الانقلابيون يدمرون مدارس وأحلام أطفال اليمن (تقرير يرصد المعاناة)

[ الأطفال الذين تم إختطافهم من قبل الحوثيين بذمار ]

حرمت صواريخ الكاتيوشا، التي يطلقها الانقلابيون على المدنيين في مدينة تعز المحاصرة، الطفلة رؤى أحمد الحالمة بأن تصبح معلمة لغة عربية، من الاستمرار في الدراسة، بعد أن دمرت هذه القذائف مدرستها ومعها أحلامها.
 
 
ورؤى حالها كحال نحو مليوني طفل يمني آخر، وضعت أحلامهم في النيران، التي أغلقت أبواب مئات المدارس.

 

رؤى خرجت من تعز المحاصرة، وقطعت مع عائلتها سيراً على الأقدام مسافة عشرة كلم تحت نيران القناصة، محملين بملابسهم فقط فاستقلوا سيارة وتوجهوا نحو صنعاء للعيش مع أقارب لهم. وتقول رؤى لوكالة «فرانس برس»،

 

وهي تراقب بعينيها الواسعتين أطفالاً يلهون بكرة زرقاء بالقرب منها «أصبحنا نازحين في صنعاء. حاولت أن أسجل نفسي في مدرسة هنا، لكن طلبي رفض بسبب ازدحام الصفوف بالطلاب». وتضيف: «دراستي كلها توقفت بسبب الحرب. لا أعرف ما ذنبي، فأنا لم أفعل شيئاً».

 

انقلاب الحوثي - صالح على الشرعية وعلى الدولة اليمنية أدى إلى توقف 1640 مدرسة عن التعليم، 1470 منها دمرت أو تضررت، والبقية تحولت إلى ثكنات عسكرية للانقلابيين أو ملاجئ للنازحين، بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف).

 

وحرم توقف المدارس عن التعليم 1,84 مليون طفل من الدراسة لينضموا إلى نحو 1,6 مليون طفل آخر لا يرتادون المدرسة منذ فترة ما قبل النزاع، كما أشار راجات مادهوك من اليونيسيف. ويبلغ عدد سكان اليمن أكثر من 27 مليون نسمة، نصفهم دون سن ال18.

 

ودفع هذا العدد الهائل وكالات الأمم المتحدة إلى التحذير من عواقب اجتماعية وأمنية وخيمة قد تستمر لعقود. وقالت المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في اليمن شابيا منتو لفرانس برس «هناك جيل بكامله يخشى أن يخسر مستقبله». وحذرت اليونيسيف من جهتها من آثار طويلة الأمد، ورأت في تقرير أن «الابتعاد عن المدرسة يخلق جيلاً جديداً من المتوقع أن يواصل دوامة العنف». 

 

ووجد بعض الطلاب الذين اضطروا للابتعاد عن مدارسهم بسبب النزاع أنفسهم مضطرين للبحث عن عمل، بينما عمد آخرون إلى التسول، فيما تعرض أكثر من 1500 منهم وجميعهم من القاصرين إلى التجنيد القسري في صفوف الحوثيين.

 

في مأرب شمال شرق صنعاء، يعيش أحمد سالم (16 عاماً) منذ أن فر من منزله بسبب المعارك في خيمة في مخيم للنازحين. وبعيداً عن مدرسته، لم يجد الفتى مفراً من السعي يومياً لتأمين الغذاء لعائلته، وعلى النقيض من رؤى، فقد أحمد أمله بالعودة إلى الدراسة. وقال لفرانس برس «الحرب لا توفر لنا جواً ملائماً لنواصل التعلم. وما الفائدة من ذلك، إذا انتهت الدولة؟».

 

وحتى في المناطق القليلة التي تشهد هدوءاً أمنياً نسبياً وتفتح مدارسها أبوابها، فإن اكتظاظ الصفوف بالطلاب، والاضطرابات التي ينفذها أساتذة احتجاجاً على عدم تسلم رواتبهم، وعجز الأهالي عن تأمين مستلزمات الدراسة، تمثل تحديات إضافية أمام قطاع ينهار بسرعة.

 

ويزيد ابتعاد الطلاب عن مدارسهم من خطر تجنيدهم أيضاً من قبل الجماعات المتطرفة التي استغلت النزاع لتعزز نفوذها في بعض المناطق وخصوصاً الجنوبية منها

 

 

 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر