أمريكا تحذر الصين من مساعدة روسيا والرئيس الأوكراني يجدد مطلبه بفرض منطقة حظر طيران

[ GETTY IMAGES ]

حذرت الولايات المتحدة بكين من مغبة تقديم مساعدات لروسيا في مواجهة العقوبات المفروضة عليها من جراء اجتياح أوكرانيا.
 
ونقلت وسائل إعلام متعددة عن مسؤولين أمريكيين، دون تسميتهم، القول إن روسيا قد طلبت من الصين تزويدها بمساعدات عسكرية بعد بدء الاجتياح.
 
وردت الصين باتهام واشنطن بالعمل على استهدافها "بسوء نية" على صعيد الأزمة الأوكرانية.
 
وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية تشاو ليجيان، إن الولايات المتحدة "عكفت على نشر معلومات تستهدف الصين على صعيد القضية الأوكرانية، تحدوها في ذلك نوايا خبيثة".
 
وبسؤاله عما إذا كانت الصين قد تلقت طلبا روسيا بالمساعدة، قال تشاو إنها "أخبار زائفة"، لكن دون أن ينكرها بشكل مباشر.
 
وقال المسؤول الصيني إن موقف بلاده كان ثابتا منذ البداية في لعب دور بنّاء في تعزيز الحوار.
 
وكانت تقارير إعلامية أفادت بأن روسيا طلبت مساعدات عسكرية واقتصادية من الصين.
 
ولم تردّ الخارجية الصينية بشكل مباشر على ما تناقلته وسائل إعلام عديدة، لكن السفارة الصينية في واشنطن أوضحت أنها لا تعرف شيئا عن هذا الطلب الذي تناولته التقارير.
 
وقالت صحيفة الفاينانشيال تايمز إن موسكو تريد من بكين تزويدها بإمدادات عسكرية لاستخدامها في أوكرانيا.
 
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين، لم تكشف عن هويتهم، القول إن روسيا طلبت معدات صينية منذ بداية الغزو. ورفض المسؤولون تحديد نوع المعدات التي تسعى روسيا للحصول عليها.
 
وأضاف التقرير أن هناك مؤشرات على أن الصين ربما تتأهب للمساعدة.
 
كما نقلت صحيفة النيويورك تايمز عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن موسكو طلبت أيضا مساعدات اقتصادية للتخفيف من تأثير العقوبات.
 
وفي مقابلة مع شبكة سي إن إن الأمريكية، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إن الروس كانوا "يتواصلون بشكل مباشر وخاص مع بكين حول كيفية تفادي تبعات عقوبات واسعة النطاق مؤكدة، أو كيفية دعم روسيا في التصدي لذلك".
 
وأضاف: "لن نسمح بالمضي قدما في هذه (المحاولات) والسماح بوجود شريان حياة لروسيا للتغلب على هذه العقوبات الاقتصادية من جانب أي دولة وفي أي مكان في العالم".
 
وتابع سوليفان بالقول إن الولايات المتحدة تعتقد أن الصينيين كانوا على علم بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان "يخطط لشيء" قبل بداية الاجتياح.
 
واستدرك المسؤول الأمريكي قائلا إن بكين "ربما لم تكن تقف على مدى الاجتياح الروسي ... إذ من الممكن جدا أن يكون بوتين كذب عليهم بالطريقة نفسها التي كذب بها على الأوروبيين وغيرهم".
 
ويأتي ذلك قبل لقاء مرتقب بين مسؤولين أمريكيين وصينيين في العاصمة الإيطالية روما.
 
وسعت الصين حتى الآن إلى تصوير نفسها على أنها محايدة إزاء الصراع الروسي الأوكراني. وتمتنع الصين عن إدانة الاجتياح الروسي، قائلة إن "مخاوف موسكو الأمنية المشروعة" ينبغي أن تؤخذ بجدية.
 
وعند التصويت في الأمم المتحدة على إدانة الاجتياح الروسي في وقت سابق من الشهر الجاري، كانت الصين بين 35 دولة امتنعت عن التصويت.
 
غير أن بكين في الوقت ذاته عبّرت عن "دعم ثابت" لسيادة أوكرانيا. كما دعت إلى السلام، قائلة إنها على استعداد للعمل من أجل إنهاء الحرب عبر مسالك الدبلوماسية. وحثت دول عديدة الصين على فعل المزيد لوقف الاجتياح الروسي.
 
ومن المقرر اليوم الاثنين أن يلتقي جيك سوليفان في العاصمة الإيطالية يانغ جيتشي، عضو لجنة البوليتبورو البارزة في صناعة القرار الصيني ورئيس اللجنة المركزية للشؤون الخارجية الصينية.
 
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤول أمريكي القول إن سوليفان سيتطرق خلال اللقاء إلى الحديث بشكل مفصل عن تبعات مساعدة روسيا على الصينيين، والعزل الذي قد تواجهه بلادهم من جراء ذلك.
 

"حرب خارج السيطرة"

وردا على سؤال حول التقارير الإعلامية التي تفيد بأن روسيا طلبت مساعدات عسكرية من الصين، قال المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن إن بكين تركز على "عدم خروج الحرب في أوكرانيا عن السيطرة".
 
ونقلت رويترز عن المتحدث باسم السفارة، ليو بينغيو، قوله إن "الوضع في أوكرانيا مثير للقلق بالفعل".
 
وأضاف أن "الأولوية القصوى الآن هي منع تصعيد الموقف المتوتر أو حتى خروجه عن السيطرة".
 
ولدى سؤاله عن التقارير الصحفية بشأن طلب روسيا أسلحة من الصين، قال المتحدث إنه "لم يسمع بذلك قط".
 
دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تساعد أوكرانيا، والصين تساعد روسيا؛ إذا كانت الأمور تجري على هذا النحو، فستترتب على الحرب في أوكرانيا تبعات أكثر وأكثر.
 
البيت الأبيض قرر الإعلان عن زعمه الخاص بمساعدات الصين لروسيا قبيل لقاء مرتقب بين كبير مستشاري الرئيس بايدن ودبلوماسي صيني بارز - فيما يبدو خطوة تكتيكية للضغط على الصين حتى تضطر إلى الإقرار بالأمر أو إنكاره.
 
أما الهدف الأكبر فهو محاولة دفع الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى مراجعة موقفه بخصوص العلاقة مع موسكو التي وُصفت الأسبوع الماضي بأنها "في صلابة الصخور".
 
ولا ننسى هنا لقاء الزعيمين الروسي والصيني قبل أسابيع معدودة في افتتاحية دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، وإعلانهما عن تحالف جديد "لا تحدّه حدود". وقد يتضمن هذا التحالف مساعدات عسكرية.


"حظر طيران"

ومع استمرار الهجمات الروسية في أوكرانيا، حث الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، حلف شمال الأطلسي (ناتو) مجددا على فرض منطقة حظر طيران فوق بلاده. وحذر من أنه بخلاف ذلك ستكون مسألة وقت فقط قبل أن تستهدف روسيا الدول الأعضاء في الحلف.
 
وتحدث الرئيس بعد هجوم صاروخي روسي على قاعدة أوكرانية بالقرب من الحدود البولندية، خلف خمسة وثلاثين قتيلاً.
 
وأضاف زيلينسكي أنه تحدث إلى رئيس المجلس الأوروبي، تشارلز ميشيل، وأن آمال أوكرانيا في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي "أصبحت حقيقة".
 
ووصف زيلينسكي المفاوضات المستمرة بين الوفود الأوكرانية والروسية بأنها معقدة وصعبة، ولكنها ضرورية للسلام والأمن.
 
وقال إن المسؤولين الأوكرانيين يهدفون إلى ضمان محادثات سلام مباشرة بين زعماء البلدين - وهو اجتماع قال إنه متأكد من أن الناس ينتظرونه.
 
ومن المقرر إجراء مزيد من المحادثات اليوم الاثنين.
 
وأمس الأحد، قالت أوكرانيا إن الروس توقفوا عن إصدار الإنذارات، وتحدث الروس أيضًا عن إحراز تقدم كبير.
 
وعلى الصعيد الميداني، قال الجيش الأوكراني إنه مع استمرار القوات الروسية في هجومها، فقد نقلت الاحتياطيات الاستراتيجية نحو حدود أوكرانيا.
 
وتقول النشرة الأخيرة الصادرة عن هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن روسيا تستعد أيضًا لإعادة تجميع القوات، واستئناف العمليات الهجومية على مدن خاركيف وسومي والضواحي الشرقية للعاصمة كييف.
 
وأضافت أن الأحد شهد هجمات جوية استراتيجية على بلدات أومان وستاريتشي وإيفانو فرانكيفسك. وقالت إن إطلاق الصواريخ من الأراضي البيلاروسية مستمر.
 

(بي بي سي)

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر