مجلس الأمن يفشل بإدانة الغزو الروسي والرئيس الأوكراني يقول: مصيرنا سيتحدد هذه الليلة

استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الجمعة 25 فبراير/شباط 2022، كان من شأنه أن يعبر عن الأسف لغزو موسكو لأوكرانيا، في حين امتنعت الصين عن التصويت، في خطوة تعتبرها الدول الغربية انتصاراً لإظهار عزلة روسيا على الصعيد الدولي.
 
فقد امتنعت الإمارات والهند أيضاً عن التصويت على النص الذي صاغته الولايات المتحدة، فيما صوَّت الأعضاء الآخرون بمجلس الأمن وعددهم 11 لصالح مشروع القرار.
 
وحق النقض المعروف بـ "الفيتو" هو حق الاعتراض على أي قرار يقدم لمجلس الأمن دون إبداء أسباب، ويمنح للأعضاء الخمس دائمي العضوية في مجلس الأمن، روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة.
 
في غضون ذلك، أعرب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية مارتن غريفيث، الجمعة، عن قلقه "إزاء التداعيات الإنسانية الناجمة عن التصعيد الحالي في أوكرانيا على حياة المدنيين، في ظل القصف الذي تتعرض له مراكز مدنية بأنحاء البلاد".
 
إذ قال في مؤتمر صحفي، بمقر الأمم المتحدة في نيويورك: "هناك تقارير مزعجة بشأن عمليات تنقُّل كبيرة لنساء وأطفال ورجال يبحثون عن المأوى، وأعتقد أنه من الصحيح أن نقول إن مئات آلاف الناس يتنقلون داخل أوكرانيا وإلى خارجها بينما أتحدث إليكم الآن".
 
كما أشار غريفيث إلى عدم وجود تقارير مؤكدة بشأن أرقام الضحايا وتضرر البنية التحتية.
 
المتحدث ذاته أكد "التزام الأمم المتحدة والعاملين الإنسانيين بتقديم المساعدة وتوسعة وجودهم في أوكرانيا (..) لن نترك هذا البلد وسوف نساعد الناس في كل أرجائه".
 
وتابع: "تمثل مسألة تأمين موظفينا الإنسانيين أولوية لنا، وحالياً نقوم بعملية نقل لهم داخل أوكرانيا، ولا توجد لدينا أي خطط حالياً لنقلهم إلى خارجها".
 
غريفيث كشف عن اعتزام الأمم المتحدة إطلاق نداء إنساني خلال اليومين المقبلين لصالح أوكرانيا، مضيفاً: "نتطلع إلى سخاء الدول الأعضاء لتلبية هذا النداء".
 
وانضمت الولايات المتحدة إلى الدول الأوروبية في فرض عقوبات على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ضمن جملة أخرى من العقوبات على روسيا التي بدأت الخميس حربها على أوكرانيا، وسط احتدام المعارك في مناطق مختلفة منها، واقترابها من العاصمة كييف التي أعلنت موافقتها على إجراء مفاوضات مع روسيا.
 

كييف في خطر

حذّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ليل الجمعة-السبت من أنّ القوات الروسية ستحاول هذه الليلة الاستيلاء على كييف حيث تدور معارك ضارية.

وقال زيلينسكي في رسالة مصوّرة نشرها الموقع الإلكتروني للرئاسة "يجب أن أقولها بصراحة تامة: هذه الليلة ستكون أصعب مما كان عليه النهار. العديد من مدن بلادنا يتعرّض للهجوم". وأضاف "اهتمام خاص بكييف... لا يمكننا أن نخسر العاصمة".


وتابع "أتوجّه إلى المدافعين عنّا، رجالاً ونساءً في جميع الجبهات: الليلة، سيستخدم العدو كلّ قواته لسحق دفاعاتنا بأكثر الطرق خسّة وقسوة ولا إنسانية. هذه الليلة سيحاولون الاستيلاء" على كييف.

وأعلن الرئيس الأوكراني أنّه تحدث خلال النهار مع العديد من كبار القادة الغربيين، بمن فيهم الرئيسان الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس.

وقال "اتّفقنا على مزيد من المساعدات، ومزيد من الدعم، على دعم كبير لبلادنا". وشدّد زيلينسكي على أنّ "هدفنا الرئيسي هو إنهاء هذه المذبحة".

ودوت صافرات الإنذار مساء الجمعة في العاصمة الأوكرانية كييف جراء قصف روسي، كما هزت خمسة انفجارات العاصمة الأوكرانية، سمع دويها قرب محطة للطاقة شمال المدينة، حسب ما أفاد رئيس بلدية كييف.

وقال كييف فيتالي كليتشكو، إن توقيت الانفجارات كان متقاربا مابين ثلاث إلى خمس دقائق، مشيرا إلى أن الجسور في المدينة وضعت تحت حماية وسيطرة خاصة مع اقتراب القوات الروسية، في حين أقيمت نقاط تفتيش عند المداخل الرئيسية وقرب المواقع الاستراتيجية بالمدينة.

أكد مسؤولون أوكرانيون أن الجيش بدأ مرحلة الدفاع عن العاصمة كييف في اليوم الثاني من الغزو الروسي لبلادهم، حيث دارت اشتباكات في شمال العاصمة، وأعلنت القوات الروسية السيطرة على مطار إستراتيجي وإنزال مظليين في المنطقة.
 
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها سيطرت على مطار غوستوميل الإستراتيجي الواقع على مشارف العاصمة الأوكرانية من الجهة الشمالية الغربية، وأضافت أنها أنزلت مظليين في المنطقة، وتمكنت من عزل كييف من الجهة الغربية.
 
وأمس الجمعة، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن كييف وموسكو تناقشان المكان والموعد لإجراء محادثات ثنائية من أجل وقف إطلاق النار، بعد 3 أيام من شنّ روسيا هجوما عسكريا واسعا على أوكرانيا.
 
 وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال إن بلاده لن تتحاور مع أوكرانيا حتى يستسلم جيشها، بينما فشل مجلس الأمن الدولي في إقرار مشروع قرار أميركي يدين الهجوم الروسي على أوكرانيا.
 
وقال السكرتير الصحفي باسم الرئيس الأوكراني إن بلاده "كانت وما زالت مستعدة للمحادثات من أجل وقف إطلاق النار وتحقيق السلام"، ونفى المتحدث نفسه ما ورد من تصريحات عن رفض كييف التفاوض.
 
وشدد المسؤول الأوكراني على أن كييف وافقت على اقتراح روسيا بشأن المفاوضات، مضيفا أنه "كلما بدأت المفاوضات مبكرا زادت فرص استئناف الحياة الطبيعي".
 
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، قالت في وقت سابق أمس الجمعة إن كييف تراجعت عن استعدادها السابق لإجراء مفاوضات مع روسيا لإنهاء الحرب الدائرة.
 
(وكالات)

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر