"كورونا" يفرض سكوناً غير مألوف في اسطنبول والهند تمدد لأسبوعين أكبر إغلاق في العالم

[ ساحة الاستقلال في مدينة اسطنبول التركية فارغة من المارة في 11 ابريل 2020 (أ ف ب) ]

 
 
نادراً ما تكون مدينة اسطنبول التركية التي يبلغ عدد قاطنيها 16 مليون نسمة ساكنة، لكن سكانها أجبروا هذا السبت على البقاء في منازلهم في اليوم الأول من العزل المفروض بهدف احتواء وباء كوفيد-19.
 
وخلت ساحة تقسيم وجادة استقلال، أشهر معالم المدينة التي تكتظ عادة بالناس، تماماً من المارة، كما شاهد صحافي في فرانس برس.
 
وفي حي امينونو في قلب الوسط التاريخي لاسطنبول، كان شرطيون يجرون دوريات للتأكد من التزام السكان بالتدابير.
 
وخيّم الهدوء أيضاً فوق مضيق البوسفور الذي يكتظ عادةً بعبّارات تتنقل بين ضفتي المدينة.
 
ولم يخرق هذا الصمت غير المألوف سوى دراجات عمال التوصيل النارية.
 
وتنقل عاملون في البلدية من باب إلى آخر لتوزيع الخبز.
 
وأعلنت وزارة الداخلية التركية الجمعة حظر تجوال على سكان 30 أكبر مدينة في البلاد بينها أنقرة واسطنبول حتى مساء الأحد.
 
ويهدف هذا العزل الذي يستمر 48 ساعةً إلى منع السكان من الاستفادة من الطقس الجميل والخروج في عطلة نهاية الأسبوع للتنزه، كما حصل خلال الأسابيع الماضية رغم تفشي الوباء.
 
وأسفرت الجائحة عن وفاة ألف وستة أشخاص في تركيا حتى الآن من بين أكثر من 47 ألف إصابة.
 
وعلى عكس السكون الذي يجتاح اسطنبول السبت، ساد الهلع الجمعة بين الأتراك مع إعلان العزل قبل ساعتين من دخوله حيز التنفيذ.
 
وهرع آلاف الأشخاص إلى المتاجر للتزود بالخبز والجبنة والسجائر.
 
وانتقد عدد من المعارضين والناشطين على الانترنت إعلان العزل قبل وقت قليل من بدء فرضه.
 
وأكد رئيس بلدية اسطنبول المعارض أكرم إمام أوغلو الذي يطالب منذ أسابيع بفرض عزل تام، أنه لم يبلغ مسبقاً بنية فرض التدبير.
 

أكبر إغلاق في العالم
 
وأعلن رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي أنه سيمدد لمدة أسبوعين أكبر عملية إغلاق في العالم مرتبطة بجائحة كورونا، على ما أعلن وزراء الولايات بعد محادثات السبت بشأن التداعيات المتزايدة للوباء.
 
وينتهي الإغلاق الجاري ومدته ثلاثة أسابيع الثلاثاء.
 
لكن مع ارتفاع حصيلة الوفيات، مارس العديد من رؤساء وزراء ولايات وأقاليم الهند البالغة 29 ضغوطا على مودي لتمديد القيود المفروضة على سكان البلاد البالغ عددهم 1,3 مليار نسمة.
 
وبالفعل قررت ولايتا أوديشا والبنجاب تمديد فترة الإغلاق لحوالي أسبوعين، لكن النقاد يقولون إن هناك حاجة إلى إغلاق وطني لمنع الناس من التنقل بين الولايات وبالتالي نقل الفيروس معهم.
 
وسجّلت الهند حتى الآن حوالي 7,500 حالة إصابة و240 وفاة.
 
وكتب رئيس وزراء دلهي أرفيند كيجريوال على تويتر بعد المحادثات أنّ مودي اتخذ "القرار الصحيح" لتمديد الإغلاق.
 
وتابع "اليوم موقف الهند أفضل من العديد من البلدان المتقدمة لأننا بدأنا الإغلاق مبكرا. إذا تم التراجع عنه الآن ستفقد جميع المكاسب". وقال وزراء آخرون شاركوا في المحادثات التي تمت عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة السبت لوسائل إعلام محلية إن الإغلاق سيستمر لمدة أسبوعين آخرين. ولم تصدر الحكومة أي إعلان فوري وقال مسؤولون إن مودي قد لا يدلي بأي تصريحات حتى الأحد.
 
وحسب تقارير صحافية، تشعر الحكومة الهندوسية القومية بالقلق من تأثير القيود على الحركة وحظر الرحلات الجوية الدولية على اقتصاد الهندي الذي كان يتباطأ أساسا حتى قبل تفجر أزمة الفيروس القاتل.
 
وفقد ملايين الأشخاص وظائفهم في الأسابيع الثلاثة الماضية، وأثار الحظر هجرة جماعية حيث توجه العمال إلى قراهم الأصلية. وأعلنت كل ولاية هندية حالة إصابة على الأقل بفيروس كورونا المستجدّ، لكن ولاية ماهاراشترا، التي تضم العاصمة المالية مومباي، تعد من بين الأكثر تضررا.
 
وسجلت الولاية الواقعة في غرب البلاد أكثر من 1600 حالة إصابة وأكثر من 110 وفيات من إجمالي الحالات المؤكدة في الهند.
 
وينتشر الفيروس القاتل في شكل مثير للقلق في منطقة دارافي في مومباي، أحد أكبر الأحياء الفقيرة في آسيا.
 
وصرّح المتحدث باسم مجلس مومباي فيجاي خابالي باتيل لوكالة فرانس برس بأنه تم الكشف عن مزيد من الحالات خلال "حملات طبية واسعة النطاق في دارافي ومناطق أخرى من مومباي لإجراء اختبار الكشف عن الفيروس".
 
وأضاف أنّ هناك الآن 28 حالة إصابة في الأحياء الفقيرة وأن ثلاثة أشخاص قضوا جراء الوباء هناك.
 
كما شهدت العاصمة نيودلهي حصيلة متزايدة مع الإعلان عن أكثر من 180 حالة إصابة مؤكدة الجمعة، ليصل العدد الإجمالي للإصابات بها إلى 865 حالة.
 

المصدر: فرانس برس

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر