وسط تواصل الاحتجاجات.. قتيل في الخرطوم وبايدن يدعو العسكر لإعادة الحكومة المدنية

بينما تستمر الاحتجاجات في السودان ضد إجراءات الجيش، دعا الرئيس الأميركي جو بايدن القادة العسكريين هناك لإعادة الحكومة الانتقالية المدنية والإفراج عن جميع المعتقلين، مكررا النداء نفسه الذي أطلقه مجلس الأمن اليوم حين أعرب عن قلقه الشديد حيال "استيلاء العسكريين على السلطة".
 
وقال بايدن اليوم الخميس في بيان إن الأحداث الأخيرة في السودان "انتكاسة خطيرة"، وأكد أن بلاده ستواصل الوقوف إلى جانب الشعب السوداني ونضاله السلمي لتحقيق أهداف الثورة.
 
وتابع "تعجبني شجاعة شعب السودان في السعي لإسماع صوته واتخاذ خطوات للتحول إلى بلد ديمقراطي".
 
وقال إنه يجب السماح للشعب السوداني بالاحتجاج السلمي، ودعا القادة العسكريين إلى إعادة مؤسسات الحكومة الانتقالية والإفراج عن جميع المعتقلين فورا، ورأى أنه "يمكن لجميع الأطراف في السودان استعادة رؤية مشتركة لاستكمال انتقال البلاد نحو الديمقراطية".
 
من جهته، أصدر مجلس الأمن الدولي بيانا بإجماع أعضائه يعرب فيه عن قلقه الشديد بشأن استيلاء الجيش على السلطة في السودان.
 
وطالب المجلس، في بيانه الصادر اليوم الخميس، بإعادة إرساء حكومة انتقالية بقيادة المدنيين على أساس الوثيقة الدستورية، كما دعا للإفراج الفوري عن جميع المعتقلين.
 
وكانت مصادر دبلوماسية في مجلس الأمن قالت للجزيرة قبل ساعات إن بريطانيا وزعت مسودة ثالثة لمشروع بيانها بشأن السودان، يعبر عن قلق المجلس حيال استيلاء الجيش على السلطة، عوضا عن إدانته وفق المسودتين السابقتين.
 
وجاءت الخطوة البريطانية بعد أن أثارت روسيا اعتراضات على تضمين بيان المجلس أي إدانة لإجراءات الجيش السوداني.
 
من جهة أخرى، قال فولكر بيرتس المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان إنه التقى قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان أمس، وعبر له عن قلقه البالغ بشأن المحتجزين منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ودعا للإفراج الفوري عن جميع المعتقلين السياسيين.
 
وطلب بيرتس أيضا التواصل الفوري مع المحتجزين، وحث البرهان على وقف "التصعيد" مشددا على مسؤولية الجيش والأجهزة الأمنية لضمان احترام الحق في الاحتجاج السلمي وحماية المحتجين.
 
 
ودعاه كذلك إلى فتح حوار مع رئيس الوزراء المعزول عبد الله حمدوك وغيره من أصحاب المصلحة، وعرض المشاركة بمساعيه لتسهيل التوصل إلى تسوية سياسية من أجل استعادة الشراكة الانتقالية.
 
وقد اعتقل الجيش الاثنين الماضي حمدوك وعددا من الوزراء والقادة الحزبيين، وأعلن قائده البرهان حل مجلسي السيادة والوزراء، وتعهد بتشكيل حكومة كفاءات مستقلة.
 
كما أعلن البرهان حالة الطوارئ وإقالة الولاة، وتخلى عن بعض بنود الوثيقة الدستورية الخاصة بإدارة المرحلة الانتقالية.
 
ومع استمرار الحراك ضد ما يسميه المحتجون انقلابا عسكريا لليوم الرابع على التوالي، قالت لجنة أطباء السودان المركزية إن متظاهرا قتل وإن اثنين آخرين أصيبا بجراح حرجة خلال مظاهرات في منطقة الخرطوم بحري اليوم الخميس.
 
وقال ناشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي إن المتظاهر قتل برصاص مسلحين موالين للجيش.
 
وشُيّع في الخرطوم بحري جثمان مواطن آخر توفي متأثرا بإصابته خلال المظاهرات التي خرجت في العاصمة يوم الاثنين الماضي.
 
ونقلت وكالة رويترز عن شهود عيان قولهم إنهم رأوا قوات الأمن تستخدم الرصاص الحي والمطاطي ضد المحتجين في الخرطوم بحري، مع اتساع نطاق الاحتجاجات الليلية.
 
وأظهرت صور متداولة محاولات فرق الإسعاف إنقاذ المصابين، إثر تعرضهم لإطلاق النار خلال المظاهرات.
 
وأعاد المتظاهرون اليوم نشر العوائق في الطرق لقطعها، وفي المقابل أطلقت القوات السودانية قنابل الغاز المدمع لتفريق المتظاهرين في حي بُرّي شرق الخرطوم.
 
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مدير الطب الشرعي السوداني هشام فقيري قوله اليوم إن المشارح في الخرطوم استقبلت يوم الاثنين 7 جثث لمتظاهرين وجثة جندي من قوات الدعم السريع.
 
وأضاف أن جثثا أخرى -لم يحدد عددها- وصلت في الأيام التالية بسبب أحداث العنف وظهرت عليها آثار ضرب بأدوات حادة.
 

ولا تزال شوارع العاصمة السودانية تشهد انتشارا أمنيا مكثفا للجيش وقوات الدعم السريع، لكن السلطات حاولت إعادة بعض مظاهر الحياة الطبيعية وفتح بعض الطرق والجسور، وسط استمرار الضغوط الخارجية المكثفة على القادة العسكريين.
 

وكالات

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر