في الحديدة: معلم يموت قهرا بعد عجزه عن إطعام أطفاله

[ المعلم محمد قحيمي ]

ضاق به الحال ذرعاً, وأغرقته الديون, واشتدت به قسوة الحياة ومرارتها, ولم يعد بمقدوره ان يتحمل مناجاة أطفاله الجوعى, فخرج من منزله باحثاً عن أمله المفقود, ففقد قلبه.

"محمد أحمد يحيى  قحيمي" واحد من معلمي محافظة الحديدة, الذين أصبحوا ضحايا في  وطن تقاسمته ميليشيا انقضت على ثرواته وحرمت ابنائه من خيراته, فأصبحوا بين عشية وضحاها يبحثون عن كسرة خبز ليسدوا بها رمق أطفالهم بعد ان توقفت رواتبهم منذ شهور, وما استطاعوا.

يعمل "قحيمي" مدرساً في مدرسة الثقافة بمنطقة منظر بمديرية الحوك, ويعول 7 من أطفاله, فمنذ أن توقف راتبه خرج باحثاً عن عمل يعينه على صعوبة الحياة ليتمكن من تجاوزها, غير انه لم يجد ضالته التي ستعينه على حوائج الدهر, انفق كل ما في بيته على امل ان تزول المحنة, ويتم إطلاق راتبه لينير له الحياة التي تحولت إلى نفق مظلم, غير  قرار الإطلاق لم يأت بعد, وبشائر الفرج ما زالت ضالة طريقها أمامه.

خرج المعلم "قحيمي" عصراً يوم أمس من منزله بعد ان رأى دموع أطفاله وهم يتذمرون جوعاً, عله يجد ما يمسح به دموع أطفاله ويسد رمقهم ولو بقليل من كسر الخبز  لكنها كانت المحطة الأخيرة من حياته والخروج الذي لا عودة فيها.

انتظره أطفاله بشغف, فتأخر الوقت ليلاً ولم يعد بعد, خرج اقاربه يبحثون عنه في مدينة الحديدة , وتمكنوا من العثور عليه في الساعات الأولى لهذا اليوم وقد فارق الحياه, نقله  عدد من جيرانه إلى أحد المستشفيات للكشف سبب الوفاة, وكانت النتيجة أن الوفاة كانت عائده إلى توقف قلبه المفاجئ.

غادر "قحيمي" الحياة مخلفاً ورائه سبعة أطفال وأمهم, لا يجدون في منزلهم ما يأكلونه, بعد أن فقدوا راتبهم, ووالدهم وأصبحت حياتهم تحفها المخاطر, فهل من ايادي رحيمة تمتد إليهم لتمسح دموع اليتامى وتشبع بطونهم وتخفف عنهم آلامهم؟!!

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر