتلال في حق المسجد الإبراهيمي.
 

الموقف الأميركي

وفي السياق، قالت وزارة الخارجية الأميركية -في بيان اليوم الثلاثاء- إن الوزير أنتوني بلينكن بحث هاتفيا مع نظيره الأردني أيمن الصفدي التوترات المتزايدة وأعمال العنف الأخيرة في إسرائيل والضفة الغربية. 

وأضافت أن الطرفين ناقشا أهمية عمل الإسرائيليين والفلسطينيين على إنهاء دوامة العنف بالامتناع عن الأعمال والخطابات التي تزيد تصعيد التوتر. 

وشدد بلينكن -وفق الوزارة- على أهمية الحفاظ على الوضع التاريخي الراهن في الحرم الشريف و"جبل الهيكل". 

وأكد بلينكن تقدير واشنطن لدور الأردن كوصي على الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس، كما جدد التزام واشنطن بالاستقرار في المنطقة ودعم حل الدولتين. 

وقال مراسل الجزيرة إن وفدا أميركيا سيزور هذا الأسبوع إسرائيل والأراضي الفلسطينية والأردن ومصر لإجراء محادثات تهدئة. 

من جهة أخرى، قالت وزارة الخارجية الإماراتية إن وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي ريم بنت إبراهيم الهاشمي استدعت السفير الإسرائيلي لدى الإمارات، وأبلغته احتجاج بلادها واستنكارها الشديدين للأحداث التي تشهدها القدس والمسجد الأقصى من اعتداءات على المدنيين واقتحامات للأماكن المقدسة التي أسفرت عن إصابة عدد من المدنيين.
 

(الجزيرة) 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر