ما وراء الارتفاع الجنوني لأسعار البيض في الأسواق اليمنية؟

[ طفل يمني يبيع البيض في صنعاء (فرانس برس) ]

وصل جنون الأسعار الذي يجتاح الأسواق اليمنية إلى البيض الذي يعد أهم سلعة غذائية متاحة في اليمن، مع تداخل عوامل طبيعية، مثل الانخفاض التدريجي في درجة الحرارة الذي ساهم في زيادة أسعار عديد من المنتجات الزراعية مثل الخضروات والفواكه والبيض.

هذه السلعة التي تشكل ركيزة أساسية لا تخلو منها موائد الأسر اليمنية التي أصبحت محدودة وشحيحة، تمثل أولوية يلجأ إليها اليمنيون محدودو الدخل في كل الأوقات لتناولها لسهولة تحضيرها وإعدادها وكخيار متاح باستمرار، في ظل تلاشي كثير من الخيارات الغذائية الأخرى التي باتت بعيدة عن متناولهم، مثل اللحوم والدواجن وبعض أنواع البقوليات أو المأكولات التي توفرها المطاعم والمطابخ المنزلية.

تسلل البرد وانخفاض درجة الحرارة منذ بداية نوفمبر/ تشرين الثاني أثرا كثيراً في الأسواق اليمنية التي تشهد ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار البيض التي قفزت من 40 إلى 60 ريالاً في صنعاء وإلى نحو 80 ريالاً في عدن جنوب اليمن وبعض المحافظات والمناطق النائية.

وأرجع تجار ومتعاملون في الأسواق أسباب ارتفاع أسعار البيض إلى انخفاض الإنتاج المحلي منها والذي يصاحب عادة دخول الشتاء وتأثير البرودة وانخفاض درجة الحرارة على مزارع الدواجن وعملية إنتاج البيض، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض المعروض منها في الأسواق وارتفاع أسعارها.

ووصل إنتاج اليمن من البيض نهاية العام الماضي إلى نحو 1.380 مليون بيضة، بزيادة ملحوظة عن عام 2018 والذي وصل فيه الإنتاج نحو 1.169 مليون بيضة.

وحسب بيانات حديثة للإحصاء الزراعي في وزارة الزراعة والري اليمنية اطلعت عليها "العربي الجديد"، فإن إنتاج اليمن من المنتجات الحيوانية يبلغ نحو 209 ألف طن من اللحوم الحمراء وحوالي 187 ألف طن من اللحوم البيضاء وما يقارب 369 ألف طن حجم الإنتاج من الألبان ومشتقاتها.

وتقدر آخر نتائج مسح ميزانية الأسرة الصادرة قبل الحرب عن الجهاز المركزي للإحصاء إنفاق نحو أكثر من مليوني أسرة على البيض بنحو 16 مليار ريال سنوياً.

لكن الباحث في جهاز الإحصاء خالد العليمي يرى أن هناك تغيراً كبيراً في مستويات الإنفاق فرضتها الحرب وما رافقها من تبعات أثرت على الأنماط الاستهلاكية والمعيشية لليمنيين، في ظل ارتفاع الأسعار وتراجع الدخل وفرص العمل والتي لا تسمح بتعدد الخيارات الغذائية للمستهلكين في اليمن وتقليص عدد الوجبات اليومية.

وأضاف لـ"العربي الجديد" أن هناك ثباتاً في عدد الأسر التي تعتمد بشكل يومي على استهلاك البيض في اليمن لأنها سلعة متوافرة بكميات مناسبة.


العربي الجديد

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر