صحيفة أمريكية: في تحول للمواقف.. السعوديون يسعون إلى حل سياسي لتسليم ميناء الحديدة في اليمن

[ ميناء الحديدة - غربي اليمن في 23 مارس 2017 (الصورة لرويترز/ تصوير عبدالجبار زياد) ]

 

قال مسؤولون امريكيون سابقون يعملون على ملف اليمن إنه في ظل وجود إشارات بتقدم محتمل في المفاوضات مع المتمردين الحوثيين في اليمن، فإن التحالف الذي تقوده السعودية يبحث حاليا عن حل سيأسى بدلا عن عملية عسكرية لتسليم ميناء الحديدة الواقع على البحر الأحمر في اليمن.

وقد يخفف هذا الاختراق المحتمل من التصعيد العسكري للسيطرة على الميناء الاستراتيجي الذي يسيطر عليه الحوثيون حيث يخشى بعض الخبراء الامريكيون والامم المتحدة من تفاقم المجاعة في اليمن بعد عامين من الحرب الاهلية التي جعلت الملايين من الناس يعتمدون على المساعدات الانسانية.

وقال السفير الاميركي السابق في اليمن جيرالد فايرشتاين لـ"المونيتور" في 27 نيسان / ابريل "يبدو ان الناس يتراجعون عن فكرة العملية العسكرية". واضاف متحدثا عن السعوديين "انهم يفكرون بشكل خلاق أكثر بشأن كيفية تحقيق هذا الهدف دون الاضطرار الى اللجوء الى (الحلول) العسكرية وكسر الكثير من الاواني الفخارية".

وقال فيرشتاين، وهو زميل كبير في معهد الشرق الأوسط: "أعتقد أنه في الوقت الحالي، هناك المزيد من المراجعة تمضي قدما حول كيف يمكننا تحقيق ذلك بطرق أخرى". وأضاف "وربما يحصلون على بعض الإشارات الإيجابية من الحوثيين، من حيث أنهم قد يقبلون بالتسوية هنا للخروج من المأزق الحاصل والسماح للمساعدات الإنسانية أن تتواصل".

وقال دبلوماسيون إن أي حل سياسي بشأن ميناء الحديدة قد يظهر ايضا على انه مقياس لبناء الثقة بما يمكن ان يساعد في إفساح المجال امام محادثات سياسية جديدة في محاولة لإيجاد حل سياسي للحرب الاهلية في اليمن منذ عامين.

وقال فيرشتاين "من المهم جدا، أنك إذا استطعت أن تحصل على اتفاق سياسي من نوع ما حول الحديدة، فان ذلك بدوره قد يكون مقياسا لبناء الثقة من شأنه أن يتيح لك انجاز اشياء أخرى، تعينك على الانتقال الى المفاوضات السياسية"، مضيفا "لذلك هذا يمكنه أن يشكل متغيرا حقيقيا للعبة إذا استطعت القيام به".

وقال فيرشتاين "اربعة أسابيع تفصلنا عن رمضان". ويضيف "إذا كنت تستطيع أن تضع على الطاولة الآن شيئا ما بخصوص الحديدة، فإن ذلك قد يشكل إشارة إيجابية جدا للشعب اليمني ليتيقن أن مشكلة الحديدة ربما باتت على وشك أن تحل"، ويمكن أن يكون ذلك نقطة انطلاق لمحادثات المصالحة السياسية.

 

للمزيد حول هذا الأمر أقرأ أيضا: -

 

وقال فيرشتاين "ان المعدات اللازمة لإصلاح الاضرار التي لحقت بالميناء موجودة في المنطقة، وفي حال تمكنت من التوصل إلى اتفاق [من الحوثيين] للانسحاب من المدينة، أي كان ذلك لتشغيل الميناء، وضمان عدم استخدامه للتهريب ووضع الترتيبات، مع الشركات المحلية، والمقاولين التجاريين، لاستلام هذه المواد وتوزيعها، فإن ذلك  سيرسل إشارة مهمة جدا بشكل إلى الشعب اليمني".

وقال مسؤول رفيع سابق في ادارة باراك اوباما لوكالة فرانس برس "اعتقد ان كل الاطراف تتحدى الحقائق فيما يتعلق بالحديدة". وأضاف أن "الحوثيون يفهمون - او يتوجب عليهم أن يفهموا- انهم يواجهون مشهدا سياسيا وجيوسياسي مختلف، بما يؤثر بشكل مباشر على وضعهم العسكري على البحر الاحمر. كما أن التحالف بات يرى الان بوضوح أكثر حجم ما سينجم عن هذه المهمة والمخاطر الكبيرة على الوضع الإنساني المتدهور أصلا".

وقال رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر في تصريح لرويترز على هامش مؤتمر للأمم المتحدة للمانحين في اليمن في جنيف 26 أبريل / نيسان، إن اليمن اقترح أن تدير الأمم المتحدة ميناء الحديدة لضمان أن لا يحصل الحوثيون على أسلحة إيرانية مهربة عبره.

وقال بن دغر لرويترز: "لقد تم تطوير هذا الميناء لاستقبال الأسلحة المهربة للميليشيات، ونحن سنتخذ القرار لإنهاء ما يجري. ولا نفضل استخدام القوة هناك".

واضاف "لذلك نحن الذين اقترحنا على الامم المتحدة تشغيل الميناء وفرض الرقابة عليه... لكننا لم نتلق جوابا واضحا حول هذه المسألة".

 

- المصدر: AL-MONITOR

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر