إستئناف اقتحام الأقصى ومحكمة الاحتلال تؤجل الرد على مطلب أهالي حي الشيخ جراح

 
تسود حالة من الهدوء الحذر باحات المسجد الاقصى المبارك اليوم الأحد، بعد اعتداء قوات الاحتلال على عدد من الفلسطينيين وموظفي المسجد واعتقال عدد منهم، بالتزامن مع اقتحام مجموعات من المستوطنين باحات الأقصى منذ ساعات الصباح بعد توقف استمر نحو 20 يوما.
 
وبينما حذرت الرئاسة الفلسطينية من العودة إلى "نقطة البداية"، أدانت الخارجية الأردنية اقتحام المستوطنين المسجد الأقصى المبارك اليوم، وحذّرت بدورها من مغبة التصعيد.
 
وبلغ عدد المقتحمين لباحات المسجد الأقصى اليوم خلال الفترتين الصباحية والمسائية 253 مستوطنا، وقد دخلوا بحماية مكثفة من الشرطة والقوات الخاصة الإسرائيلية.
 
وقالت مراسلة الجزيرة إن قوات الاحتلال اعتقلت فتاة فلسطينية لتصويرها شابا فلسطينيا كان يتعرض للضرب أثناء اعتقاله، ليرتفع عدد المعتقلين في الأقصى اليوم إلى 8، بعضهم من موظفي المسجد، وقد أفرج الاحتلال عن 5 منهم.
 
وقال ناطق باسم وزارة الأوقاف الأردنية للجزيرة في وقت سابق إن القوات الإسرائيلية اعتقلت 5 من حراس المسجد الأقصى التابعين للوزارة.
 
ويأتي ذلك تزامنا مع انتهاء الحظر الإسرائيلي على اقتحامات المسجد الذي استمر 20 يوما، في حين انتشرت دعوات فلسطينية لشدّ الرحال إلى المسجد الأقصى وحمايته.
 
وقررت الحكومة الإسرائيلية منع المستوطنين من اقتحام المسجد قبل أكثر من أسبوعين، بسبب العشر الأواخر من شهر رمضان وعيد الفطر، فضلا عن الأوضاع الميدانية، من دون أن تعلن إلغاءه.
 
ويطالب المستوطنون بإعادة السماح لهم بدخول المسجد، من دون أن يكون واضحا إذا كانت الحكومة الإسرائيلية ستتخذ هذا القرار قريبا، في ضوء الوضع الأمني في القدس الشرقية وقطاع غزة والضفة الغربية.
 
ومنذ عام 2003، تسمح الشرطة الإسرائيلية للمستوطنين بدخول المسجد عبر باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد الأقصى، وذلك يتسبب في مواجهات بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية.
 
تحذير
من جانبها، حذّرت الرئاسة الفلسطينية من العودة إلى "نقطة البداية"، وإلى مربع التصعيد والتوتر إذا استمر اقتحام الأقصى وحصار حي الشيخ جراح، وطالبت الإدارة الأميركية بالتدخل السريع لمنع سياسة الاستفزازات والتصعيد الإسرائيلية.
 
بدورها، وصفت وزارة الخارجية الفلسطينية استمرار اقتحام المسجد الأقصى بأنه استخفاف بالمواقف الدولية التي واكبت العدوان الأخير.
 
وأكدت الوزارة في بيان أن محاولات القفز عن اعتداءات الاحتلال المتواصلة على القدس تفرّغ المواقف والجهود الدولية الرامية لتثبيت وقف إطلاق النار وإعادة إحياء عملية السلام من مضمونها.
 
وحمّل البيان الحكومة الإسرائيلية -وعلى رأسها بنيامين نتنياهو- المسؤولية الكاملة عن اقتحامات الأقصى، وطالب المجتمع الدولي "بالوفاء بالتزاماته القانونية والأخلاقية تجاه جرائم الاحتلال".
 
من جانبه، أدان الأردن -اليوم الأحد- التصعيد الإسرائيلي في المسجد الأقصى، واقتحامه من قبل عشرات المستوطنين بحماية الشرطة.
 
وفي بيان صادر عنه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأردنية ضيف الله الفايز، "ندين التصعيد الذي قامت به السلطات الإسرائيلية في الحرم القدسي الشريف، والاعتداء على موظفي إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك (تابعة للأردن) والمصلين، وإدخالها لأعداد كبيرة من المتطرفين (للأقصى) تحت حماية الشرطة والقوات الخاصة".
 
ووصف ما تقوم به إسرائيل بـ"التصعيد الخطير والتصرف الاستفزازي والانتهاك السافر".
 
وأضاف البيان أن هذه الأعمال تتحدى الجهود والمساعي الدولية التي تبلورت طوال الفترة الماضية، للوصول إلى تهدئة ووقف العنف والتصعيد في القدس وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة.
 
في هذه الأثناء، أجّلت المحكمة العليا الإسرائيلية إلى يوم غد الاثنين، تسليم ردها إلى مركز "عدالة" الحقوقي، بشأن الالتماس الذي تقدم به باسم سكان حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، لإزالة الحواجز التي نصبتها الشرطة الإسرائيلية عند مدخل الحي منذ أسبوعين.
 
يأتي هذا بعد أن طلبت النيابة الإسرائيلية تمديد أجل تقديم ردها إلى المحكمة بشأن الالتماس إلى يوم غد.
 
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قمعت وقفة احتجاجية نُظمت في حي الشيخ جراح، ومنعت عشرات المتضامنين من دخول الحي، كما منعت سكان الحي من الخروج للمشاركة في الوقفة. وجاءت هذه الوقفة احتجاجا على استمرار الحصار الذي يتعرض له الحي، حيث نصبت سلطات الاحتلال عددا من الحواجز العسكرية على مداخله، ومنعت الدخول والخروج منه لغير ساكنيه، في وقت تسمح فيه للمستوطنين بالتنقل فيه بحرية.
 
ومنذ 13 أبريل/نيسان الماضي، تفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية جراء اعتداءات مستمرة ترتكبها الشرطة الإسرائيلية ومستوطنون في مدينة القدس المحتلة، وخاصة المسجد الأقصى ومحيطه وحي الشيخ جراح (وسط)، إثر مساع إسرائيلية لإخلاء 12 منزلا من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.
 
وفجر 21 مايو/أيار الجاري، بدأ تنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية في غزة وإسرائيل بوساطة مصرية ودولية، بعد عدوان شنته تل أبيب على القطاع استمر 11 يوما.
 

المصدر: الجزيرة + وكالات

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر