"محمد صلاح" .. قصة فتى قرية مصرية صغيرة أصبح أفضل لاعب في أفريقيا

[ محمد صلاح ]

يشارك محمد صلاح لاعب المنتخب المصري لكرة القدم مساء الأربعاء مع فريقه ليفربول في ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا ضد بورتو البرتغالي، وسط إشاعات عن إمكانية انتقاله لصفوف الريال.
 
 ووصل صلاح إلى الشهرة العالمية إثر بروزه مع ناديه الإنكليزي الذي انضم إلى صفوفه في بداية الموسم. ثم قاد "الفراعنة" للتأهل إلى مونديال 2018، ليصبح مصدر إلهام لملايين الأطفال في بلاده.
 
بات نجم المنتخب المصري لكرة القدم ومهاجم نادي ليفربول محمد صلاح أسمى رمز للنجاح وأرقى موضع إلهام بالنسبة إلى الكثير من أطفال البلاد. فما إن سألت أحدهم حتى أجابك بمزيج من الفخر والأمل: "أتمنى عندما أكبر أن أكون مثل محمد صلاح".
 
وكسب صلاح، البالغ من العمر 25 عاما، قلوب المصريين بعد تألقه مع المنتخب القومي في نهائيات كأس الأمم الأفريقية 2017 بالغابون، حيث وصل إلى الدور النهائي (وخسر أمام الكاميرون 2-1) وكذلك ترشحه لكأس العالم للمرة الأولى منذ 1990.
 
"نادي شباب محمد صلاح"
 
إضافة إلى نشاطه الأساسي ضمن منتخب مصر، يبرز المهاجم هذا الموسم بشكل كبير مع ليفربول، إذ سجل له 29 هدفا منها 22 في الدوري الممتاز، ما جعله يحتل المركز الثاني في ترتيب الهدافين بفارق هدف واحد خلف لاعب توتنهام هاري كاين.
 
محمد صلاح من مواليد 22 حزيران/يونيو 1992. ولد في قرية نجريج، في عمق دلتا النيل، الواقعة على بعد قرابة 120 كيلومترا شمال غرب القاهرة. وتربى في أسرة رياضية محافظة تنتمي إلى الطبقة المتوسطة، إذ كان والداه يعملان في وظيفتين حكوميتين. غير أن والده كان يعمل، بالإضافة إلى الوظيفة، بتجارة الياسمين، وهو المحصول الرئيسي الذي يزرع في نجريج ويتم تحويله في القاهرة إلى معجون ويتم تصديره إلى روسيا وبعض دول أوروبا الغربية حيث يستخدم في صناعة العطور.
 
وكان والده وعمه وخاله يلعبون كرة القدم في نادي شباب نجريج الذي تغير اسمه وأصبحت تعلوه لافتة كبيرة كتب عليها "نادي شباب محمد صلاح".
 
وكانت موهبة محمد صلاح "واضحة منذ الصغر"، كما يقول غمري عبد الحميد السعدني الذي كان مدربا لأشبال نادي شباب نجريج عندما بدأ الفتى التردد على المركز وهو في الثامنة من عمره، مضيفا إن نجاحه "ليس بسبب مجرد موهبة، إنما كذلك بفضل عزيمة فولاذية ومجهود وإصرار".
 
موهبة، وعزيمة فولاذية.. وإصرار
 
وأشاد مدربه في نادي المقاولون العرب بالقاهرة سعيد الشيشيني بصفات اللاعب قائلا: "كان صلاح واضح الموهبة وفرض نفسه وبرزت خصوصا قدرته على اختراق دفاعات الخصم والمرور بالكرة من منتصف الملعب حتى منطقة الجزاء".
 
لعب صلاح في البداية مع فريق في بلدة بسيون ثم انتقل إلى فريق في مدينة طنطا قبل أن يلتقطه نادي المقاولون حيث أمضى قرابة خمس سنوات، ومنه إلى رحلة احتراف في الخارج بدأت مع نادي بازل السويسري في 2012.
 
ويروي عمدة القرية ماهر شتية باعتزاز أن محمد كان لا يزال في الرابعة عشرة من عمره عندما انضم إلى فريق نادي المقاولون، "وكان يضطر إلى أن يمضي قرابة عشر ساعات يوميا في وسائل المواصلات ليواظب على مرانه اليومي".
 
ويوضح العمدة الذي تربطه علاقة صداقة بأسرة محمد صلاح، أن الأخير كان، في رحلة العذاب تلك يستقل أربع وسائل نقل من نجريج إلى بلدة بسيون المجاورة ثم منها إلى مدينة طنطا (عاصمة محافظة الغربية) حيث يستقل حافلة أخرى إلى وسط القاهرة، ثم يبحث عن وسيلة تقله إلى حي مدينة النصر في شرق العاصمة المصرية حيث مقر ناديه.
 
"صلاح متواضع جدا.. ويجب أن نضع مئة خط تحت كلمة متواضع"
 
وظل محمد صلاح متواضعا رغم الشهرة والملايين، إذ يصفه مدربه في نادي شباب نجريج غمري عبد الحميد السعدني بأنه "متواضع جدا ويجب أن نضع مئة خط تحت كلمة متواضع، فمحمد ابن الثماني سنوات هو نفسه محمد أفضل لاعب أفريقي".
 
فلا يزال يمضي عطلته السنوية مع زوجته ماغي وابنته في نجريج التي لم يبخل على أهلها بالمساعدات. وربما كان أول ما قام به هو صيانة ملعب كرة القدم في المدرسة الوحيدة في القرية التي تعلم فيها خلال مرحلتي الابتدائي والإعدادي. ويقول العمدة ماهر شتية: "خلال السنوات الثلاث الأخيرة تزامنت عطلة محمد صلاح مع شهر رمضان وكان يمضيها في القرية وسط أصدقائه، والعام الماضي شارك في توزيع جوائز دورة الكرة الرمضانية".
 
ويضيف شتيه إن محمد صلاح يعمل الكثير من أجل أهل بلده موضحا أنه تبرع بتكاليف إنشاء وحدة عناية مركزة كاملة في مستشفى بسيون المركزي منذ عامين، وأنشأ أيضا مؤسسة نجريج الخيرية التي تقدم مساعدات شهرية للمحتاجين.
 
وتزوج مهاجم ليفربول من ماغي، إحدى بنات قريته، عندما كان في العشرين من عمره واصطحب رفيقة حياته معه إلى أوروبا حيث رزقا بابنة أطلقا عليها اسم مكة، تيمنا بالمدينة التي يقع بها المسجد الحرام.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر