"الحسم قد يطول ومخاوف من فوضى".. العالم ينتظر معرفة رئيس أميركا الجديد

مع بدء العد التنازلي للانتخابات الأميركية، التي تجري في الثالث نوفمبر الحالي، يترقب العالم معرفة من الفائز بمنصب رئيس الولايات المتحدة وبالتالي التكهن بالدور الأميركي المقبل في السياسة العالمية.
 

وبعيدا عن أجواء المنافسة بين المرشح الجمهوري، الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ومنافسه، المرشح الديمقراطي، نائب الرئيس السابق، جو بايدن، فإن مسألة إعلان نتائج الانتخابات لن تكون كما المرات السابقة، بل لا تزال مثار جدل في البلاد.
 

الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قال الأسبوع الماضي، في تصريحات للصحفيين خلال مغادرته قاعدة أندروز البحرية الجوية المشتركة، إنه "سيكون من الأفضل أن يعلن عن الفائز في الانتخابات في الثالث من نوفمبر بدل فرز الأصوات لأسبوعين". 
 

ولكن انتخابات 2020، شهدت زيادة في أعداد الذين أدلوا بأصواتهم عبر البريد، وذلك في ظل جائحة كورونا. 
 

وتجاوزت نسب التصويت المبكر الأرقام التي سجلت في السنوات السابقة، إذ فضل العديد من الناخبين ملء بطاقات الاقتراع التابعة لهم مسبقا لتجنب الوقوف في طوابير طويلة يوم الانتخابات، التي تجري في ظل وباء كوفيد-19. وأدلى نحو 84 مليون شخص بأصواتهم حتى منتصف الجمعة.
 

ولكن حتى من دون هذا الأمر، فإن عملية فرز الأصوات لا تبدأ إلا بعد إغلاق صناديق الاقتراع في يوم الانتخابات، والتي يمكن أن تستغرق أياما، وحتى أسابيع. 
 

وحتى مع افتراض انتهاء فرز الأصوات في اليوم ذاته، إلا أن الإعلان الرسمي قد يستغرق أكثر من شهر، خاصة وأن نتيجة الانتخابات العامة ليست هي العامل الحاسم في تحديد الفائز، بل هي حصوله على 270 صوتا في المجمع الانتخابي، والذي يضم بمجمله 538 عضوا. 
 

مخاوف من الفوضى 

وفي حال حصول معركة محتدمة وتأخر صدور النتائج، يخشى البعض من خروج أنصار المرشحين إلى الشوارع للمطالبة بإلغاء فوز الخصم.
 

وفي مؤشر على التوتر السائد في كافة أنحاء البلاد مع اقتراب موعد الانتخابات، تحصنت متاجر عدة في مدن أميركية مختلفة من بينها نيويورك والعاصمة واشنطن، خشية تحول تظاهرات متوقعة إلى أعمال شغب. 
 

وتوقع ترامب، السبت "حصول فوضى في بلدنا". 
 

ولم تبد نبرة الرئيس مطمئنة إذ إنه رفض مرارا القول بوضوح ما إذا كان سيسلم الحكم سلميا في حال خسر في الانتخابات، وفق وكالة فرانس برس. 
 

من جانبه كان بايدن قد قال إن "الغش هو الطريقة الوحيدة التي يمكن أن يخسر بها الانتخابات أمام ترامب". 

   

لا نتائج يوم الانتخابات

ووفق تقرير نشرته موقع "فايڤ ثيرتي إيت" التابع لشبكة "أي بي سي نيوز"، فإنه من المرجح "ألا نعرف من فاز بالانتخابات الرئاسية باليوم ذاته". 
 

وأوضح أن فرز بطاقات الاقتراع بالبريد قد يستغرق وقتا أطول من بطاقات الاقتراع في المراكز، ناهيك عن أنه لا يوجد قاعدة واحدة تحكم جميع الولايات بطريقة تعاملها مع عملية الفرز.
 

 وأشار إلى أن بعض النتائج التي ستصدر في أول يوم لكن تكون نهائية، خاصة في الولايات التي يوجد بها اعتماد كبير على التصويت ببطاقات الاقتراع، إذ أن فرز أصوات مراكز الاقتراع مبدئيا من الأرجح أنه سيعطي نتائج أولية تظهر فوز الجمهوريين، خاصة مع توجه الغالبية منهم للاقتراع في هذا اليوم، وليس عن طريق البريد. 
 

ثلث الولايات

ويرجح التقرير أن ثلث الولايات الأميركية، وتحديدا 16 ولاية فقط ستتمكن من إكمال فرز الأصوات في يوم الانتخابات، مثل، فلوريد، هاوي، أوكلاهوما، نيوهامشر، تينسي.
 

فيما ستتمكن نحو 24 ولاية من فرز معظم الأصوات في الثالث من نوفمبر، وليس جميعها، مثل، ماين، ماساشوستس، فيرجينيا، أوهايو، ميشيغان، إلينوي، أيوا، كولورادو، أريزونا. 
 

ويحتاج فرز الأصوات في نحو 10 ولايات أكثر من يوم، وربما أسابيع، خاصة في ولايات مثل، نيويورك، نيوجيرزي، ميرلاند، واشنطن العاصمة والولاية، وكاليفورنيا. 
 

ويتوقع أن تحسم عشر ولايات نتيجة الانتخابات الرئاسية حيث يبدل الناخبون ولاءهم بين الحزبين الجمهوري والديموقراطي، وفق تقرير لوكالة فرانس برس. 
 

ولعبت بنسيلفانيا ووسكنسن وميشيغان وفلوريدا وأيوا وأوهايو دورا أساسيا في فوز دونالد ترامب عام 2016 .
 

وتظهر الاستطلاعات أنه بإمكان بايدن دفع ولايات جمهورية تقليديا مثل جورجيا وأريزونا وكارولاينا الشمالية وتكساس لتبديل ولائها لتدعم الحزب الديموقراطي هذه السنة. 
 

حتى ديسمبر

صدور نتائج الانتخابات ليست النهاية لتحديد من هو الرئيس الجديد، وهي ستبقى تحتاج إلى مصادقة الكونغرس الأميركي في ديسمبر، وهي عملية يمكن أن تستمر لمدة أربعة أشهر، وفق ما قالت، آمي داسي، وهي مديرة معهد ساين للسياسة في الجامعة الأميركية.
 

وأشارت في حديث لها مع "فويس أوف أميركا" إلى أن مجمل العملية منذ يوم الانتخابات حتى الكشف عمن هو الرئيس الجديد يمكن أن تأخذ نحو أربعة أشهر.
 

ليا ميركفاكي، متخصصة في السياسة الأميركية في جامعة ميسيبي، قالت إنه يجب اتباع الإجراءات القانونية، وأوضحت أن الضغط لإعلان اسم الفائز يوم الانتخابات ربما سيعني حالة من عدم الثقة والارتباك.
 

ولم تستبعد أن يقاضي البعض الولايات من أجل الضغط عليها لإعلان النتيجة في يوم الانتخابات. 
 

وأشارت ميركفاكي إلى أن معرفة الاسم النهائي للرئيس الجديد لن تتم قبل ديسمبر، حيث يلتقي الناخبون الذين يشكلون المجمع الانتخابي في العاصمة، من أجل الإدلاء رسميا بأصواتهم لاختيار الفائز بمنصب الرئيس ونائبه، وهو ما يتم في أول يوم اثنين بعد الأربعاء الثاني في ديسمبر، والتي تصادف في هذا العام 14 من ديسمبر. 

  

230 مليون ناخب أميركي

هناك 230 مليون أميركي يحق لهم التصويت في الانتخابات الرئاسية، رغم أن القسم الأكبر منهم لا يشارك فعليا. 
 

لكن انتخابات 2020 قد تشهد نسبة مشاركة قياسية. 

وتجاوزت نسب التصويت المبكر الأرقام التي سجلت في السنوات السابقة، إذ فضل العديد من الناخبين ملء بطاقات الاقتراع التابعة لهم مسبقا لتجنب الوقوف في طوابير طويلة يوم الانتخابات التي تجري في ظل وباء كوفيد-19.  
 

وأدلى نحو 84 مليون شخص بأصواتهم حتى منتصف الجمعة. 
 

رسالة بخط اليد

ينص القانون على منح فريق الرئيس المنتخب إمكانية الوصول إلى الكثير من الملفات، لكن كل شيء يعتمد في نهاية المطاف على حسن نية الفريق المنتهية ولايته، وفي المقام الأول الرئيس. في بعض الأحيان يكون من الصعب محو آثار الحملة الانتخابية.  
 

وثمة حكاية مشهورة في واشنطن، فأثناء الانتقال بين فريقي بيل كلينتون وجورج دبليو بوش، مطلع 2001 تعرض الحرف "دبليو" للتلف أو انتزع عن العديد من لوحات مفاتيح الكمبيوتر من قبل أعضاء الفريق المنتهية ولايته، وفق فرانس برس. 
 

في المقابل غالبا ما تقدم المرحلة الانتقالية في مطلع 2009 بين فريقي جورج دبليو بوش وباراك أوباما على أنها مثال لما ينبغي أن يحصل، رغم الخلافات السياسية العميقة بين الرجلين، حسب فرانس برس.
 

من الأسهل بالطبع لرئيس شغل ولايتين ويغادر بالتالي السلطة بدون أن يهزم في صناديق الاقتراع، أن يقوم بتسهيل انتقال السلطة. 
 

تقول مارثا كومار، الباحثة المتخصصة في عمليات الانتقال الرئاسية لوكالة فرانس برس "من الأسهل البدء بذلك في وقت مبكر، ويصبح الانتقال جزءا من أدائه، وهو يحرص على ترك صورة جيدة".
 

لكن هناك استثناء لهذه القاعدة. فالرئيس الجمهوري جورج بوش الأب، الرئيس الذي شغل ولاية واحدة، اختار الرحيل تاركا انطباعا جيدا عند نقل السلطة إلى الديمقراطي بيل كلينتون. 
 

وإذا كانت الرسالة المكتوبة بخط اليد التي تركها جورج بوش الأب في المكتب البيضوي أصبحت تقليدا، فإن لا شيء يوازي روعة ما كتبه في 20 يناير 1993.
 

وكتب بوش الأب "عزيزي بيل أتمنى لك الكثير من السعادة هنا. لم أشعر أبدا بالوحدة التي تحدث عنها بعض الرؤساء" مضيفا "لست بارعا في تقديم المشورة، لكن لا تدع النقاد يثبطون عزيمتك". 
 

وكتب أيضا "نجاحك الآن هو نجاح لبلدنا. أنا معك من صميم القلب. حظا سعيدا". 
 

وفي حال هزيمته، هل سيترك دونالد ترامب رسالة إلى جو بايدن؟ وهو ما يثير الكثير من التساؤلات حول فحواها، خاصة بعد هذه المنافسة المحتدمة، التي تضمنت تبادلا للاتهامات، والتصريحات القاسية.

 

المصدر: الحرة الأمريكية 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر