عثر على جثثهن في مغارة.. جريمة مروعة بحق ثلاث فتيات ووالدتهن تهزّ لبنان

جريمة مروعة كان مسرحها بلدة أنصار جنوبي، راح ضحيتها والدة وفتياتها الثلاث إحداهن قاصر، فبعد اختفائهن منذ الثاني من الشهر الحالي ضجت وسائل الإعلام في الأمس بخبر مقتلهن، قبل أن يعثر اليوم على جثثهن داخل مغارة، بعدما اعترف المشتبه به الأول بما اقترفه.
 
هي مجزرة بكل ما للكلمة من معنى دفعت ثمنها الوالدة باسمة عباس (طليقة مختار البلدة زكريا صفاوي) وبناتها منال وريما وتالا صفاوي، أما المتهم فهو أحد أبناء البلدة ويدعى حسين فياض (36 عاما) حيث كما قال رئيس بلدية أنصار صلاح عاصي "كان يحب إحدى الفتيات وينوي الارتباط بها، لذلك كان يتردد على منزلهن حيث يسكنّ مع والدتهن".
 
وأضاف في حديث لموقع "الحرة" "في ذلك اليوم قصد بيتهن ليخرجن معه في سيارته قبل أن يختفين، ما دفع والدهن في اليوم التالي إلى إبلاغ القوى الأمنية، وعلى أثر ذلك تم التحقيق مع حسين مرتين من قبل النائب العام الاستئنافي في النبطية غادة أبو علوان كونه آخر من شاهدهن، ليخلي سبيله بعدها ويبقى أقربائهن بانتظار خبر يطمئنهم عنهن".
 
لكن للأسف كما قال عاصي "كابوس خسارتهن أصبح حقيقة مع العثور صباح اليوم على جثتين عند مدخل مغارة تقع في منطقة نائية بين بلدتي أنصار والزرارية، وبعدها بساعات عثر على الجثتين الأخرتين، حيث تنتظر العائلة الآن تقرير الطبيب الشرعي لتحديد هويتهن".
 
بعد إطلاق سراح حسين تابعت مخابرات الجيش اللبناني، بحسب عاصي، القضية "وقبل يومين ألقت القبض عليه بعد عودته من سوريا، ليعترف بمكان وجود الضحايا، واليوم توجهت سيارات الإسعاف إلى المكان، كما عملت وحدات من الأدلة الجنائية ومخابرات الجيش على الكشف عن الضحايا".
 
ولفت عاصي إلى أن "حسين كان في أفريقيا قبل أن يعود إلى لبنان وهو من عائلة ميسورة، والداه من خيرة الناس، وكذلك شقيقه الذي يمتلك محلا لبيع الهواتف النقالة، كما أن لديه شقيق آخر متزوج ومقيم في أفريقيا"، مشددا "لا نعرف حتى اللحظة دوافع المجزرة التي ارتكبها والتي لا مبرر إطلاقا لها".
 
وفي تصريحات صحفية لوالد الضحايا اتهم القضاء بالتقصير في متابعة القضية قائلا "في اليوم التالي لفقدانهن أي في الثالث من الشهر الجاري تقدمت ببلاغ إلى مخفر الدوير قبل أن انتقل إلى النيابة العامة"، مشددا "إلى الآن لم يتم الكشف على شقة وسيارة المتهم، على الرغم من مطالبتي بذلك، التحقيق انصب على أن طليقتي تزوجت وأخذت بناتي، ومن يحبهن أكثر أنا أو هي، على الرغم من أن جوازات سفرهن وأموالهن في المنزل" مما ينفي فرضية الهروب.
 
وعما تداوله البعض من أن خلف الجريمة عملية بيع أعضاء بشرية قال الوالد المفجوع "مجرد أكاذيب".
 
لم يمر على لبنان بحسب ما اعتبر عاصي مثل هكذا جريمة، محملا الدولة مسؤولية الجرائم التي ترتكب "بعدما أصبحت شريعة غاب هي السائدة، فعندما يرتكب مجرم جريمة من دون أن يحاسب سنصل إلى ما وصلنا إليه" مشددا ومكررا الآية القرآنية "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب".
 
وتابع عاصي "بكل برودة أعصاب ارتكب الشاب الجريمة فيما خسر والد عائلته ودولتنا غائبة، وها نحن ننتظر التفاصيل التي ستظهر عن التحقيق الذي تتابعه مخابرات الجيش بعدما حوّلت الموقوف إلى فرع مخابرات الجنوب في صيدا".
 
وعما تم تداوله من أن شابا يحمل الجنسية السورية شارك في الجريمة أجاب عاصي "كل الروايات التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام غير مؤكدة".
 
لم تقتصر المجزرة التي ارتكبها حسين على قتل الفتيات الثلاث ووالدتهن بل كما قال عاصي "قتل بطريقة غير مباشرة والديه، فقد علمت في الأمس أن والدته دخلت إلى المستشفى بعد سماعها الخبر، ووالده في حال يرثى له، أما شقيقه فيبدو من الصدمة وكأنه لم ينم منذ 50 عاماً".
 
وكانت عائلة فيّاض عبّرت عن استنكارها الشديد "للجريمة النكراء التي تعرضت لها عائلة الصديق والحبيب وابن بلدتنا المختار زكريا صفاوي"، معلنة أنه في حال اتضح أي مسؤولية على المدعو حسين جميل فيّاض تبرّؤها بالكامل منه ومطالبتها السلطات القضائية بإنزال أشد العقوبات في حقه.
 
 
(الحرة)

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر