بريطانيا تحتجز ناقلة نفط في إطار عقوبات على سوريا والأنظار تتجه لإيران

 
احتجز مشاة البحرية الملكية البريطانية ناقلة نفط في جبل طارق يوم الخميس للاشتباه في أنها تحمل نفطا خاما إلى سوريا بما يمثل انتهاكا لعقوبات مفروضة من الاتحاد الأوروبي، في تطور قد يؤدي إلى تصعيد المواجهة بين إيران والغرب.
 
وتم احتجاز الناقلة (جريس 1) في المنطقة التابعة لبريطانيا عند مدخل البحر المتوسط بعد أن أبحرت حول أفريقيا قادمة من الشرق الأوسط.
 
وتشير بيانات للشحن اطلعت عليها رويترز أنه جرى تحميل الناقلة بنفط إيراني قبالة السواحل الإيرانية على الرغم من أن وثائقها تقول إن النفط مصدره العراق.
 
ولم تشر سلطات جبل طارق إلى مصدر النفط عندما احتجزت الناقلة بموجب عقوبات أوروبية مفروضة على سوريا منذ سنوات.
 
لكن احتمال أن يكون مصدر تلك الشحنة هو إيران يشير إلى رابط بين الاحتجاز وجهود أمريكية حثيثة لوقف كل مبيعات الخام الإيراني عالميا وهو ما وصفته طهران بأنه ”حرب اقتصادية“ غير قانونية ضدها.
 
 
وحاولت الدول الأوروبية البقاء على الحياد في المواجهة بين طهران وواشنطن. وشملت تلك المواجهة إلغاء الولايات المتحدة لضربة وشيكة على إيران قبل دقائق من تنفيذها الشهر الماضي وزيادة طهران لمخزونها من اليورانيوم المخصب بما يخالف التزاماتها بموجب الاتفاق النووي الموقع في 2015.
 
وقالت حكومة جبل طارق في بيان إن لديها أسبابا وجيهة تدعوها للاعتقاد بأن الناقلة (جريس 1) تحمل شحنة من النفط الخام إلى مصفاة بانياس في سوريا.
 
وقال رئيس وزراء جبل طارق فابيان بيكاردو ”تلك المصفاة مملوكة لكيان خاضع لعقوبات يفرضها الاتحاد الأوروبي على سوريا“. وأضاف ”بموافقة مني، سعت هيئة الميناء وسلطات إنفاذ القانون لإشراك مشاة البحرية الملكية في تنفيذ هذه العملية“.
 
ورحب متحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بخطوة حكومة جبل طارق على الرغم من أن الواقعة قد تشير إلى بعض التوتر في داخل أوروبا.
 
وقال جوسيب بوريل القائم بأعمال وزير الخارجية الإسباني إن حكومة جبل طارق احتجزت الناقلة العملاقة (جريس 1) بناء على طلب من الولايات المتحدة لبريطانيا. ولا تعترف إسبانيا بسيادة بريطانيا على المياه المحيطة بجبل طارق.
 
وأضاف أن إسبانيا كانت تتطلع للتحفظ على الناقلة للاشتباه في نقلها نفطا خاما إلى سوريا وكيف أن ذلك يمكن أن يمس السيادة الإسبانية لأن الأمر حدث على ما يبدو في مياه إقليمية إسبانية.
 
وتحظر أوروبا شحنات النفط إلى سوريا منذ عام 2011 لكنها لم تحتجز من قبل ناقلة في البحر بموجب تلك العقوبات.
 
وتزود إيران حليفتها سوريا منذ فترة طويلة بالنفط على الرغم من تلك العقوبات. لكن ما استجد هو العقوبات الأمريكية على إيران والتي فرضت بعد انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العام الماضي من الاتفاق النووي الإيراني.
 
* نقص الوقود
عانت المناطق السورية الخاضعة لسيطرة الحكومة من نقص حاد في الوقود في وقت سابق من هذا العام نتيجة لما وصفه الرئيس السوري بشار الأسد بالحصار الاقتصادي. وفي شهر مايو أيار، استلمت سوريا أول إمدادات نفطية أجنبية منذ ستة أشهر مع وصول شحنتين إحداهما من إيران وفقا لما قاله مصدر مطلع على الأمر في ذلك الوقت.
 
وكشفت رويترز هذا العام أن (جريس 1) كانت واحدة من أربع ناقلات تشارك في شحن زيت الوقود الإيراني إلى سنغافورة والصين، في انتهاك للعقوبات الأمريكية.
 
وتظهر بيانات ريفنيتيف أيكون أن السفينة قطعت طريقا أطول مرورا بالطرف الجنوبي لأفريقيا بدلا من عبور قناة السويس بمصر.
 
تظهر بيانات الشحن أن سعة الناقلة تبلغ 300 ألف طن وأنها ترفع علم بنما وتشغلها شركة (آي شيبس مانجمنت) التي تتخذ من سنغافورة مقرا لها. ولم يتسن لرويترز الوصول إلى الشركة للتعليق.
 
وجرى توثيق تحميل (جريس 1) بزيت الوقود في العراق في ديسمبر كانون الأول، رغم أن الميناء العراقي لم يسجل توقفها به، وكانت أنظمة التتبع بها مغلقة. وعاودت الناقلة الظهور بالقرب من ميناء بندر عسلوية الإيراني وهي محملة بالكامل.
 
المصدر: رويترز

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر