ينحدر من يافع اليمنية.. من هو "بروني الشيخ" اليهودي المتشدد الذي درس علم الإجرام؟

[ اليهودي المتشددبروني الشيخ ]

هل سمعت بروني الشيخ؟  إنه ضابط أمن إسرائيلي بارز، ينحدر من منطقة يافع – جنوب غرب اليمن -. بدأ حياته المهنية في الأمن الإسرائيلي، ورشحه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لرئاسة جهاز الأمن الداخلي «الشاباك»، قبل أن تسوء العلاقة بين الطرفين، ويُبعد الشيخ عن منصبه كمديرٍ للشرطة الإسرائيلية.
 
وُلد في العاصمة اليمنية صنعاء في مارس/آذار 1963 لأسرة يهودية متدينة، ثم هاجر من اليمن مع عائلته متوجهين إلى إسرائيل في العام 1981. يتحدث العربية بطلاقة، وأكمل دراسته الثانوية في معاهد دينية في إسرائيل.
 
 حصل على شهادة الماجستير من جامعة تل أبيب، إضافة إلى نيله شهادة في علم الإجرام من الجامعة العبرية في القدس. عمل لمدة 27 عاماً في جهاز المخابرات الداخلية الإسرائيلي – الشاباك -، ووصل لمنصب نائب رئيس الجهاز.
 
ينتمي روني الشيخ إلى التيار الديني الصهيوني، والذي تتميز ملابس أتباعه بالجمع بين القبعة اليهودية الدينية وربطة العنق. ويُصنف ضمن تيارات اليمين المتدين المتشدد.
 
عاش الرجل فترةً في إحدى المستوطنات بالقرب من رام الله، ثم انتقل إلى وسط إسرائيل حيث يقطن في تجمع ديني يدعى «غفعات شموئيل» بجانب تل أبيب.
 
لماذا لُقّب ابن يافع بالثعلب؟

اكتسب روني خبرةً واسعةً في مجال الأمن، فلقبه الإسرائيليون بـ «الثعلب» بفضل ذكائه واعتماده في عمله على الخداع.   كما اشتهر بكونه محققاً ورجل استخبارات من الطراز الأول، ويتميز بالصرامة والقسوة حتى وُصف بأنه بارع في تحطيم من يستجوبهم.
 
خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى تولى منصب قائد ميداني، وأشرف على تجنيد العملاء في الأراضي المحتلة خلال تلك الفترة الحرجة من تاريخ الاستخبارات الإسرائيلية الموساد.
 
 كما يُعتبر من الخبراء البارزين في مجال بناء البرامج الاستخباراتية الإلكترونية داخل جهاز الأمن الوطني «الشاباك».
في العام 2000، ترقى ليحتل منصب قائد قطاع في الشاباك، بما في ذلك قطاع القدس عقب الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
 
فضلاً عن مشاركته سابقاً عند فترة توليه منصب قائم بأعمال رئيس الشاباك في جلسات سرية، ومناقشات أمنية عالية المستوى تم خلالها الموافقة على تنفيذ عمليات أمنية غاية في الحساسية.
 
تقلد روني الشيخ عدة مناصب، منها قيادته للواء المظليين في الجيش الإسرائيلي لعدة أعوام، بعدها تم تنصيبه كنائب لرئيس اللواء رقم 50.
 
وفي العام 1987، التحق بالشاباك في أعقاب بداية الانتفاضة الفلسطينية الأولى، فأوكلت له أدوار ومسؤوليات أمنية قيادية، ويُذكر منها توليه قيادة منطقة الضفة الغربية ما بين عامي 2005 و2008، ثم أصبح مسؤولاً عن القدس وعن منطقة جنوب إسرائيل.
 
القائد العام للشرطة الإسرائيلية 2015

اختاره نتنياهو – بناءً على تزكية من وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان – لمنصب القائد العام لشرطة إسرائيل في العام 2015، ليكون بذلك أول يهودي من أصل يمني يتقلد هذا المنصب.
 
 ليس هذا فحسب، إنما قدم نتنياهو وعداً للشيخ بأن يعينه رئيساً لجهاز «الشاباك»، عندما تنتهي فترة خدمته كقائد شرطة، والتي تبلغ عادةً 4 سنوات.
 
روني وعد أنه سيقوم بـ «إنقاذ» مؤسسة الشرطة من ورطتها وسوء إدارتها وتحسين صورتها السلبية في نظر الإسرائيليين خلال فترة رئاسته.
 
 إلا أن بعض التيارات السياسية الإسرائيلية، عبّرت عن خشيتها من تعيينه بهذا المنصب لما له من عواقب في تعامل الشرطة مع الفلسطينيين؛ نظراً لكونه من اليهود المتطرفين المتواجدين داخل جهاز أمن إسرائيل.
 
من أبرز المهام التي أوكلت له أثناء عمله كقائد للشرطة، مواجهة الفلسطينيين الذين يلقون الحجارة على الجنود، والتعامل مع الوضع في القدس، وتعزيز القانون وفرضه في مناطق عرب 1948.
 
لكن الشيخ، لم يكمل سوى 3 أعوام على رأس جهاز الشرطة؛ حيث انتهت ولايته الثالثة في مطلع العام 2019 ورفض نتنياهو تجديدها. حدث ذلك على خلفية التحقيقات الجنائية التي أجرتها شرطة إسرائيل في عدة قضايا فساد يتورط بها رئيس الوزراء.
 
ما هي قضايا الفساد التي أثارها الشيخ ضد نتنياهو؟

أوصت الشرطة الإسرائيلية بقيادة الشيخ بمقاضاة نتنياهو بشبهة تلقي الرشوة والنصب والاحتيال وإساءة الائتمان. حيث أثار الشيخ عدة قضايا ضد نتنياهو كان من أبرزها:
 
أثيرت ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي قضيتان تُعرفان بالقضيتين 1000 و2000، وهما تحقيقان كانت الشرطة قد أوصت فيهما بتوجيه تهمة الرشوة. ففي القضية 1000 المسماة بـ «فضيحة الهدايا»، يُشتبه بأن نتنياهو طالب بشكل منهجي بالحصول على منافع بقيمة مليون شيكل (282000 دولار) من رجال أعمال أثرياء، من ضمنهم أرنون ميلتشان ورجل الأعمال الأسترالي جيمس باكر مقابل توفير خدمات لهم.
 
 أما القضية 2000، فتتعلق بصفقة غير قانونية بين نتنياهو وناشر صحيفة «يديعوت أحرونوت» أرنون موزيس. كان رئيس الوزراء سيقوم بموجبها بإضعاف الصحيفة المنافسة لـ «يديعوت أحرونوت»، صحيفة «يسرائيل هابوم» المدعومة من الجانب الأمريكي، مقابل الحصول على مبلغ مالي ضخم من يديعوت.
 
اتهم نتنياهو بالاحتيال في الملف المعروف إعلامياً برقم 4000، والخاص بعلاقاته مع صاحب شركة «بيزيك» شاؤول الوفيتش.
 
 وجاء في توصيات الشرطة في ختام تحقيقات مطولة أجرتها في هذه القضية أن نتنياهو تدخل وعمل لصالح الوفيتش وشركة «بيزيك»، وبالمقابل طالب بصورة مباشرة وغير مباشرة بالتدخل في المضامين الإخبارية التي نشرها موقع «والا» التابع لبيزيك.
 
كما أوصت الشرطة بتقديم سارة نتنياهو، زوجة رئيس الوزراء إلى المحاكمة، بشبهة تلقي الرشوة والاحتيال وإساءة الائتمان وتشويش سير العدالة.
 
 نتنياهو نفى ارتكابه أي مخالفة في جميع القضايا، وأصر على أن تلك المبالغ أعطيت له من قبل أصدقاء ولم تكن تشكل رشاوي.
 
وجدت المعارضة في قضايا الفساد التي أثارها قائد الشرطة اليمني الأصل، ذريعة أكثر من قوية لمطالبة نتنياهو بالاستقالة. حيث أكدت رئيسة المعارضة الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني، على ضرورة تنحي نتنياهو عن منصبه قبل أن يدمر الجهات المسؤولة عن تطبيق القانون لينقذ نفسه.
 
فيما قال رئيس حزب «المعسكر الصهيوني» آفي جباي، إن نتنياهو أصبح عبئاً على إسرائيل، وبالتالي يجب عليه الاستقالة، إذ لا يمكنه الاستمرار في منصبه لكثرة قضايا الفساد المتعلقة به.
 
 ورغم العلاقة الطيبة التي كانت تجمع بين الرجلين، فإن إقدام الشيخ على ملاحقة نتنياهو، دفعت الأخير لإبعاده عن منصبه، وعدم التجديد له في منصبه لسنة رابعة وإضافية. الشيخ قال عقب إقالته، إنه يفضّل الجلوس في المنزل على أن يخون مبادئه وقيمه!

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر