عقوبات أمريكية وأوروبية إضافية على روسيا مع استبعاد حظر الغاز والنفط

مزيد من العقوبات فرضتها الولايات المتحدة وأوروبا على الاقتصاد الروسي الأربعاء، لكن الطرفين لا يزالان عاجزين عن الاستغناء عن مصادر الطاقة الروسية تماماً في الوقت الحاضر.
 
فقد حذرت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين الأربعاء، من أن عقوبات تفرض حظراً كاملاً على صادرات النفط الروسي من المرجح أن ينتج عنها "زيادة مفرطة" في الأسعار العالمية ستلحق ضرراً بالولايات المتحدة وحلفائها.
 
وأبلغت يلين لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب أنها تأمل بأن تتمكن شركات النفط في الولايات المتحدة ودول أخرى من زيادة الإنتاج في الأشهر الستة القادمة، مدفوعة بإغراء الأسعار الأعلى، وهو ما قد يسمح بفرض قيود أكثر صرامة على النفط الروسي.
 
كما قالت إن الولايات المتحدة لن تشارك في "عدد من الاجتماعات" الخاصة بأكبر الاقتصادات العالمية في مجموعة العشرين في حالة حضور روسيا، وذلك بسبب غزوها لأوكرانيا.
 
وأضافت: "أوضح الرئيس بايدن، وأنا أتفق معه بالتأكيد، أنه لا يمكن أن يستمر العمل كالمعتاد بالنسبة لروسيا في أي من المؤسسات المالية. لقد طلب استبعاد روسيا من مجموعة العشرين، وأوضحت لزملائي في إندونيسيا أننا لن نشارك في عدد من الاجتماعات في حالة حضور الروس".
 
وفي سياق متصل، قال رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي إن وقف واردات الغاز من روسيا ليس موضع بحث على مستوى الاتحاد الأوروبي، لكن إذا تم التوصل إلى توافق حول هذه المسألة، فإن إيطاليا ستمضي في ذلك عن طيب خاطر.
 
وقال للصحافيين في مؤتمر صحافي اليوم، إن "حظر الغاز ليس مطروحاً بعد ولا أعرف ما إذا كان سيتم طرحه في أي وقت"، مضيفاً أنه إذا تم تعليق تدفقات الغاز من موسكو فلا يزال لدى إيطاليا احتياطيات لتغطية احتياجاتها حتى أواخر أكتوبر/تشرين الأول.
 
وتعتمد إيطاليا بشكل كبير على روسيا في إمدادات الغاز، لكن دراغي قال إنه في حالة الإجماع على مستوى الاتحاد الأوروبي بشأن وقف واردات الغاز "سنكون سعداء تماماً للامتثال".

 
أعضاء وكالة الطاقة يضخون 120 مليون برميل

هذا وقالت وكالة الطاقة الدولية اليوم، إن دولها الأعضاء وافقت على إطلاق 120 مليون برميل من النفط، سيأتي نصفها من الولايات المتحدة، في مسعى لتهدئة أسعار الخام بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
 
وقال فاتح بيرول المديري التنفيذي للوكالة في تغريدة إن الوكالة تمضي قدماً في سحب جماعي من مخزونات النفط قدره 120 مليون برميل، بما يشمل 60 مليون برميل تساهم بها الولايات المتحدة في إطار سحبها الإجمالي من احتياطيها البترولي الاستراتيجي.
 
وأضاف قائلاً "سيجري الإعلان قريباً عن المزيد من التفاصيل بشأن المساهمات على وجه التحديد".
 
 
أدنى مخزون للنفط الأميركي منذ عام 2002

من جهتها، قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية في تقرير أسبوعي اليوم الأربعاء، إن مخزون النفط الخام في الاحتياطي البترولي الاستراتيجي هبط بمقدار 3.7 ملايين برميل على مدار الأسبوع الماضي إلى 564.6 مليون برميل، وهو أدنى مستوى منذ أبريل/ نيسان 2002.
 
وذكرت الوكالة الحكومية أيضاً إن الولايات المتحدة لم تستورد أي كميات من النفط من روسيا الأسبوع الماضي للمرة الأولى منذ الأسبوع المنتهي في 25 فبراير/شباط.
 
وقالت إدارة معلومات الطاقة أيضاً إن إنتاج النفط الأميركي واصل الارتفاع لثاني أسبوع على التوالي، بأن زاد بمقدار 100 ألف برميل يومياً الأسبوع الماضي إلى 11.8 مليون برميل يومياً، وهو أعلى مستوى منذ ديسمبر/كانون الأول 2021.
 

المجر مستعدة لدفع ثمن الغاز الروسي بالروبل

واستجابة لقرار موسكو، أعلن رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان الأربعاء، أن بلاده مستعدّة للدفع لروسيا بالروبل مقابل واردات الغاز إذا لزم الأمر، ما يضع المجر في خلاف مع نظرائها في الاتحاد الأوروبي الذين استبعدوا القيام بذلك.
 
وقال أوربان لصحافيين في مؤتمر صحافي في بودابست "ليس هناك أي صعوبة بالنسبة لنا للدفع للغاز بالروبل، فإذا كان هذا ما يطلبه الروس، سندفع بالروبل".
 
روسيا تسدد بالروبل قرضاً دولارياً للمرة الأولى
وأعلنت روسيا، اليوم، أنها سددت قروضاً أجنبية لسندات مقومة بالدولار، بعملتها المحلية الروبل، وذلك للمرة الأولى. وذكرت وزارة المالية، في بيان، أنها سددت بالروبل قروضاً أجنبية لسندات مقومة بالدولار، بعدما رفض مصرف أميركي إتمام أوامر الدفع بالعملة الأميركية.
 
وأضافت أن هذه الخطوة تأتي في إطار التزام موسكو بالوفاء بتعهداتها المالية على الرغم من العقوبات الغربية، لتتجنب بذلك التخلف عن سداد ديونها السيادية في ظل العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
 
وأشار البيان إلى أنه تم سداد مبلغ بقيمة 649.2 مليون دولار لمقرضين أجانب بالعملة الروسية، مضيفاً أن "روسيا لأول مرة سددت سندات يوروبوند (دولية) روسيا-2022 وروسيا-2042 لحامليها الأجانب بالروبل بعد أن رفض بنك أجنبي تنفيذ أوامر بالعملة الأجنبية". وأوضحت الوزارة أن عملية السداد تمت يوم الإثنين الفائت.
 
 
بريطانيا تجمّد أصول أكبر مصرف روسي

وفي جديد التضييق على الاقتصاد الروسي، جمّدت بريطانيا أصول سبيربنك، أكبر بنك في روسيا، اليوم الأربعاء، وقالت إنها ستوقف جميع واردات الفحم الروسي بنهاية 2022، وذلك في إطار جولة جديدة من العقوبات بالتنسيق مع الحلفاء الغربيين بهدف "تجويع آلة بوتين للحرب".
 
ولفتت إلى أن العقوبات شملت أيضا 8 من رجال الأعمال المقربين من الكرملين والذين يعملون في صناعات مثل الأسمدة والنفط والغاز والشاحنات والألماس.
 
وقررت بريطانيا أيضا وقف الاستثمار الخارجي في روسيا والذي تجاوز 11 مليار جنيه إسترليني (14.4 مليار دولار) في عام 2020، وكذلك حظر تصدير المعدات الأساسية لتكرير النفط والمحفزات.
 
وتأتي العقوبات الجديدة، وهي الحزمة الخامسة التي تفرضها بريطانيا منذ بدء الأزمة، في أعقاب تقارير عن هجمات على المدنيين. وتضمن ذلك ظهور صور مروعة من مدينة بوتشا الأوكرانية.
 
وقالت بريطانيا إن تجميد أصول مصرف سبيربنك تم بالتنسيق مع الولايات المتحدة التي أعلنت فرض عقوبات كاملة على البنك اليوم الأربعاء، في حين اقترحت المفوضية الأوروبية حظراً على الفحم الروسي.
 

عقوبات واشنطن تستهدف مصرفين روسيين وأعضاء من "النخبة"

على خط مواز، استهدفت الولايات المتحدة بنكين روسيين والنخبة الروسية اليوم الأربعاء، بحزمة جديدة من العقوبات تشمل منع أي أميركي من الاستثمار في روسيا، وذلك بعد أن اتهمت واشنطن وكييف موسكو بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا.
 
وصرح مسؤول أميركي كبير للصحافيين بأن العقوبات الجديدة ستفرض حظرا كاملا على مصرفي سبيربنك الروسي، الذي يمتلك ثلث إجمالي الأصول المصرفية في روسيا، وألفا بنك. وقال المسؤول إن معاملات الطاقة مستثناة من هذه العقوبات.
 
وأوضح المسؤول أن الولايات المتحدة فرضت أيضا عقوبات على ابنتي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين البالغتين وزوجة وابنة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وأعضاء مجلس الأمن الروسي. وقال المسؤول إنه يُحظر على الأميركيين الاستثمار في روسيا، بما في ذلك من خلال رأس المال الاستثماري أو الاندماج.
 
وأضاف المسؤول أن الولايات المتحدة "تصعد بشكل كبير" من الصدمة المالية لروسيا من خلال عزلها لأكبر البنوك في ذلك البلد، مشيراً إلى إن الروس قد يُجبرون على العودة إلى مستويات المعيشة على النمط السوفياتي في فترة الثمانينيات من القرن الماضي.
 
كما أعلنت وزارة العدل الأميركية اليوم الأربعاء عن إجراءات إنفاذ جديدة لوقف وملاحقة الأنشطة الإجرامية الروسية.


(العربي الجديد)

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر