إيطاليا تتطلع لإنهاء الإغلاق الشامل واسبانيا تسجل أدني حصيلة وفيات يومية بكورونا

 
تشهد إيطاليا نقاشا الأحد بشأن أولى الخطوات الحذرة للخروج من الإغلاق الشامل الذي فرض جرّاء فيروس كورونا المستجد وترك نحو نصف القوى العاملة رهن مساعدات الحكومة.
 
وسرت تكهّنات في البلد المتوسطي بشأن توقيت السماح للسكان بالتجول بحرية على الطرق لأول مرة منذ آذار/مارس.
 
ولا يشكل الطقس المعتدل عاملا داعما لجهود الحكومة لإبقاء السكان في منازلهم لمواجهة الوباء الذي أودى ب23 ألفا و600 شخص في إيطاليا بعد تسجيل 433 وفاة اضافية في الساعات ال24 الاخيرة.
 
ويزداد عدد الغرامات المفروضة يوميا على من يمارسون أنشطة خارج منازلهم بينما تقيم الشرطة حواجز على الطرق المؤدية إلى الشواطئ على الأطراف الغربية لروما.
 
ودفع الشعور المتنامي بأن أسابيع العزلة باتت على وشك الانتهاء مصدرا في مكتب رئيس الوزراء جوزيبي كونتي رفض الإفصاح عن اسمه للقول لوسائل الإعلام إن "شيئا لن يتغيّر".
 
لكن يبدو أن بعض المسؤولين يعتقدون أن تمديد إجراءات الإغلاق الصارمة إلى ما بعد الثالث أيار/مايو قد لا ينجح بكل بساطة.
 
وتراجع المعدّل اليومي للوفيات إلى نصف ما كان عليه في ذروة الأزمة. وقد يبدأ الناس الذين خف شعورهم بالخوف وتزايد مللهم بالخروج من منازلهم.
 
وقال نائب وزير الصحة بييرباولو سيليري السبت "علينا منح المواطنين مزيدا من حرية الحركة".
 
وكشف كونتي بعض التفاصيل في بيان في وقت متأخر السبت على فيسبوك.
 
وقال إنه سيتم السماح بعودة بعض الأنشطة "بناء على برنامج منظّم بشكل جيّد يوازن بين الحاجة لحماية صحة الناس والحاجة لاستئناف الانتاج".
 
ويتوقع أن يستمع كونتي الاثنين إلى الخلاصات التي توصل إليها فريق عمل معني بإعادة تحريك النشاط التجاري يترأسه الرئيس التنفيذي السابق لشركة "فودافون" فيتوريو كولاو.
 

إعادة رسم أيامنا
 
ويتزايد الضغط على كونتي من مسؤولين في شمال إيطاليا التي تعتبر قلبها الصناعي.
 
وحذّر حاكما منطقتي لومبارديا ووفينيتو في ميلانو وفينيسيا على التوالي من أنهما قد يضطران قريبا لاستئناف الأعمال التجارية في خطوة أحادية.
 
وقال حاكم فينيتو لوكا زايا الخميس "إما أن نغلق كل شيء ونموت ونحن ننتظر انتهاء الفيروس، واما أن نعيد فتح (الأعمال التجارية) ونعيش".
 
وقدّرت صحيفة "لا ريبوبليكا" الأحد بأن نحو 11,5 مليون إيطالي -- أي نصف القوة العاملة -- حرموا مداخيلهم وقدموا طلبات للحصول على مساعدات.
 
وأفاد الاتحاد العام للصناعة الإيطالية أن 97,2 بالمئة من الشركات سجّلت خسائر جرّاء الإغلاق، 47,3 بالمئة منها "جدية للغاية".
 
وأضاف الصحيفة أنه تم إنفاق معظم الأموال المشمولة في حزمة قدرها 25 مليار يورو أقرّها كونتي.
 
ودفعت حالة الطوارئ الاقتصادية وعودة الانتقادات السياسية من اليمين المتشدد كونتي لتبنّي لهجة دفاعية خلال الأسبوع الفائت.
 
وقال لصحيفة "إل جورنالي" الإيطالية الأحد أن "كثيرين في الخارج يثنون علينا" بشأن كيفية استجابة إيطاليا لأكبر كارثة تعصف بها منذ الحرب العالمية الثانية.
 
وأضاف "هذه الحكومة عازمة وقوية".
 
 
انخفاض قياسي للوفيات بإسبانيا

سجلت إسبانيا 410 وفيات بكوفيد-19 خلال الساعات الـ24 الأخيرة، مقابل 565 وفاةً السبت، في ادنى حصيلة يومية منذ نحو شهر وفق ما اعلنت وزارة الصحة الاحد.
 
وقال مدير مركز الطوارئ الصحية فرناندو سيمون "إنها المرة الأولى التي نسجل فيها أقل من 500 وفاة منذ أن بدأت الوفيات اليومية بالارتفاع".
 
وهذه الحصيلة اليومية هي الادنى التي تسجل منذ 22 اذار/مارس في البلد الثالث الاكثر تضررا بالوباء في العالم بعد الولايات المتحدة وايطاليا.
 
وعزا سيمون انخفاض عدد الوفيات بين السبت والأحد الى تباطؤ تسجيلها خلال عطلة نهاية الأسبوع وأن هذا الانخفاض غالباً ما تتبعه قفزة في الأعداد الثلاثاء.
 
وأضاف "هذا الرقم يدفعنا الى الأمل".
 
وأوضح المسؤول أنه من ناحية الوفيات والاستشفاء والنقل إلى العناية المركزة "البيانات تواصل الانحدار ما يؤكد بوضوح أن انتقال المرض قد تراجع بشكل كبير".
 
وصرح وزير الصحة سلفادور ايلا ان هذه الارقام تؤكد ان اسبانيا بلغت هدفها لجهة استقرار مؤشر انتقال العدوى.
 
واوضح ان 4218 اصابة جديدة فقط تم احصاؤها في الساعات ال24 الاخيرة بزيادة نسبتها 2,4 في المئة، علما ان البلاد تكثف اجراء فحوص فيروس كورونا بحيث باتت تجري اكثر من اربعين الف فحص يوميا مقابل ما معدله عشرون الف فحص مع بدء الازمة.
 
وساهم البطء في انتقال العدوى في التخفيف من اعباء النظام الصحي.
 
وفي هذا السياق، اغلق مساء الجمعة في مدريد احد قسمي المعرض التجاري في العاصمة والذي تم تحويله مستشفى ميدانيا لاستقبال المصابين.
 
واستقبل هذا المكان الذي افتتح في 22 اذار/مارس ما يصل الى 1500 مصاب في ذروة الازمة. وكان من المقرر ان يظل مفتوحا حتى نهاية اذار/مارس، على ما اوردت رئيسة المنطقة ايزابيل دياز ايوسو.
 
وبلغت الحصيلة الرسمية للوفيات في اسبانيا 20453 حالة. لكن مدريد وكاتالونيا تشككان في هذا الرقم وتعتبران انه لم يشمل الاف المتوفين في دور المسنين الذين اصابتهم اعراض الفيروس من دون التمكن من اخضاعهم لفحوص.
 
 
المصدر: فرانس برنس

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر