تيلرسون يسعى في الرياض والدوحة إلى إقناع أطراف الأزمة الخليجية بالعودة للحوار

يسعى وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في الرياض والدوحة الأحد إلى إقناع المملكة السعودية وقطر بالعودة للحوار رغم أن مؤشرات حل الأزمة الدبلوماسية التي تعصف بالخليج منذ أكثر من أربعة أشهر تبدو ضعيفة.
 
وفي جولته الخليجية الثانية خلال بضعة أشهر، يواجه الوزير الأميركي تحديا رئيسيا يتمثل في إظهار مدى قدرة الولايات المتحدة على التأثير في سياسات المنطقة في مقابل نفوذ إيران المتهمة بزعزعة الاستقرار الإقليمي.
 
ويتزامن وجود تيلرسون في الرياض الاحد مع زيارة لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على رأس وفد وزاري كبير لحضور مراسم اطلاق مجلس التنسيق السعودي العراقي الذي سيدشن مرحلة جديدة من العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين الجارين.
 
ومن المقرر ان يحضر وزير الخارجية الاميركي الاجتماع الاول لهذا المجلس الذي تأتي ولادته تتويجا لتقارب سعودي عراقي سياسي ودبلوماسي واقتصادي بدأ قبل أشهر قليلة بزيارات متبادلة رفيعة المستوى.
 
وتعمل السعودية ومن خلفها الولايات المتحدة على الحد من نفوذ ايران في المنطقة، خصوصا في ظل السياسة المتشددة التي يتبعها الرئيس الاميركي دونالد ترامب في مواجهة الجمهورية الاسلامية.
 
وتتمتع ايران، الخصم الاكبر للسعودية، بنفوذ كبير في بغداد منذ سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين على ايدي القوات الاميركية في العام 2003. وتسعى الرياض الى مقارعة هذا النفوذ.
 
والعلاقة مع ايران من بين أبرز اسباب مقاطعة السعودية ومعها دولة الامارات العربية المتحدة والبحرين ومصر لقطر منذ الخامس من حزيران/يونيو الماضي، اضافة الى الاتهامات التي توجهها الدول الاربع للامارة الصغيرة بدعم "الارهاب"، وهو ما تنفيه الدوحة.
 
والتقى تيلرسون في الرياض موظفي السفارة الاميركية، ثم عقد اجتماعا مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز على ان يجتمع في وقت لاحق بولي العهد الامير محمد بن سلمان ووزير الخارجية عادل الجبير لمناقشة الازمة والعمل على اعادتها الى طاولة الحوار.
 
ويتوجه الوزير الاميركي بعد ذلك الى الدوحة حيث يلتقي الامير تميم بن حمد آل ثاني ونظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني للغاية ذاتها.
 
وتقيم قطر علاقات عسكرية وسياسية واقتصادية وثيقة مع الولايات المتحدة، وتضم أكبر قاعدة جوية اميركية في المنطقة تنطلق منها الحملات ضد مواقع جماعات متطرفة بينها تنظيم الدولة الاسلامية.
 
- الهدف هو التسوية -
 
في تموز/يوليو الماضي، اخفق تيلرسون الذي يعرف المنطقة بشكل جيد منذ ان كان رئيسا لمجلس ادارة المجموعة النفطية "اكسون-موبيل"، في مهمة دبلوماسية اولى تخللها توقيع اتفاقية لمكافحة "الارهاب" بين واشنطن والدوحة.
 
لكن الآمال بتحقيق اختراق في الزيارة الثانية تبدو ضعيفة أيضا.
 
وقال الوزير الأميركي لوكالة الإنباء المالية بلومبرغ الخميس "لا اتوقع التوصل الى حل سريع"، في تناقض مع تفاؤل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي توقع قبل شهر نهاية سريعة لهذه الازمة غير المسبوقة في منطقة الخليج.
 
وأضاف "يبدو ان هناك غيابا فعليا لأي رغبة بالدخول في حوار من قبل بعض الأطراف المعنية"، قبل ان يضيف "يعود الآن الى قادة +الرباعي+ (الدول الأربع) القول متى يريدون الدخول في حوار مع قطر لان هذا البلد كان واضحا جدا بالإعراب عن رغبته بالحوار".
 
واكد "نحن جاهزون للقيام بكل ما هو ممكن لتسهيل التقارب، الا ان الامر يبقى مرتبطا بالفعل حتى الان بقادة هذه الدول".
 
بالنسبة الى المحلل السياسي في "معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى" سايمن هندرسن، فان الولايات المتحدة تميل نحو الانخراط بشكل أكبر في محاولة لحلحلة الازمة بسبب تعنت الجانبين.
 
وأوضح "تيلرسون سيقول لهم: هيا، عودوا عن مطالبكم غير المعقولة حتى تتوصلوا الى تسوية".
 
وكان "الرباعي" قدم في حزيران/يونيو سلسلة مطالب الى قطر بينها اغلاق قناة "الجزيرة" الفضائية ووقف دعم عدد من الجماعات في المنطقة.
 
وبعيد جولته الخليجية، سيتوجه تيلرسون الى باكستان والهند في اول زيارة له الى جنوب آسيا منذ توليه مهامه في ادارة ترامب التي عرضت في آب/اغسطس استراتيجيتها للنزاع في افغانستان.
 
وأفادت وزارة الخارجية الاميركية ان تيلرسون سيبحث في اسلام اباد مع عدد من القادة "الدور الأساسي لباكستان في إنجاح" هذه الإستراتيجية. وفي نيودلهي، سيحاول بحث "الشراكة الاستراتيجية" المعززة التي تريد الولايات المتحدة أقامتها مع الهند "للقرن المقبل".

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر