لماذا تهيمن أسبانيا على البطولات الأوروبية؟

سيطرة شبه مطلقة للأندية الإسبانية على البطولات الأوروبية، حتى بات مستغربا عدم صعود فريق إسباني أو أكثر للمربع الذهبي، ومن شبه المستحيل تخيل نهائي بطولة قارية دون وجود فريق إسباني.

فإشبيلية يبحث عن إضافة لقب ثالث على التوالي في الدوري الأوروبي عندما يواجه ليفربول في نهائي الأربعاء الذي يقام بمدينة بازل السويسرية.

 

وفي 28 من الشهر الجاري، وعلى ملعب سان سيرو بمدينة ميلانو الإيطالية، يلتقي قطبا العاصمة ريال وأتلتيكو في نهائي دوري الأبطال، ليتوج فريق إسباني باللقب للمرة الثالثة على التوالي، بعد الريال في 2014 وبرشلونة في 2015.

وباستثناء خسارة فياريال أمام ليفربول في نصف نهائي الدوري الأوروبي، فازت الأندية الإسبانية في 17 مواجهة ضمن الأدوار الإقصائية على فرق أجنبية هذا الموسم.

ولكن، ما أسباب هذه الهيمنة؟

     

العملاقان يرفعان السقف

من السهل فهم نجاحات برشلونة وريال مدريد؛ فهما أغنى فريقين في العالم، ويملكان قدرة على الاستثمار وشراء أبرز اللاعبين في العالم، على غرار الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو.

ينعكس ذلك على مستوى الدوري، إذ تواجه باقي الأندية العملاقين الكبيرين أكثر من مرة كل موسم؛ مما يعني أن فريقا متوسطا في إسبانيا يشارك في البطولات الأوروبية بمواجهة أندية إيطالية أو ألمانية ستكون ضغوط رحلاته لملعبي "كامب نو" و"سانتياغو برنابيو" أكثر.

وأكثر من ذلك، فإن عددا كبيرا من خريجي أكاديميتي البرسا والملكي لا يجدون أماكن في التشكيلة الأساسية، فينتقلون لفرق أخرى.

تنوع تدريبي

بني نجاح منتخب إسبانيا في كأسي أوروبا 2008 و2012 وكأس العالم 2010 على أسلوب "تيكي تاكا" المعتمد على التمرير القصير، الذي جسده برشلونة.

وعن هذا يقول التشيلي مانويل بيليغريني، مدرب مانشستر سيتي السابق الذي خرج من نصف نهائي دوري الأبطال أمام الريال، فريقه السابق، إن "كرة القدم في إسبانيا تقنية للغاية، وكرة القدم الأكثر جودة في العالم متواجدة هنا".

فمدربون من جنسيات ومدارس كروية مختلفة عملوا في إسبانيا ووجدوا طريقهم للبطولات الأوروبية.

وصحيح أن الأرجنتيني دييغو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد يختلف أسلوبه بشكل كبير عن برشلونة مثلا، بيد أن طريقته الدفاعية غزت أوروبا، وآخر ضحاياه كان بايرن ميونيخ في نصف نهائي دوري الأبطال.

ريال مدريد وإشبيلية وفياريال لا يمكن مقاومتها في الهجمات المرتدة، بينما يعدّ أتلتيك بلباو بطل الكرات الثابتة، هذا التنوع يجعل الفرق الإسبانية غير قابلة للتوقع.

 

خطف المواهب

وفي وقت يعتمد فيه ريال مدريد وبرشلونة على كوكبة من النجوم، تبيع باقي الأندية لاعبيها الموهوبين للثنائي الكبير أو للدوري الإنجليزي الثري. ومع ذلك، فإن هيكلية المديرين الرياضيين الذين يمارسون مهامهم وقتا طويلا، حتى في حال رحيل المدربين، جعلت أندية مثل أتلتيكو وإشبيلية في تألق مستمر.

وكان مدير إشبيلية الرياضي هدفا لليفربول وبرشلونة في الماضي، نظرا لقدرته على رصد اليافعين من دوريات أقل والدرجات الدنيا في إسبانيا بأسعار زهيدة، أما أتلتيكو فاعتمد على سياسة ملكية طرف ثالث للاعبين قبل منعها، لكن لا يزال يجلب مواهب من البرتغال وأميركا الجنوبية.

 

النواة الإسبانية

في معظم الأندية الإسبانية المتألقة في السنوات الماضية، برزت نواة من اللاعبين المحليين؛ فإنتاج لاعبين من الداخل يوفر نفقات كثيرة على النادي، ويعزز روح الوحدة بالفريق، مقارنة بتواجد لاعبين أجانب بكثرة.

 

الخبرة الأوروبية

مع إحراز الأندية الإسبانية ستة ألقاب في الدوري الأوروبي في آخر عشر سنوات، وخمسة ألقاب من أصل عشرة في دوري الأبطال، باتت أندية الليغا تعرف كيف توازن بين مشاركاتها القارية والمحلية.

ففي آخر خمس سنوات -مثلا- خاض أتلتيكو 63 مباراة قارية، يليه الريال (62) وبرشلونة (57) وإشبيلية (53) وأتلتيك بلباو (52) وفالنسيا (48).

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر