نازحوا مديريات شمال الضالع معاناة مستمرة وقضية إنسانية منسية (تقرير)

[ أطفال نازحون من قصف الحوثيون من قرى غرب مريس بالضالع (يمن شباب نت) ]

تتنوع صور المعاناة التي يعيشها النازحون وتتعدد قصص المواطنون الذين تشردوا من الحرب التي شنتها ميلشيات الحوثي وصالح الانقلابية على محافظة الضالع، ولازالت مستمرة في المديريات المحاذية لمحافظة إب إلى الآن.

 

في مديريات شمال المحافظة المنسية التي تعيش حالة حرب مع ميلشيات الحوثي وصالح، والتي تمنع تقدمها نحو المحافظة حيث سطرت المقاومة بطولة وصلابة في مواجهة الميلشيات،في الجانب الآخر من أصوات المدافع توجد الكثير من القصص والمآسي التي يعيشها المواطنون النازحين من الحرب.

أكثر من 2000 أسرة أصبحت  نازحه ومشردة من قرى مريس والمناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات، فيما لا يزال المتواجدين في منازلهم  تحت الخطر جراء استمرار القصف

 

النزوح والمرض والفقر

"ساقية الضحياني" امرأة في العقد السابع من عمرها تلخص المعاناة والوجع الذي يعيشه الآلاف ممن شردتهم حرب الميلشيات وأصبحوا مشردين يبحثون عن منزل وحياة عاديه تضمن لهم العيش باستقرار بعد أن أصبحت العودة إلى المنزل غير ممكنة في ظل استمرار الحرب.

 

شردت "ساقيه" من قرية "رمه" غرب مريس مطلع أكتوبر من العام الماضي ووجدت نفسها اليوم مرمية في إحدى فصول مجمع ثانوية مريس التربوي مع  بنتها وزوجها الذي يتحمل أعباء مصاريف الأسرة و تكاليف العلاج لمرض العجوزه المزمن.

 

تقول ساقية الضحياني لـ"يمن شباب نت" والدموع تنساب على وجهها المجعد "هكذا أصبحت حياتنا ننام على الفصل ليلاً ليصلنا الصباح حتى نفرغه ونذهب لمساحه بجوار المدرسة  نفترش فيها  ليدرس الطلاب بالفصل حتى الظهر لندخل من جديد".


تعاني المرأة المسنة من المرض والحالة السيئة التي جعلتهم لا يستطيعون الحصول على الدواء والغذاء، حيث يتحمل زوج أبنتها مصروفهم بالإضافة إلى توفير العلاجات غالية الثمن، في الوقت التي أصبح من الصعوبة الحصول على عمل لتوفير المال اللازم.

"ساقية الضحياني" إمرأة سبعينة نازحة من قصف الميلشيات على قري مريس غرب الضالع (يمن شباب نت)


التشرد الموجع 
الحاج  "قاسم علي" تعدا الستين عاما هو الآخر نازح  يعاني من الجروح نتيجة إصابته جراء قصف استهدف منزله غرب مريس من مواقع الميليشيات بجبل ناصه والمطلان، يحكي قصته بعد عقود عاشها تظهر من تقاسيم وجهه تعداد السنين.

 

يقول الحاج قاسم لـ"يمن شباب نت" انه عاش أحداث وصراعات عديدة شهدتها اليمن والمناطق الوسطى تحديدا لكنه لم يكن يتوقع أن يرى نفسه نازحاً بعيداً عن مسقط رأسه التي قضى فيها حياته منذ نعومة أظافره.

 

التقاه مراسلنا بالضالع أثناء عملية صرف مرتبات شهداء وجرحى جبهة مريس وهو  يزاحم الجموع ليصل دوره ليستلم الراتب ويوزعه على أفراد عائلته المنتشرة  في أكثر من مكان بعد أن توقفت مزارعه عن الإنتاج نتيجة الحرب.

 

يسكن الحاج قاسم وحيداً عند احد أصدقاءه بينما الغالبية  أفراد أسرتي لجأو إلى منازل أقاربهم في  مدينه الحبيلين بمحافظة لحج ومنطقة العود ومدينة دمت  وقال "أن أسرته أصبحت مشردة  ولم نلتقي منذ شهور في حين لم أتخيل يوما أ أشرد وأنا بهذا السن".

 

مقتل 55 مدنيا بينهم 9 أطفال وإصابة 250 آخرين في تسع قرى غرب مريس نتيجة قصف الحوثيين خلال عام ونصف أصيبت 25 امرأة وهن في المزارع

حرب على السكان 
في منطقة مريس التابعة لمديرية قعطبة والتي يعتمد السكان  على الزراعة كمصدر وحيد للدخل دفعت أعلى نسبة من الضحايا والأضرار بين المناطق التي تعرضت للحرب الحوثية على مستوى المحافظة  كما تفاقمت المعاناة وتحولت كثير من الأسر إلى فقيرة.  


وقال الناشط الحقوقي محمد أبو طلعه لـ"يمن شباب نت" أنهم رصدوا مقتل 55 مدني بينهم 9أطفال وإصابة 250 آخرين في تسع قرى غرب مريس نتيجة القصف العشوائي للميلشيات خلال عام ونصف حيث أصيبت 25 امرأه وهن في المزارع".


وأفاد "أبو طلعه" والذي يعمل راصد حقوقي لمنظمة وثاق "أن الأضرار وسط المنازل في القرى التي تشهد أبشع أنواع الحرب التي تنشها الميليشيات تسببت بأضرار لأكثر من 700 منزل".


وأضاف "أن أكثر من 270مزرعة  تضررت جراء الحرب منها  54 نتيجة القصف و216 نتيجة الحرمان من الري بحسب إحصائية أولية وتقدر الخسائر وسط المزارع المتضررة بمئات الآلاف".

 


الهروب من الموت
خلال العام الماضي أقدمت الميليشيات على تفجير أكثر من 30 منزلاً  بحق  خصومها في مديرتي "جبن ودمت" كما شنت حملات اختطاف متواصلة بحق المدنيين، ووجد غالبيتهم الهروب الخيار الوحيد أمامه. 

 

يقول المواطن عبدالرحمن ثابت لـ"يمن شباب نت" أن نسبة كبيرة من المشردين لم يتمكنوا من العودة لمناطقهم كما لم يسمح لهم الحال والظروف بتحمل تكاليف الإيجارات والاستقرار في الأماكن الآمنة".


وكشف عن "وجود  العشرات من الأسر تسكن بالشعاب الواقعة بين مناطق (مريس وجبن والشعيب) شمال الضالع والتي لم تمكن الميليشيات الوصول إليها معتبراً أن الشعاب هي خاليه من الماء والسكن لكنها وفرت لهم الأمن من بطش الميليشيا".


من جانبه قال مسؤول الإغاثة في مريس مسعد عبد الله "أن أكثر من 2000 أسرة أصبحت  نازحه ومشردة من قرى مريس والمناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات، فيمما لا يزال المتواجدين في منازلهم  تحت الخطر جراء استمرار القصف العشوائي".

 

ومن بين أصوات المدافع واستمرار الحرب والقصف العشوائي للميلشيات يبقى النزوح والتشرد والتشرد كابوسا ثقيلا ووجع يلاحق المواطنين الأبرياء الذين وبطشت بهم يد الميليشيات في مناطق سيطرتها بالخطف والملاحقة وفي مناطق أخرى بالقصف والحصار.

 توزيع مساعدات لنازحين ومشردين من مديريات شمال محافظة الضالع (يمن شباب نت)

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر