هل يكتب العنابي القطري التاريخ ويقصي أرجنتين ميسي؟

لم يكن أكثر المتشائمين من جماهير المنتخب الأرجنتيني يتوقع أن تتحول مشاركته في كوبا أميركا إلى كابوس، وبدلا من أن تكون عودة ليونيل ميسي قائد "التانغو" ومسعاه لتحقيق حلم الفوز بلقب كبير مظفرة باتت مريرة.
 
فالمنتخب الذي وصل إلى نهائي مونديال البرازيل ونهائيي نسختي 2015 و2016 من البطولة القارية، وجد نفسه يحتل المركز الأخير في المجموعة الثانية بعد خسارته أمام منتخب كولومبيا متصدر المجموعة بهدفين دون رد، وتعادله الصعب مع منتخب باراغواي صاحب المركز الثاني وتنتظره مباراة حاسمة غدا أمام منتخب قطر الذي يحتل المركز الثالث.
 
وسجل ميسي ركلة جزاء في الشوط الثاني ليدرك التعادل 1-1 لمنتخب بلاده مع باراغواي الأربعاء الماضي، ليحافظ على آمال الأرجنتين في البقاء بالبطولة لكنها باتت بحاجة للفوز على قطر بعد غد السبت لتتجنب خروج مذل من دور المجموعات.
 
وحتى الفوز على بطل آسيا -الذي يقدم أداء مميزا لاقى إعجاب الصحافة البرازيلية- لا يعني أن "الألباسيلستي" سيتأهل تلقائيا للدور التالي، لأن عليه انتظار نتائج باقي الفرق، فمتصدر ووصيف المجموعات الثلاث يتأهلون مباشرة للدور التالي إضافة أفضل منتخبين يحتلان المركز الثالث في المجموعات الثلاث.
 
وفي حال فازت الأرجنتين على قطر وتأهلت فإن التوقعات تشير إلى أنها ستواجه منتخب البرازيل صاحب الأرض والجمهور في مدينة بورتو أليغري.
 
وكعادتها بعد كل إخفاق لمنتخب بلادها خاصة بعد خروجه المذل أمام فرنسا في ثمن نهائي مونديال روسيا، تسخر الصحافة الأرجنتينية من المنتخب الذي يضم أحد أفضل اللاعبين بتاريخ الكرة، ولكنها لم تصل حتى الآن إلى إقامة جنازات والوقوف دقيقة صمت في القنوات التلفزيونية على "روح المنتخب" كما فعلت بعد الخسارة المذلة أمام كرواتيا في مونديال روسيا بثلاثية نظيفة.
 
 وأجرى المدرب سكالوني أربعة تغييرات أمام باراجواي على الفريق الذي خسر من كولومبيا، إذ استبعد لاعبين مميزين كأنخيل دي ماريا وسيرجيو أغويرو، لكنه سرعان ما دفع بالأخير بين الشوطين عندما كان فريقه متأخرا 1-صفر أمام باراغواي، ومع البحث عن المزيد من الخطورة عقب إدراك ميسي التعادل وتصدي الحارس فرانكو أرماني لركلة جزاء دفع بدي ماريا بدلا من لوتارو مارتينيز في الدقيقة الـ64.
 
ولم يخف "البولغا -الذي خسر ثلاث مباريات نهائية في كوبا أميركا وأهدر ركلة ترجيح خلال الخسارة من تشيلي في نهائي نسخة 2016- مشاعره من احتمالية الخروج المبكر لفريقه من دور المجموعات لأول مرة منذ نسخة 1983.
 
 
 
وقال للصحفيين "من المحبط للغاية عدم الفوز.. لم ننتصر في مباراتين وهذا ما لم نعتقد أنه سيحدث.. سيكون من الجنون عدم تأهلنا للدور التالي".
 
وتابع "الشيء المؤلم حقا أننا لا نؤدي بشكل جيد كفريق.. نحتاج لمواصلة البحث عن أفضل طريقة للأداء لكن لا يوجد وقت.. لدينا مباراة واحدة متبقية في الدور الأول وأملنا الوحيد الفوز بها".
 
ولم يكن من المتوقع أن يتولى سكالوني، أحد أعضاء الطاقم التدريبي لخورخي سامباولي، المسؤولية عقب إقالة سامباولي بعد الأداء والنتائج المتواضعة في المونديال الروسي، إذ تجلى عدم خبرته في أول بطولة كبرى يخوضها.
 
وقام المدرب البالغ عمره 41 عاما بتجربة أكثر من 50 لاعبا في تسع مباريات قبل كأس كوبا أميركا بينهم ثمانية حراس للمرمى.
 
ولا تكمن كل مشاكل الأرجنتين في سكالوني، ورغم ذلك فهو رابع مدرب يتولى مسؤولية الفريق منذ كأس العالم 2014 حيث يعاني الفريق من قصر فترة بقاء المدربين.
 
وتوجد أيضا مشاكل في تطوير اللاعبين والمواهب الصاعدة، إضافة إلى صراع داخل غرفة الملابس بين الجيل الشاب الذي يقوده لاوتارو مارتينيز واللاعبون الشباب والجيل الذهبي بقيادة ميسي ودي ماريا وأغويرو الذي يقال إن الجيل الأخير لا يحترم اللاعبين الشباب.
 
وفي مباراة غد فإن المنافس سيكون العنابي الذي فاز بكأس آسيا دون أن يخسر أي مباراة في البطولة وقلب الطاولة على باراغواي وفرض عليه التعادل 2-2، وكان أفضل من المنتخب اللاتيني في معظم فترات المباراة، أما في مواجهة كولومبيا فصمد الدفاع العنابي المنظم حتى الدقيقة الـ86 ليتلقى هدفا ويخسر بصعوبة أمام من أطاح برفقاء ميسي بمباراته الأولى.
 
المصدر: الجزيرة نت

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر