جثث ملقاه على سطح مبنى.. ليلة دامية في بغداد واستمرار المظاهرات في مُدن العراق

واصل الاف المتظاهرين العراقيين المناهضين للحكومة والتدخل الايراني، التجمع في ساحة الاحتجاج رغم مقتل العشرات من المتظاهرين في بغداد على ايدي مسلحين مجهولين، ما يثير مخاوف من تصاعد العنف في البلاد.
 
وقال شهود عيان من موقع الاحتجاجات وسط بغداد إن ساحتي التحرير والخلاني تشهدان هدوءا حذرا، بعد انتشار قوات أمنية في الساحتين وانسحاب مسلحين هاجموا المتظاهرين الليلة الماضية وقتلوا عددا منهم.
 
وأضاف الشهود أن قوات الأمن سمحت للمتظاهرين صباحا بالعودة إلى مواقع التظاهر في ساحة الخلاني.
 
وقالت مصادر إن عدد الضحايا بلغ عشرين قتيلا على الأقل وأكثر من خمسين جريحا جراء الهجوم الذي شنه مسلحون مجهولون قرب جسر السنَك وسط بغداد.
 
وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن بين القتلى ثلاثة من رجال الشرطة. وقالت قوات الأمن إنها لم تتمكن من تحديد هويات المسلحين الذين هاجموا المتظاهرين.
 
واقتحم المسلحون الملثمون ساحة الخلاني -حيث يوجد مئات المحتجين المعتصمين- بسيارات مدنية رباعية الدفع، وأطلقوا النار بصورة عشوائية من أسلحة رشاشة. واستمر المسلحون في إطلاق النار لساعات قبل إعلان وزارة الداخلية تطويق قواتها للمنطقة والتحقيق في الحادث وملاحقة مطلقي النار.
 
وسيطر المسلحون على مبنى مواقف السنك وقتلوا عددا من المتظاهرين وألقوا جثثهم من أعلى المبنى، قبل أن ينسحبوا منه فجر اليوم. واتهم متظاهرون قوات الأمن العراقية بالتواطؤ مع المهاجمين عبر فسح المجال لهم للدخول والتجول بكل حرية في المنطقة.
 
وأطلق المتظاهرون على الهجوم اسم "مجزرة السنك" نسبة إلى الجسر القريب من ساحة التحرير المركزية. وإثر الهجوم الدامي، انتشر أصحاب "القبعات الزرق" العزّل التابعين للتيار الصدري في محيط المنطقة لحماية المتظاهرين.
 
وتدفقت أعداد كبيرة من المحتجين إلى ساحة التظاهرات في بغداد والمحافظات الجنوبية حيث تجري اعتصامات منذ أسابيع عدة.
 
ويطالب العراقيون منذ أكثر من شهرين، بتغيير الطبقة الحاكمة منذ 16 عاماً ويتهمونها بالفساد والمحسوبية والتبعية لإيران.
 
ويمثل الهجوم الأخير نقطة تحول في مسار حركة الاحتجاج العفوية التي أسفرت حتى الآن عن سقوط 445 قتيلاً وأكثر من عشرين ألف جريح.
 

وكانت الفوضى في وسط بغداد اثناء الهجوم على المحتجين الذين لم يكن بحوزتهم سوى وسائل التواصل الاجتماعي لبث صور توثق صراخهم لساعات وغالبا في الظلام بسبب انقطاع التيار الكهربائي.
 
وقال طبيب لوكالة فرانس برس ان "قوات الامن كانت على بعد كيلومتر واحد ولم تفعل شيئا".
 
فميا قال أحد المتظاهرين "كان إطلاق النار على المتظاهرين كثيفا لم يرحموا ولم يسمحوا بإجلاء الجرحى (...) لقد كانت مذبحة".
 
ورغم ذلك، تقول مصادر في الشرطة إنها توصلت إلى معلومات عن الفصائل التي شنت الهجوم ضد المحتجين الذي دانته السفارات الغربية في البلاد.
 
ويسود قلق لدى المتظاهرين الذين أحرقوا عشرات المقار الحزبية ومكاتب الفصائل المسلحة من أن تكون ليلة العنف هذه هي الأسوأ. مثلت "مذبحة السنك" صدمة وطنية ادانتها منظمات ومؤسسات غربية.
 
وحذرت الأمم المتحدة من أن "عنف العصابات المنبثق عن الولاء للخارج (...) قد يضع العراق في مسار خطير".
 
بدورها، اعتبرت منظمة العفو الدولية ان "الهجوم الجيد التنسيق" من قبل العديد من "الرجال المدججين بالسلاح في قافلة طويلة من المركبات" يطرح "تساؤلات جدية حول كيفية تمكنهم من عبور نقاط التفتيش في بغداد وارتكاب مثل هذه المذبحة".
 
وفجر السبت، أطلقت طائرة بدون طيار قذيفة على منزل مقتدى الصدر" في مدينة النجف على حد قول مصدر آخر. وسبق للصدر أن أعلن تأييده للاحتجاجات التي تطالب بالحد من النفوذ الإيراني.
 
وللصدر علاقات معقدة مع طهران التي انتقدها على مدى السنوات الماضية خلال تظاهراته الداعية إلى استقلالية القرار العراقي، لكنه رغم ذلك لم يقطع علاقاته بشكل نهائي مع الجمهورية الإسلامية التي يزورها مراراً.
 

المصدر: الجزيرة + وكالات

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر