ماقبل الحرب..

مناورات أوكرانية ودعوات للحزم مع روسيا وواشنطن ترسل عشرات الأطنان من الأسلحة

تشهد الجبهة الأوكرانية الروسية تطورات متسارعة على وقع التوتر المتصاعد بين الغرب وروسيا مع استمرار الأزمة الأكرانية، في ظل تحشيد عسكري متبادل وتحركات سياسية لتجنب الحرب.
 
ويواصل الجيش الأوكراني لليوم الثاني إجراء مناورات عسكرية في الكلية العسكرية قرب العاصمة كييف تستمر 4 أيام، سيتدرب فيها جنود من الوحدات الخاصة على تفعيل منظومة صاروخية بريطانية مضادة للدروع وصلت ضمن المساعدات الأخيرة إلى أوكرانيا.
 
وتأتي تلك المناورات من جانب الجيش الأوكراني لاختبار جاهزية جنوده لمواجهة أي تصعيد عسكري محتمل مع روسيا بسبب الأزمة في إقليم دونباس.
 
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" (Wall Street Journal) إن الانتشار العسكري الروسي في محيط أوكرانيا يمنح موسكو مجموعة من الخيارات العسكرية.
 
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين ومحللين روس أن هذه الخيارات تشمل القدرة على شن هجوم واسع النطاق والاستيلاء على الأراضي الأوكرانية، فضلا عن تعزيز قدرات القوات الانفصالية الأوكرانية الموالية لروسيا، وصولا إلى الضغط السياسي على حكومة كييف لتقويضها وتنصيب نظام موال للكرملين.
 
في غضون ذلك، قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنكوف إن شحنة أسلحة أميركية رابعة وصلت إلى كييف تضم 81 طنا من الأسلحة والذخائر.
 
وأشار ريزنكوف، في مساءلة أمام البرلمان، إلى أن بلاده تنتظر مزيدا من الطائرات المحملة بالأسلحة في الأيام المقبلة.
 
وأوضح أن حجم الدعم والمساعدات العسكرية يبعث على التفاؤل، وأنه أكثر بكثير مما ينشر في وسائل الإعلام. وأضاف ريزنكوف أن كميات الأسلحة المضادة للدبابات التي أصبحت بحوزة الجيش الأوكراني تفوق بكثير عدد الأهداف المحتملة.
 
كما أعلن الجيش الأوكراني أنه أجرى تدريبات على تشغيل منظومة صواريخ مضادة للدبابات أرسلتها بريطانيا قبل أيام.
 
وقال مدير الأكاديمية العسكرية في كييف، بافلو تكاتشوك، إن التدريبات نُفّذت بإشراف مدربين بريطانيين وتركزت على خصائص هذه الأسلحة المتطورة وتقنيتها.
 

إمدادات دم روسية

من ناحية أخرى، نفت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني قول 3 مسؤولين أميركيين إن روسيا نقلت إمدادت دم ومواد طبية أخرى إلى قواتها المحتشدة بالقرب من حدود أوكرانيا، في حين يرى الأميركيون أنه مؤشر آخر جديد على اتساع الاستعدادات العسكرية الروسية لتنفيذ هجوم عسكري إذا قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ذلك.
 
 
وقالت المسؤولة العسكرية الأوكرانية على فيسبوك اليوم السبت "هذه المعلومات غير صحيحة". مثل هذه "الأخبار" هي أحد عناصر الحرب الإعلامية والنفسية. الغرض من مثل هذه المعلومات هو نشر الفزع والخوف في مجتمعنا".
 
وكان الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي قد انتقد أمس الجمعة ما وصفه بأنه "إحساس في الخارج" بأن حربا بدأت بالفعل ضد أوكرانيا، وقال للصحفيين في كييف "لسنا بحاجة إلى هذا الفزع".
 
وجاء تعليق نائبة وزير الدفاع الأوكرانية بعد أن قال 3 مسؤولين أميركيين لرويترز إن الحشد العسكري الروسي بالقرب من حدود أوكرانيا اتسع ليشمل إمدادت الدم إلى جانب مواد طبية أخرى تسمح بعلاج المصابين وذلك في مؤشر آخر جديد على الاستعدادات العسكرية الروسية.
 
ويقول مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون إن مؤشرات مهمة، مثل إمدادات الدم، أساسية في تحديد مدى استعداد موسكو لتنفيذ غزو إذا قرر بوتين ذلك.
 
 
ويضيف الكشف عن إمدادات الدم من جانب المسؤولين الأميركيين -الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم- بعدا إلى التحذيرات الأميركية المتنامية من أن روسيا يمكن أن تكون في طور الاستعداد لغزو جديد لأوكرانيا، في الوقت الذي تحشد فيه أكثر من 100 ألف جندي بالقرب من حدودها.
 
ميدانيا، أعلن انفصاليون موالون لروسيا في إقليم دونباس إصابة مدني بجروح جراء تعرضه لنيران قناص من الجيش الأوكراني في بلدة ألكسندروفكا (جنوب غربي دونيتسك)، كما أعلنوا تسجيل 4 خروق لوقف إطلاق النار على الجبهات وسقوط قذائف على بلدات عدة.
 

دعوات لليقظة والحزم مع روسيا

وقد دعت السلطات الأوكرانية الدول الغربية اليوم السبت إلى إظهار "يقظة وحزم" في مفاوضاتها مع روسيا المتهمة بحشد قوات على الحدود بهدف تنفيذ اجتياح.
 
وتنفي موسكو أي نية للقيام بذلك، لكنها تطالب بضمانات أمنية بينها عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي. ورغم رفض الولايات المتحدة هذا الأمر في رد مكتوب إلى موسكو هذا الأسبوع، فإن القنوات الدبلوماسية ما زالت مفتوحة.
 
وفي مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان، شدد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا "على أهمية التحلي باليقظة والحزم في الاتصالات مع روسيا"، حسب بيان للخارجية.
 
ودعا كوليبا إلى "إعطاء الأولوية لتسوية سياسية ودبلوماسية" للأزمة بين روسيا والغرب في شأن أوكرانيا على وقع توتر متصاعد.
 
وفي السياق ذاته، دعت رئيسة وزراء إستونيا كايا كالاس الدول الأوروبية والولايات المتحدة إلى "الحذر الشديد"، وعدم تقديم تنازلات لروسيا، معتبرة أن موسكو وحدها قادرة على نزع فتيل التوتر.
 
وأكدت كالاس أنها تجري محادثات لتعزيز وجود الحلف الأطلسي في بلدها كرادع، علمًا أن إستونيا تستضيف كتيبة متعددة الجنسيات من قوات الناتو.
 
ورأت الزعيمة الإستونية، التي وصلت إلى السلطة في 2021 بعدما كانت نائبة في البرلمان الأوروبي، أن روسيا المتهمة بأنها تعتزم غزو أوكرانيا تمارس نهجًا سوفياتيًّا يعتمد على توجيه الإنذارات على أمل الحصول على تنازلات من الدول الغربية.
 
ونشرت روسيا نحو 100 ألف عسكري عند الحدود الأوكرانية في الأسابيع الماضية، مطالبة بعدم ضم كييف إلى الحلف، وانسحاب قوات الناتو من دول مثل إستونيا انضمت إلى الحلف بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.
 
وقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية نقل 12 منظومة صاروخية مضادة للطائرات من طراز"بانتسير-إس" إلى بيلاروسيا للمشاركة في تدريبات عسكرية مشتركة بين البلدين في العاشر من فبراير/شباط المقبل. وأكدت الوزارة استكمال إعادة نشر قوات ومنظومات دفاع جوي في بيلاروسيا في إطار تدريبات مرتقبة.
 
 
دعوات لتضامن أوروبي بشأن الأزمة

وضمن المواقف الأوروبية أيضا، طلب رئيسا وزراء المجر وبولندا وحلفاؤهما من اليمين المتطّرف الأوروبي إظهار تضامن إزاء الأزمة الأوكرانية، في إعلان رفضت مرشّحة اليمين المتطرّف الفرنسي للانتخابات الرئاسية مارين لوبان توقيعه.
 
وورد في جزء من الإعلان الختامي، عقب لقاء بين أحزاب اليمين المتطرّف الأوروبية وتلك السيادية، الذي قرأه المتحدث باسم حزب "فوكس" الإسباني خورخيه بوشاذي، "إن تحركات روسيا العسكرية على حدود أوروبا الشرقية أوصلتنا إلى شفير الحرب".
 
وتابع "إن التضامن والإصرار والتعاون في مجال الدفاع بين دول أوروبا أمور أساسية في مواجهة تهديدات مماثلة"، منددا بـ"عدم فعالية دبلوماسية الاتحاد الأوروبي".
 
ورفضت مرشّحة حزب التجمّع الوطني للانتخابات الرئاسية في فرنسا مارين لوبان توقيع الإعلان، وقالت "نحن لا نتشارك الموقف نفسه بشأن الملف الأوكراني".
 
 
وكان الوضع في أوكرانيا أحد المواضيع الأساسية التي ركّز عليها الاجتماع الذي شارك فيه رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان ونظيره البولندي ماتيوس مورافيتسكي.
 

مئات الجنود الفرنسيين إلى رومانيا

وفي سياق المواقف والتحركات الأوروبية، أعلنت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي السبت أن فرنسا تنوي إرسال "مئات" من الجنود إلى رومانيا في إطار نشر محتمل لقوات من حلف شمال الأطلسي.
 
وقالت بارلي لـ"إذاعة فرانس إنتر" إن "هذا هو السبب الذي دفعني إلى الذهاب إلى رومانيا الخميس. تحدثنا طبعًا مع شركائنا الرومانيين عن هذه المسألة"، وذلك بعد أن أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 19 يناير/كانون الثاني "استعداد" فرنسا للمشاركة في "مهمّات جديدة"، "خصوصًا في رومانيا".
 
ورأت بارلي أن رومانيا المحاذية لأوكرانيا والمطلة على البحر الأسود -الذي يعدّ "منطقة توتّر شديد" لأن روسيا وأوكرانيا "تطلّان" أيضًا عليه- تقع "في بؤرة التوترات"، وتجب "طمأنتها".
 
ومن جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان اليوم السبت إنه سيزور أوكرانيا مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك يومي السابع والثامن من فبراير/شباط.
 
وأضاف أنه طمأن وزير الشؤون الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أن فرنسا متفقة تماما مع شركائها على ضرورة إيجاد سبل لتهدئة الأزمة في أوكرانيا.
 

العقوبات الأميركية على روسيا

من جهة أخرى، قال مسؤول في البيت الأبيض إن إدارة الرئيس جون بايدن تعتزم تجنيب المواطنين الروس وطأة أي قيود على الصادرات الأميركية إلى بلادهم إذا غزت روسيا أوكرانيا، وستركز على استهداف القطاعات الصناعية.
 
وفي تصريحات منفصلة أمس الجمعة، ذكر مسؤول تجاري كبير أن "شخصيات مهمة" ستواجه أيضا "عقوبات واسعة".
 
وتقلل هذه التصريحات نطاق أي قيود محتملة على الواردات إلى روسيا التي قيل من قبل إنها تؤثر سلبا على الاقتصاد الروسي، إذ تسبب ضررا للقطاعات الصناعية ومنتجات التكنولوجيا الاستهلاكية مثل الهواتف الذكية.
 
وقال مسؤول الأمن القومي بالبيت الأبيض، بيتر هاريل، في كلمة عبر الإنترنت من مركز ماساتشوستس للصادرات يوم الخميس، "نعتزم اتخاذ إجراءات نعتقد أنها ستخفض القدرات الصناعية الروسية وطاقة الإنتاج الصناعي مع الوقت من دون أن تشمل الأفراد من المستهلكين الروس العاديين".
 

(الجزيرة نت)

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر