مصادر أكاديمية تكشف أسباب إقالة الحوثيين عميد كلية تربية جامعة ذمار

[ عميد كلية التربية المقال بجامعة ذمار ]

تعددت الأسباب والاقالة واحدة، لكن السبب الرئيسي وراء إقالة عميد كلية التربية بجامعة ذمار من قبل رئاسة الجامعة الموالية للحوثيين كانت رسالة خاصة من نائب وزير التعليم العالي في حكومة الانقلابيين الدكتور عبدالله الشامي إلى رئيس جامعة ذمار تقضي بضرورة إقالة المغلس خلال 24 ساعة،  مالم فعلى رئيس الجامعة انتظار قرار إقالته.

خلف قرار رئاسة جامعة ذمار مطلع الأسبوع الحالي، إقالة عميد كلية التربية بالجامعة استياء واسع النطاق من قبل جميع الموظفين والأكاديميين العاملين بالجامعة، كون القرار كان جائرا بحق أ.د محمود المغلس عميد الكلية الذي تضامن معه جميع العاملين في هذا المجال، باعتبار المغلس الرجل الواقف في وجه المؤامرة الحوثية، لتحويل الجامعة من صرح أكاديمي إلى ثكنة عسكرية وأمنية للمليشيات الانقلابية.

مصادر أكاديمية خاصة في جامعة ذمار كشفت عن كواليس وخفايا إقالة رئيس جامعة ذمار المعين من قبل الحوثيين "طالب النهاري" لعميد كلية التربية بالجامعة أ.د محمود المغلس، وتعيين بديلا عنه في العمادة، لكن البديل لم يتكمن من استلام منصبه بسبب التضامن الواسع مع العميد المقال، ومطالبة جميع الموظفين والأكاديميين العاملين بالجامعة عودة الدكتور المغلس إلى منصبه الذي كان فيه.

وقال المصدر الأكاديمي في حديثه المطول لمراسل « يمن شباب نت » بذمار، أن جامعة ذمار برئاسة الدكتور "طالب النهاري" استغلت إعلان مجلس كلية التربية تأجيل الامتحانات في الكلية بسبب العجز في أسئلة الامتحانات الناتج عن الإضراب الشامل، لتعلن عن إقالة العميد "المغلس" وتعيين بديلا له، وبشكل يوحي للجميع أن أسباب الإقالة كانت مشاركته في الإضراب الذي تنفذه نقابة هيئة التدريس إضافة إلى قراره تأجيل الامتحانات في الكلية، في حين أن الأسباب الحقيقية وراء الإقالة مختلفة تماما عما تبدو عليه في الظاهر.

الأسباب الحقيقية وراء الإقالة

وذكر المصدر أربعة أسباب رئيسية دفعت برئاسة الجامعة الموالية للحوثيين ?صدار قرار الإقالة بحق "المغلس" كونه أبرز من وقف في وجه جماعة الحوثي المتمردة من تحويل جامعة ذمار من صرح أكاديمي إلى ثكنة عسكرية وأمنية للمليشيات، رافضا لمحاولة الحوثيين إقامة الفعاليات والندوات الطائفية في صرح الجامعة، حيث أصدر "المغلس" أوامر تقضي بمنع "ملتقى الطالب الجامعي" التابع للحوثيين من رفع وتعليق الشعارات الطائفية في مبنى الكلية، أو إقامة الفعاليات فيها.

ويعود السبب الثاني إلى المحاولات المستمرة من قبل رئيس الجامعة النهاري لفرض قراراته وآرائه على عمادة الكلية، لكن "المغلس" وبشخصيته القوية رفض تلك المحاولات، وفي آخر اجتماع بين الطرفين وجه الأخير انتقادات لاذعة لرئيس الجامعة ومساعده بحضور عدد من الأكاديميين وحدث تراشق كلامي بينهما قبل أن يتدخل الحضور، ويغادر "النهاري" مبنى الكلية على وقع الإهانة وكسر لهيبته المعهودة، في المقابل استطاع المغلس كسب تأييد جميع الحضور.

ويضيف الأكاديمي "تمثل السبب الثالث في محاولة جماعة الحوثي المتمردة اختطاف الدكتور "المغلس" من منزله كونه يحظى بشعبية كبيرة في أوساط العاملين في الجامعة كلها وليس كلية التربية الذي يتولى عمادتها، بحيث استطاع الأخير كسب ثقة الجميع والتفاهم حوله بشكل كبير رغم اختلاف توجهاتهم السياسية، ليقنع جميع العاملين بمواصلة الإضراب الشامل ومنع محاولة الحوثيين كسر الإضراب والتراجع عن مطالبة الرواتب المستحقة، وهو الأمر الذي جعل رئاسة الجامعة في محل شك مع قيادات الحوثيين في العاصمة صنعاء.

السبب الرئيسي

ويؤكد الدكتور الأكاديمي ل"يمن شباب نت" أن السبب الأخير هو السبب الرئيسي في قرار الإقالة بحق "المغلس" وحدث خلال زيارة نائب وزير التعليم العالي في حكومة الانقلابيين الدكتور "عبدالله الشامي" الذي رفع صرخة جماعة الحوثي المتمردة في إحدى الإجتماعات كإرشارة منه لرفع محضر الإجتماع والإقرار برفع الإضراب الشامل في جامعة ذمار، لكن الدكتور "المغلس" وقف بين الجميع وهتف بشعار "جمهورية من قرح يقرح" معلنا رفضه كسر الإضراب وفشل الاجتماع الوزاري الذي عقد في إحدى قاعات الجامعة"

وهو الأمر الذي دفع بنائب وزير التعليم العالي في حكومة الحوثي وصالح، لمغادرة الجامعة وهو في حالة من الجنون والغضب تجاه رئاسة جامعة ذمار بسبب عدم قدرتهم على كسر الإضراب الشامل وعودة التدريس لجميع الكليات بدون مرتبات.

وأوضح " تلقى رئيس جامعة ذمار رسالة خاصة من "عبدالله الشامي" تقضي بضرورة إقالة عميد كلية التربية "المغلس" وتعيين بديلا له خلال مدة أسبوع، مالم فعلى رئيس الجامعة إنتظار قرار إقالته من صنعاء"

وأشار إلى ان كلا من عمادتي كلية الحاسبات والمعلومات وكلية طيب الأسنان أعلنت تأجيل الامتحانات بسبب الإضراب الشامل ولم يتم إقالتهم، بما يؤكد ان تأجيل الإمتحانات في كلية التربية لم تكن السبب الحقيقي وراء قرار الإقالة، وأن وقوف المغلس بشخصيته القوية في وجه المؤامرة الحوثية للتوغل في الجامعة هي الأسباب الحقيقية وراء ذلك.

ردود أفعال تجاه الإقالة

وكردة فعل أولية أصدر المجلس الأعلى للتنسيق بين نقابات أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم بالجامعات اليمنية بيان تضامن مع أ.د محمود المغلس، وأعتبر البيان قرار رئاسة جامعة ذمار الموالية للحوثيين قرارا مخالفا، ولا يخدم التوجه نحو حل مشكلة الإضراب الشامل الذي تشهده عدد من الجامعات الحكومية الخاصة لسيطرة مليشيات الحوثي والمخلوع صالح، ولا يبين جدية الجهات المعنية في نواياهم تجاه عودة العملية التعليمية.

كما لوحظ في أوساط أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم بجامعة ذمار عموما وكلية التربية خصوصا تضامن واسع وإجماع كبير، وجميعها تثني على شخصية الدكتور "المغلس" وإتفاق ضمني بينهم بضرورة الوقوف مع العميد المقال، ووصف القرار الصادر من رئاسة الجامعة بالقرار المؤجج للخلافات وبذر الصراع داخل الصرح الأكاديمي الكبير.

وأختتم المصدر حديثه مع مراسل "يمن شباب نت" بالتأكيد على أن العميد المعين بديلا ل"المغلس" في عمادة كلية التربية "د. أحمد الدميني" لم يوافق حتى اللحظة على قبول المنصب الموكل إليه، في الوقت الذي أجمع فيه عمداء الكليات ورؤساء الأقسام على تمسكهم بمبدأ رفض إستلام المنصب في حال تم تعيين أحدهم قادم الأيام.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر