معابر الجنوب


خليل القاهري

صباح اليوم هاتفني أحد الأصدقاء يبكي ألماً لأنه موقوف مع مئات المسافرين عند نقطة حديد في أحد مداخل عدن قادما من تعز.
 
من العاشرة ليلاً وحتى صباح اليوم وما يزال مع والدته المريضة التي دخلت في غيبوبة مرتين وهي تنتظر السماح لهم بدخول"عدن".

تهكم وسب مقذع وتعنيف لفظي وتعيير مناطقي عفا عليه الزمن يمارسه"حُراس عدن"، المشكلة أن الموقوفين في مناطق خلاء لا متسع فيها ولا أماكن يقتعدونها.
 
فيلجأ بعضهم إلى العودة مسافات طوال بحثا عن مطعم أو "حمّام"لقضاء الحاجة، بل إن بعضهم"مرضى" تضطرهم حالاتهم إلى استفراغ حاجتهم على أنفصم "أعزكم الله".
 
لايأبه "عتاولة" الحزام الأمني بعدن بكل معاناة الناس القادمين من محافظات يمنية أخرى، وليس من إسرائيل، هذا هو الحال عندما يجتمع هدف"تنفيذ أجندة"، والجهل وانعدام الإنسانية.
 
يحدث هذا بالتزامن مع ما تسميه حكومة بن دغر توجيهات صارمة للجهات الأمنية بتسهيل مطلق لإخوتهم القادمين من الشمال.
 
ولكن لا ألوم عليها، فلعلها لا تعلم بما يجري على مداخل عدن، وإن علمت فقد لا تستطيع التحقق منه وهي حبيسة"المعاشيق"، ولا مجال لتحركها يمنةً أو يسرة، ما أقبح تعاملاتنا مع بعضنا، كأننا نتحدث عن معابر تفصل بين بلدين نقيضين لبعضهما.
 
*من صفحة الكاتب على فيسبوك

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر