بعد تجميده منذ شهرين.. البرلمان التونسي يعلن "الانعقاد الدائم" ويرفض إجراءات الرئيس

أصدرت رئاسة مجلس النواب التونسي، الجمعة، بيانا أعلنت فيه استئناف جلسات البرلمان ورفضها للإجراءات التي اتخذها الرئيس قيس سعيّد الذي أعلن تجميد البرلمان وإقالة الحكومة منذ أكثر من شهرين، في وقت شهد محيط المجلس تعزيزات أمنية لمنع النواب من الدخول إليه.
 
وقال بيان المجلس "اليوم هو اليوم الأول من الدورة النيابية الثالثة للمدة النيابية 2019- 2024، و تأتي هذه الدورة في ظل إجراءات استثنائية ووضعية دستورية غير مسبوقة." في إشارة إلى إجراءات الرئيس.
 
وعبّر بيان مجلس النواب عن رفضه لتفعيل الفصل 80 من الدستور الذي لجأ إليه الرئيس التونسي لتعليق عمل البرلمان وإقالة الحكومة. واعتبر أن  "كل قراراته المتعلقة بتجميد ثم تعليق اختصاصات هياكل مجلس نواب الشعب باطلة."
 
وبعد إقالته رئيس الحكومة هشام المشيشي منذ أكثر من شهرين، عين سعيد يوم الأربعاء نجلاء بودن رمضان رئيسة للوزراء في تونس.
 
وأصدر منذ أسبوع تدابير "استثنائية" بأمر رئاسي أصبحت بمقتضاه الحكومة مسؤولة أمامه فيما يتولى بنفسه إصدار التشريعات عوضا عن البرلمان، ما اعتبره خبراء تمهيدا لتغيير النظام السياسي البرلماني في البلاد الذي نص عليه دستور 2014.
 
كما قرّر سعيّد رفع الحصانة عن النواب وتعليق رواتبهم والمنح المالية التي كانوا يتقاضونها.
 
واعتبر بيان مجلس النواب قرارات الرئيس "تعطيلا فعليا للدستور التونسي وسطوا على صلاحيات مجلس نواب الشعب وتجميعا  مخيفا لكل السلطات في يد فرد واحد."
 
وأعلن بيان رئاسة البرلمان أن "مكتب مجلس نواب الشعب في حالة انعقاد دائم." داعيا أعضاء البرلمان إلى استئناف عملهم النيابي.
 
وجاء بيان مجلس النواب، الجمعة، في وقت عزّزت قوات الأمن التونسي من تواجدها في محيط البرلمان المجمّد.
 
ومنذ صباح الجمعة طوّق عناصر من الشرطة بالزي المدني والأمني مقرّ البرلمان ووضعوا حواجز تمنع مرور المواطنين والسيّارات، حسب مراسلة فرانس برس.
 
وجاء ذلك بعد أن دعا أكثر من ثمانين نائبا من حزب النهضة ذي المرجعية الإسلامية ومن حليفه السياسي حزب "قلب تونس" النواب للتجمّع أمام مقرّ البرلمان الذي يضم 217 مقعدًا.
 
ولم يلب سوى نائب واحد الدعوة، على ما أفادت مراسلة فرانس برس، فيما تحدث وسائل إعلام عن حضور نائبين.
 
وقال النائب عن حزب النهضة محمد القوماني للصحافيين "جئت اليوم كنائب لاستئناف العمل في البرلمان ولكن وجدت الأبواب موصدة".
 
وغادر القوماني المراقب من قبل الشرطة بعد أن طلب بعض من أنصار سعيّد المتجمعين أمام المجلس منه ذلك.
 
وصرخ أحدهم "ارحل. لماذا جئت للبرلمان وقد بقيتم 10 سنوات؟ ألا تستحي، ارحل".
 
ومن المنتظر أن تنظم الأحد تظاهرتان، الأولى أمام مقرّ البرلمان لمعارضي ما يسمونه "انقلاب" سعيّد والثانية دعمًا للرئيس وستكون في شارع الحبيب بورقيبة في العاصمة تونس.
 
في ظل هذا التوتر السياسي، حذر رئيس كتلة التيار الديموقراطي (21 نائبا من أصل 217) غازي الشواشي في تصريحات إعلامية سابقة من انزلاق البلاد "نحو العنف" ومن "حرب أهلية".
 

المصدر: وكالات

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر